عمار جبار خضير
حاشى لحبلِ مواجعي أن يقطعا = فيهم وحاشى مقلتي ان تهجعا
جزعاً أريدُ ولا أريد مَسرةً = فلذاك ودعتُ السرورَ وودعا
ومنى فؤادي لو تظل محاجري = في ذكرهم دوماً تسيحُ الادمعا
قلْ لي لأي مصائبٍ انسى لها = أو أيّهُا أوفي الحدادَ واجزعا
بأبي الذينَ طفوفهم لا تنتهي = في فكرِ من والى لهم وتشيعّا
وبمهجتي ابنـــاء بنتِ مُحَمْـــدٍّ =كلٌ لكاساتِ الطغــاة تجرعا
أبكي على السجادِّ وهو بكربلا = نزلت به الخُطبُ الجسام توابعا
خطبُ الظما والذابلات شفاههم = وفراتُهم دامي الاكفِّ مقطعا
خطبُ الشبيهِ بأحمدٍّ لما هوى = وكأنهم في الطفِّ قد قتلا معا
ولقـاسمٍ لما تفّـــرى جسمَهُ = ما ظـــلَّ عضــوٌّ فيهِ الا وزِعا
بأبي الذي نظرَ الحسينَ وخيلُهم = تجري عليه ترضُّ منه الاضلعا
ما عادَ ينبـضُّ بالحيــاةِ كأنمــا = تحت الحوافرِ قلبُهُ قد قُطعا
مع كلِّ طعنةِ صارمٍ طعنوا له = والسبيُّ اثخنها يظلُّ وأوجعا
ولقــد ارادوا قَتـلهُ لمــا لهم = ردَ الجـوابَ مزلــزلاً متمنعا
وعلى الوجوهِ أكبهم ببيانهِ = أني ابن مَنْ لله لبى اذ دعا
ما القتلُ الا عادةٌ فينا غدت = واللهُ اكرمنا الشهادة مصرعا
زينُ العبادِ وانهُ بَــدرُ الدجى= وبهــديهِ فِكـرُ الاباةِ ترصعا
الواهب الاجيالِ مِنْ انوارهِ = سُبلا الى نيلِ الفضائلِ مهيعا
والحامل الارث السماوي الذي = جاءت به الرسلُ الكرامِ تتابعا
والرافع الدعواتِ سحرُ بيانِها = هزَ الجبالَ الراسياتِ وصدعا
لزبورهِ خضعَ النهارُ تذللاً = والليلُ في آنــــاءهِ مُتخشعا
العابدُ البكاءُ ما جفت له = عينٌ على رزءِ الحسين تفجعا
شهرَ الدعاءَ سلاحهُ في فترةٍ = عمت سواداً واضطهادا مدقِعا
فكأنها صحفُ الكليمِ تنزلت = وزبور داوود بها قد شُرعا
زينُ السماحة في رحابِ أمانهِ = يلقى العدوُّ غياثهُ والمفزعا
حاشاهُ يتركني وقـــــد واليِتهُ =وعقدتُ فيهِ ولايتي متشيعا
وودتُ لو لمِست ثراهُ أناملي = واشمّ طيب عبيرها متخضعا
أبكيهِ مسموما مضى ومُحَمْدٌّ = في عالم الملكوتِ محزونا نعى
لُعنت أمية أصلها وفروعها = كم أوغلت قلب الرسولِ مواجعا
ما في الرجالِ رجالهم عُدت ولا = في حييهم الا الرذائل مرتعا
سُحقا لكل خليفةٍ منهم أتى = كالقردِ ينزوا عابثاً متسكعا
https://telegram.me/buratha