( شعر : عادل الكاظمي )
مَنْ مثلُ فضّةَ للمفاخـر مُقتنـى؟ ** هذا هـو الفـوزُ العظيـمُ فليتنـا
عاشت لخدمةِ بنتِ أشرفِ مُرسَـلٍ ** فتطاولت شَرَفاً على كـلّ الدُّنى
عاشت مع الزّهراءِ والحسنينِ والـ ** طهرِ الوصيِّ فأدركت أغلى المُنى
ومَنْ الذي يحضى بما حَضِيَتْ بهِ؟ ** مجـدٌ يُعَطِّـرُ بالمديـحِ الألْسُنـا
تهفـوا القلـوبُ لذكرِهـا فنقيّـةٌ ** فازت بصفقـةِ رابـحِ لـن يُغبنـا
نَعِمَتْ بـدارٍ كـان جبريـلٌ لهـا ** ضيـفاً إذا مـا جاءهـا مُستأذِنـا
متزوِّداً من نورِ أصحابِ الكِسـا ** فيضاً فهمْ نَبْـعُ الهدايـةِ والسّنـا
ولطالمـا سَمِعَـتْ حديـثَ نبيِّهـا ** إذ خصَّ فاطـمَ بالمديـح وبالثنـا
هي فاطمٌ خيـرُ النسـاءُ وبعلُهـا ** خيرُ الرّجالِ وَوِلْدُها مـا أحسنـا!
سبطا مُحَمّدِ مَـنْ أضـاءَ بنورِهم ** عرشُ الإلهِ فـأيّ فضـلٍ بيّنـا؟
ترعاهمـا نفـسٌ لفضّـةَ قُلِّـدتْ ** هذا الوسام فكـان فخـراً مُعلَنـا
فخرٌ تمنَّتهُ الملائـكُ فـي السّمـا ** فسما بها مجـدٌ تطـاول مُجتنى
وهي الشهيدةُ في المعادِ على الألى ** خانوا النبـيَّ غـداةَ كفـرٌ أُعلِنـا
جاءوا إلى بيتِ النبـيّ ليُحرقـوا ** مَنْ فيهِ يا للهِ مِـنْ أهـلِ الخنـى!
لـم يأبهـوا بمقـالِ مَـنْ ناداهُـمُ: ** هل تعلمـونَ بـأنَّ فاطمـةً هنـا؟
نادى: وإنْ. جِلْـفٌ عُتُـلٌّ أهْـوَجٌ ** شَرِسٌ جَبوسٌ ظِئْرُ أبنـاءِ الزّنى
لم يَرْعَ حُرْمَـةَ فاطـمٍ وهتافَهـا ** أبتاهُ ما رَعَتِ الصّحابـةُ فضلََنـا
أبتـاهُ فرَّقـتِ العِصابـةُ شملَنـا ** أبتـاهُ حَرّقَـتِ السّقيفـةُ بيتَـنـا
أبتـاهُ بِضْعتُـك البتولـةُ رُوّعـتْ ** أبتاهُ أَسقطـتِ المُصيبـةُ مُحْسِنـا
فَطَوَتْ على هَوْلِ الرّزيةِ أضلُعـاً ** كَسْرى تُكابدُ جَمْرَ لاعِجَةِ الضّنى
ومضتْ لتشكـو للنبيّ مُصابَهـا ** فَغَـدٌ يَسـوءُ الغادريـنَ إذا دَنـا
فهناكَ يَلْقَوْنَ الجّـزاءَ بمـا جَنَـوا ** واللهُ أدرى بالشّقـيِّ ومـا جَنى
https://telegram.me/buratha