( شعر عادل الكاظمي )
شرقتَ فشمسُ الأفقِ قد غَرُبت خَجْلى ** وسِـرتَ مـع الأيـام مُفتقِـداً مِثْـلاحملتَ لواءَ المكرمـاتِ فـلا المـدى ** يُحَـدُّ ولا فكـرٌ يطيـق لهـا حَمْـلالأنّـك وحـيُ الحـقِّ فيهـا وجامـعٌ ** لأضدادها لولاكَ ما جُمعـتْ شَمْـلاورددّتها في فُسحـةِ الدهـرِ سـورةً ** على مَسْمَعِ الأجيـالِ مُحْكَمَـة تُتْلـىفطوّقتَ جِيـدَ الفخـر أغلـى لئالـئٍ ** تحاكيكَ في وصفٍ وجوهرُكَ الأغلىوقالوا: غديـرٌ، قلـتُ: بحـرٌ تأمّـهُ ** بحارُ السما والأرضِ راجيـةً نَهْـلاوقالوا: بخمٍّ، قلُت: ما الكـونُ دونـه ** سوى رملةٍ بالعـدِّ ساجلـت الرّمْـلاتناهى اليـه المجـدُ إذ ضـمَّ عالَمـاً ** تضيق بـه السبـعُ الشّـدادُ إذا حـلاوما فضلُ كلِّ الخلق في بحر جـودِهِ ** سوى قطرةٍ باللطفِ يوسعهـا فَضْـلاوحارت بـه الأَفهـامُ حتـى تباينـت ** فمِنْ غارفٍ علماً ومِنْ غـارقٍ جَهْـلاومِنْ عارفٍ حقاً ومَـنْ فـي متاهـةٍ ** يظـنُّ بـه ربـاً فجـاز بـه العقـلاوإنّ عزيـراً والمسيـحَ بـنَ مريـمٍ ** لقد ظُـنَّ فيهـم للألوهـةِ مُسْتَجْلـىوما اختلفت في مثلـه النـاسُ بعـده ** وما اختلفت في غيـره أبـداً قَبْـلافهـا هـو فـي قـومٍ إلـهٌ مقـدّسٌ ** وفي غيرهـم ثـأرٌ يؤرّقهـم ذَحْـلاوهـا هـو فينـا آيـةٌ يُهتـدى بهـا ** وتحيي الورى رشداً طريقتُها المثلـىولسـت مغـالٍ لا يغالـي محـمـدٌ ** بأنْ خصّـه دون الأنـام لـه عِـدْلاوفي (قل تعالـوا) شاهـدٌ لا يُزيغـه ** عن الصدق إن راب الأنامُ به دَغْـلاوفي (هل أتى) ما أعجزَ المدحَ لم يدع ** لـه تاليـاً إلا وكـان لـه أصـلافتىً خصّه المختارُ مـن بيـن قومِـهِ ** وكـان لـه فـي كـلّ سابقـةٍ ظِـلاوكان لـه سيفـاً إذا شبّـت الوغى ** فيخمـد أنفاسـاً بطعنـتِـهِ النَّـجـلاويحيي نفوساً أخمد الخوفُ صوتَهـا ** ليبعثَهـا مـن بعـد ميتَتِهـا الأولىمتى شُمتَهُ تلقى مـن الديـن شِرْعَـةً ** على الأرض تمشي لا تَحيفُ ولا تَكْلاله عَبْرةٌ في الليلِ مـن خـوفِ ربّـهِ ** تُذيـب كدمـعِ العاشقيـنَ إذا هَــلاولم يفترشْ ليلاً فَراشـاً ولا اجتبـى ** أدامـاً سـوى خبـز يعالجـهُ أكْـلاوجاءت له الدنيا علـى غيـر موعـدٍ ** فما روعيت أهلاً ولا وطئـت سَهْـلاوألقـت إليـه السِّلْـمَ تهـوى تقرّبـاً ** إليه فمـا رامـت مجاهِـدَةً وَصْـلاوهل تُصطفـى ممـن رآهـا حقيقـةً؟ ** وكم سالمت قومـاً لترديهـم قتلـىوما حالُها يخفى على مـن ترجّلـت ** لهيبتـهِ الأمـلاكُ أنْ قصـدت نَيْـلاوهل تخدعُ الدنيا فتىً جـاء منجـداً ** بنيها وكان المصطفى المثلَ الاعلـى؟وإنّ الـذي ربّـاه طـفـلاً محـمـدٌ ** تُرى يجتبي الدنيـا ويطلبهـا كَهْـلا؟وقد كان طودَ العلم أمّـت رحابَـهُ الـ ** علومُ وقد ألقـت بحضرتـه الرَّحْـلافإنْ قيـل أقضاهـم أقـول: مكانَكـم ** دعوا أفعُلَ التفضيل واختصروا القولافإنّ الـذي فـي يـوم خـمٍّ تسابقـت ** الى مدحِهِ الآياتُ قـد سبـق الكُـلاغـداة التقـى الجمعـان والله شاهـدٌ ** عليهم لما قال الرسـولُ ومـا أملـىعلى قفرةٍ سَجْراءَ كـادت جسومُهُـمْ ** بلفحِ هجير الشمس من لهبٍ تُصلـىوقـام خطيبـاً فيهـمُ خيـرُ مرسـلٍ ** على منبرٍ مـن كـلّ سامقـةٍ أعلـىوناداهـمُ والنـاسُ عيـنٌ ومسـمـعٌ ** وقالوا بنا فأنظـرْ فأنـت بنـا أولـىفقال: جزاكـمْ خالـقُ الكـونِ أمـةً ** رعت حقّ هاديهـا ويمَّمـت العَـدْلاوقـال رسـولُ الله فيهـمْ وأمــرُهُ ** جليٌّ كما شمس الظهيـرة أو أجلـىفمـن كنـتُ مـولاهُ فبعـدي وليّـهُ ** عليٌّ إماماً قـد رضيـتُ بـه مولـىأخي وابنُ عمـيّ والوِقـاءُ لدعوتي ** ومن بأسُهُ خاض الحروبَ وما كَـلاوقد بايع الجمعانِ هذا على الهدى ** وهذا علـى الأعقـابِ مُنقلبـاً وَلّـىدعاهم إلـى أمـرٍ وعَتْهـا حلومُهُـم ** ولكنْ هوىً للنفس عن رَشَـدٍ ضَـلاوكانوا على علـمٍ بـأنّ خلافـةَ الـ ** سماءِ به قامـت وكـان لهـا أهْـلاوما آمنوا والمصطفى الطهـرُ فيهـمُ ** فهل آمنوا مـن بعـد غيبتـه فِعْـلا؟ولم يعبدوا رباً سـوى العجـلِ بعـده ** كما قومُ موسى بعده عبـدوا العِجْـلاومـا آمنـوا والسامريّـون كـذّبـوا ** وكادوا بهارونٍ وقد قطعـوا الحَبْـلاوإنّ أخـا موسـى دعاهـمْ لديـنـهِ ** فلم يلـقَ إلا مـن يريـد لـه قَتْـلاوجاؤا بها شوهاءَ لا يعرف الورى ** سبيـلاً لهـا الا المتاهـةَ والجهلافما بيـن شـورى لا بُليتـم بمثلهـا ** فقد غادرت حقـاً وفرّقـت الشّمْـلاومـا بيـن تعييـنٍ أقيمـت أصولُـهُ ** على منكَرٍ بالأمسِ لو عرفوا الأصْلاغـدت تمـلأ الآفـاقَ ظلمـاً أميّـةٌ ** ولو صَدَقوا المختارَ لأمتـلأت عَـدْلاولـو أنّهـمْ خلّـوهُ يُملـي صحيفـةً ** ولم يُرْمَ بالإهجارِ ما افترقـوا سُبْـلاولـو أنّهـم والـوا عليـاً وبـعـده ** بنيه الألى - كالدين - قد ذهبوا قتلـىلما أصبح الاسلامُ فـي كفِّ غاشـمٍ ** كمروانَ لـم يَـرْعَ الذّمـام ولا الإلاوهل أمةٌ للنـاسِ بالعـدلِ أُخرجـت ** يسودُ بهـا جِلْـفٌ ويُلبسهـا الـذُلا؟ويُزوى الذي من عنده العلمُ حاضرٌ ** ومن كان للرّحمـن أولَّ من صلّىأبا حسنٍ ما زلـتَ للمـدحِِ مَوْئِـلاً ** وما زلـتَ للأفكـارِ تُرهقُهـا شُغْـلاوما زلتَ للعافيـنَ حِـرْزاً ومَفزعـاً ** فكنْ شافعي فالذنـبُ أجهدنـي ثِقْـلافيا رحمةََ الرّحمنِ جُدْ لي بنفحـةٍ ** ففضلُك لا يخفى وجـودُكَ لا يَبلـى
عادل الكاظمي
https://telegram.me/buratha