( شعر : عادل الكاظمي )
وافتْ مع الفجرِ في وَشْيٍ مِنَ الكَلِمِ ** أحيتْ فؤاديْ وأردتْ مارِدَ السّأَمِ
تخالُها الشّمسَ في سَمْتٍ وفي سِمَةٍ ** دارتْ بأُفْقِ فؤادٍ شَفَّ من سَقَمِ
إذا مَشَتْ فالجَلالُ الطُّهْرُ يحرُسُها ** وإنْ رَنَتْ فالعَفافُ الخَفْرُ في ذِمَمِ
حتّى كأنَ رقيقَ الوَصفِ يَغبِطُها ** لِما لديها مِنَ الأوصافِ مِنْ شَمَمِ
فهْيَ العَميمةُ أدنى فَضْلِها شَرَفٌ ** وهْيَ التّميمةُ مِنْ خوفٍ لدى الإِزَمِ
يخطّها العشقُ فوقَ الطّرْسِ أَحْرُفُها ** تختالُ تِيهاً على القِرطاسِ والقَلَمِ
جاءتْ بمــدحِ نبيِّ ما لَهُ مَثَـــلٌ ** في الأنبياء رسول العُرْب والعَجَمِ
تّخيَّرَ اللهُ في إبداعِهِ صُـــوَراً ** يَحارُ في وصفها المختارُ مِنْ كَلِمي
أَحْيَتْ مآثِرُهُ الدّنيا بما وَهَبَتْ ** فصَوَّحَتْ مُعْشِباتُ البؤْسِ والعَدَمِ
تَمثَّلَ الخُلُقُ السّاميْ بحضرتِهِ ** مِمّا تفرّدَ من خِيمٍٍ ومِنْ شِيَمِ
أدنى مَزاياهُ ما أَعْيَتْ حقيقتُها ** غَوْصَ العقولِ وجازتْ غايَةَ الهِمَمِ
فَذاتُهُ مِنْ بهــاءِ اللهِ قد بُرِئَتْ ** تباركَ اللهُ باريْ الخَلْقِ مِنْ عَدَمِ
لولا عليٌّ لَمــا آخاهُ مِنْ أحَـــدٍ ** هيهاتَ يُقرَنُ نورُ الشّمْسِ بالظُّلَمِ
نَفْسانِ قد خُلِقا مِنْ جَوْهَرٍٍ وَهُما ** نورٌ يُسبّحُ رَبَّ العَرْشِ في القِدَمِ
أيُّ الخلائِقِ تَرقى في مَراتبِهِ؟ ** وَهْوَ الحبيبُ لِمُحْييْ حائِلِ الرِّمَمِ
مُحَمَّدٌ أحْمَدٌ طَه الأمينُ وَمَنْ ** للناسِ بعثَتُهُ مِنْ أشْرَفِ النِّعَمِ
حازَ المَكارِمَ أسناها وأوفرَها ** فجاءَ يَحْمِلُ نورَ الحقِّ للأُمَمِ
وهذهِ مَكّةٌ الغـــرّاءُ يُنْعِمُهـــا ** سَيْفٌٌ من النّورِ يُرْدي جَحْفَلَ البُهُمِ
حلّتْ بعافيةِ الأزمانِ رحمتُهُ ** وبالطّواغيتِ حيلَتْ أعظمَ النَّقَمِ
نيرانُ كِسْرى خَبْتْ إذ حلّ قاهرُها ** مُستبدِلاً لَفْحَها بالغَيْدَقِ الشَّبِمِ
وثُلَّ أيْوانُـــهُ وانـــدكّ يتبعُــهُ ** ما شيّدَ الشِّرْكُ مِنْ عادٍ ومِنْ إِرَمِ
تنفّسَ الفجرُ عن إيماضِ غُرّتِهِ ** ويستضيءُ بثغرِ منه مُبتسِمِ
مَنْ يُدركُ الرُّشْدَ لولا لَمْحُ بارقِهِ؟ ** مَنْ يعرِفُ الجودََ لولا مُجتدى الكَرَمِ؟
واللهُ أيّــدَهُ بالذِّكْــرِ مُعجِــــزَةً ** وبالّذي قطُّ لم يسجدْ إلى صَنَمِ
خليفةُ الله في نصِّ الغديرِ وقد ** خُصَّ النبيُّ بأمرٍ بالِغِ العِظَمِ
بلِّغْ بما أنزلَ الرّحمنُ مُحْكمَةً ** فيها النّجاةُ بحبلٍ غيرِ مُنجَذِمِ
وروحِهِ فاطمٍ خيرِ النّساءِ لَها ** فضلٌ على كلِّ ذي فضلٍ مِنَ النَّسَمِ
والكوثَرَيْنِ حُسَيْنٍ مُحيي شِرْعَتِهِ ** والمُجتبى الحَسَنِ المَذخورِ للإزَمِ
أهلُ الكِساءِ كَساهُمْ مِنْ جَلالتِهِ ** ربُّ العِبادِ بنورٍ غيرِ مُنكَتِمِ
الطّاهرونَ رُعاةُ الدّينِ قادتُهُ ** لولاهُمُ رُكْنُ دينِ اللهِ لم يَقُمِ
بابُ العلومِ وفي أبياتِهِمْ نزلتْ ** آيُ الكتابِ وما في اللوحِ والقَلَمِ
أجرُ الرّسالةِ أنْ ترعى مودتَهُمْ ** بالفِعْلِ والقَوْلِ لا قَتْلاً وسَفْكَ دَمِ
همْ بابُ حِطّةَ والمَنْجاةُ داخلُها ** وفي سواها مَنالُ الأمْنِ لم يُرَمِ
ضلَّ الذي حادَ عنهمْ قَيْدَ أَنْمُلَةٍ ** وخابَ مَنْ بِهُداهُمْ غيرُ مُعْتَصِمِ
أسلمتُ قلبيْ لهمْ حُبّاً وشيعتِهِمْ ** فتلكَ واللهِ عندي أَعظمُ النِّعَمِ
حَرْبٌ لمن حارَبوا حَتْفٌ لشانِئِهِمْ ** ومَنْ يواليهِمُ أُلقيْ يَدَ السّلَمِ
مَقالةً لِمَعادِ الحَشْرِ أذخرُهـــا ** يوماً يَعَظُّ المُجافي إصبَعَ النّدَمِ
يا آلَ بيتِ الهُدى عهدي بلُطفِكُمُ ** وَفْراً ورِفْدِكُمُ رِيّاً لكلّ ظَمِ
يا واحدَ الثَّقَلَيْنِ الثِّقْلُ أَجهدَني ** ثِقْلُ الذنوبِ فَكُنْ غوثيْ لَدى الغُمَمِ
كلُّ الوَسائِلِ لا يُجديْ تأمُّلُها ** إلا وَسيلَتَكُمْ يا مِنْعَةَ العِصَمِ
صلّى الإلهُ على الهاديْ وعِتْرتِهِ ** صَلّوا عليهمْ حُماةِ البيتِ والحَرَمِ
عادل الكاظمي
https://telegram.me/buratha