احمد لعيبي
ماذا سكن في عينيك الصامدتين بوجه الدمع..
ماذا حل بعبائتك السوداء وانت تنظرين لسواد عينيك محمولآ بنعش..
لماذا لا تصرخين يا وجع الجنوب ..
لماذا لا تندبين يا وجه الارض ...
لماذا وقف الدمع على اعتاب عينيك مثلما وقفت جنازة ولدك على اعتاب بابك...
إصرخي يا سيدة الدللول..
إصرخي وقولي عدوك عليل وساكن الجول..
قولي اي شيء ولا تبقى صامته..
في عينيك ارى ذكريات الولد ..
في عينيك آثار كاروك وحضن وشمه وضمه وآه وسهر وليال سوداء..!
في نظرتك حسرة وقلب محترق مثل خيام الطف..
يا سليلة الطف وانت مسبية بالحزن الى النجف وليس الى الشام...
ما بالك تحدقين بجنازة وحيدك وفي وجهك آثار دخان ..
ما بالك تأخذين التحية له وهو شهيد مسجى..
هل هو نذر ان تقفين بعرسه وتهللين
فوقفت امام جنازته دون ان تصرخي..
يا أمه ..
يا أمه ..
يا أمه ...
أين قلبك في هذه اللحظة..هل هو فوق النعش ؟
أين عقلك في هذه اللحظة ..هل هو تحت النعش.؟
ودعي سنوات عمرك يا أمنا ..
ودعي احلام ظفائرك البيض..
واصرخي ..اقسم عليك بالحمزة ابو احزامين أصرخي ..
لاننا صرخنا ..وسنظل نصرخ..
إصرخي وقولي ...
ودعتني ..صدعتني ..واندعيلك سالم تجيني..
لماذا جئت سليم القلب ..لا سالم الجسد..
وداعا يا حفنة سنوات العمر..
وداعا يا ابن امك التي ستظل صامته .
وداعا يا ايها الفقير الذي غاب عنه العيد وغاب عن امه وهو عيدها...