عبد الله ضراب الجزائري
الكوارث والمصائب نُذُرٌ تُحفِّزُ أهل النهى للاتعاظ والاعتبار ثم الإنابة والإخبات لله عز وجل ، أما الطغاة العتاة الذين ماتت قلوبهم وذهبت أنوار عقولهم فهم دائما كحمرٍ مُستنفرة فرت من قسورة .
***
الموتُ يحصدُ آلافاً من البشرِ ... فالأرضُ في هَرَج ٍمن وطْأةِ الخَطَرِ
خوفُ المنيَّةِ هزَّ النَّاسَ أسكرهمْ ... ذاقوا التَّعاسةَ في ريفٍ وفي حَضَرِ
عاشوا الشَّقاء وماتوا قبلَ ساعتهمْ ... من شدَّة الرُّعبِ والأوهامِ والحَذَرِ
أما أحسُّوا بِبَلْوَى القتلِ في بلدي ؟ ... فالشَّعبُ يُذبحُ كالجاموسِ والبَقرِ
في الشَّام في يَمَنِ الأحرار تَطعنُناَ ... مُدْيُ البُغاةِ رؤوسِ الغدرِ والبَطَرِ
كم مِنْ مُصابٍ بداءِ الحِقدِ يَدفَعُهُ ... قلبٌ سقيمٌ إلى الإجرامِ والضَّررِ
كم من طريحٍ يُعاني من تخاذُلِناَ ... فاسألْ ضحايا طباعِ الشرِّ في البَشَرِ
كم من مريضٍ خواءُ البطنِ عِلَّتُه ُ... والمُتْرفُونَ عَتَوْا بالخوضِ في الوَطَرِ
أين المساواة أين العدل في زمنٍ ... فيه القلوب غدتْ أقسى من الحَجَرِ؟
تأتي الكوارثُ أستاذا ينبِّهنا ... إذا ابتعدنا عن التّفكيرِ والنَّظرِ
تأتي الكوارثُ آياتٍ تُحفِّزُنا ... نحو الإنابةِ والإخباتِ والعِبَرِ
إنَّ الوباءَ الذي أضحى يُطاردنا ... وخْزٌ يُفَطِّنُ صَرْعَى البَطْرِ في القَدَرِ
لعلَّ أفئدة الظُّلَّامِ ينفعُها ... شيءٌ من الخوفِ والآلامِ والكَدَرِ
لكنَّ غائلةَ الأيام يفهمُها ... ذَوُو النَّباهةِ أهلُ الفكرِ والبَصَرِ
أمّا الطُّغاة الأُلَى ماتتْ مَشاعِرهم ْ... فَيُصْرَفونَ من الأرزاء كالحُمُرِ
أو يُبعثونَ إلى نارٍ تُحطِّمُهمْ ... يوم َالحقيقة ِيومَ الدِّينِ في سَقَرِ
إنَّ الوباءَ الذي بثَّ المآتم في ... كلِّ الشعوبِ نذيرٌ أبلغُ النُّذُرِ
https://telegram.me/buratha