( شعر : عادل الكاظمي - السويد )
مَن والى في الدّنيا حيـدرْ = فغداً يُسقـى مـاءَ الكوثـرْ
عـذبٌ بولايـةِ حـيـدرةٍ = أحلى من عَسَـلٍ أو سُكّـرْ
كبَيـاضِ قلـوبِ مَواليـهِ = وصَفاءِ ولائِهِـمُ الأطهـر
ما بين الشّامِ إلـى صَنْعـا = ءَ الحوضُ وَقُلْ وُسْعاً أكثر
فيـهِ الأقـداحُ فضائـلُـهُ = و فَواضِلُهُ فهـي الجّوْهَـر
فيـهِ الأقــداحُ مناقـبُـهُ = لا يُسقى فيهـا مَـنْ أنكـر
كنجـومِ الأفـقِ وعُدَّتُهـا = لا تُحصى أبداً أو تُحصَـر
فهـو السّاقي ولشيعتِـهِ = خيرُ شفيعٍ يـومَ المحشر
ولـواءُ الحَمْـدِ بحوزتِـهِ = فوق الأشهاد غـداً يُنشـر
وبجنبِ الكوثـرِ مَنصـوبٌ = رغْـمَ القاليـنَ لـه مِنبـر
وصِـراطُ الحـقّ لإمرتـه = طَوْعاً ينقـادُ لِمـا يؤمَـر
رَهْنُ يَدَيْـهِ بـإذن الله = عُقبى من يربحُ أو يخسـر
وقَسيـمُ الجنّـةِ والـنّـارِ = يَحْكُمُ فيها الحُكْـمَ الأكبـر
يا نارُ خُذي هـذا ودَعـي = ذاك لينجـوَ مِمّـا يَحـذر
لا عاصِمَ من أمْـرِ علـيٍّ = يومئـذِ لِرُعـاةٍ المُنـكـر
أعـداءُ الحـقِّ ومنهـجِـهِ = ودُعاةُ الغدرِ ومـا أكثـر!
غدروا المختـارَ ببيعِتِـهِ = في خمٍّ فـي ذاك المعشر
يـومَ دعاهُـمْ خَيْـرُ نبـيٍّ = والأرضُ لهيبـاً كالمِجْمَـر
والناسُ وقوفـاً يَصهرُهُـمْ = لَفْحُ الرّمضاءِ بذاك الحَـر
يتلـو قـولَ الله عليـهـمْ = (بلّغْ ما أُنْزِلَ...) في حيدر
وأَطـالَ الهـادي خُطبتَـهُ = أنذَرَ فيهـا القـومَ وبَشّـر
نـادى بلـسـانِ عـربـيٍّ = يُفصِح ك(الصبحِ إذا أسفر)
مَنْ كنتُ لـهُ مَوْلـىً فلَـهُ = بعدي هـارونُ أبـو شُبَّـر
فهو وَصـيّ وهـو وَلـيِّ = شـاءَ اللُـه لِـذاكَ وقـدّر
وخليفتُكُمْ هو مِـنْ بَعـدي = فكمـالُ الديـنِ بـه يؤْثَـر
يا قومُ: خذوها عـن ربّـي = وبِذلك (أعذرَ مـن أنـذر)
هـذا أمــرُ اللهِ وإنّــي = عبدُ لا يَعصي مـا يُؤمَـر
ولقـد هنّـاهُ أبـو حَفْـصٍ = بِتَهانٍ تُخفـي مـا أضْمَـر
إذ قال: بَخٍ صِرْتَ المَوْلـى = لِجميعِ النّاسِ وَ لي فَافْخَـر
أعطاهُ البيعةَ عـن طَـوْعٍ = ما أبْطـأ عنهـا أو قَصّـر
والشاعـرُ حسّـانُ تَغَنّـى = بالشّعرِ فذا فضـلٌ يُشْكَـر
أنَّ عليّـاً صـار أمـيـراً = مَنْ هَـدَّ الطغيـانَ ودَمّـر
فارسُ بَدْرٍ مَـنْ صارمُـهُ = بِرِقابِ الشّرْكِ قد استأثـر
مَنْ نصرَ الإسـلامَ ببـدرٍ = وبأحْـدٍ وحُنَيْـنَ وخَيْبَـر
فأجـابَ الهـادي خالِقََـهُ = وبِداعي الحقِّ قد استبشر
فمضـى المُختـارُ لِبارئِـهِ = والجِسْمُ مُسَجىً لـم يُقْبَـر
وإذا بالقـومِ لهـمْ شُغْـلٌ = من تَشييعِ الهـادي أجْـدَر
ذهبـوا سِـراً لِسَقيفَتِـهِـمْ = ذا ذَنْـبٌ أبـداً لا يُغْـفَـر
غالـوا المختـارَ وَصيّتَـهُ = مَنْ منهمْ في الخَلْقِ أغـدر؟
مَنْ نَكَث البَيْعَةَ فـي خُـمٍّ؟ = عن ذاك الخَطْبِ سَلوا حَبْتَر
فَلَـهُ يــومُ ولِصاحِـبِـهِ = مَوْقِفُ هَوْلٍ يومَ المَحْشَـر
https://telegram.me/buratha