( شعر : عادل الكاظمي )
ولدَتْ بدرَ الدُّجى شمسُ الضحى ** فنضا الكونُ ثيابَ الغَسَقِ بدرُ تَـــمٍّ بالـــدَّراري اتَّشَــحا ** فأعيــــذوهُ بِـربِّ الفلَــقِ
***** بوركتْ فاطمةٌ بنتُ النبي ** ولدت بدراً أماطَ الحُجُبا قد تسامى حسـباً في نسبِ ** واعتلى فوق المعالي رُتَبا من يُباريهِ بامٍّ وأبِ؟ ** أو يُجاريهِ فداءً وإبا؟
إنّه البدرُ إذا الليلُ صحا ** بسوى بارقِهِ لم يُمحَقِ وهو الغوثُ إذا صيح الوَحا ** عصـمةُ اللاجي وأمنُ الفَرِقِ
***** حبُّهُ في القلبِ كالبحرِ عتا ** يقذف الدرَّ مديحاً من فمي حبُّهُ فرضٌ من الله أتى ** فسـألِ القرآن إن لم تعلمِِِ آية القربى روت عن (هل أتى) ** خبراً في مُحْكَمٍ عن مُحْكمِِِ
إنّه الأمنُ ـ إذا الحقُّ انمحى ** في غياباتِ البَلا ـ من غـرقِ لا يزيد العدلَ ألا وَضَحا ** إن عدا الظلمُ بطيش النَّزِقِ
*****كيف ترجو نيلَ أسرارِ الإلهْ؟ ** جُمعت في هيكلٍ من جوهرِ كلما يممَّه الفكر طواهْ ** غامضٌ من غيبِهِ المستأثَرِ وإذا حلّق يستجلي ذراهْ ** تاهَ في رَحْبِ النجوم الزُهُرِ
فخيالُ الفكرِ مهما سرّحا ** لم يُحِطْ خُبْراً بما في الأفقِ من معانٍ وصفُها ما بَرِحا ** حَيْرَةَ اللبِّ وعَجْزَ النُّطُقِ
***** ما ترى فيمن حباهُ المصطفى ** خُلْقَهُ؟ أكرِمْ بذي الخُلقِ الكريم خصَّهُ القرآنُ مَدْحاً وكفى ** بكتابِ الله والذكرِ الحكيم عن مديحِ الناس لكنَّ الوفا ** قد دعاني إنّه الفوزُ العظيم
قلتُ لبَّيك وجاءتْ مِدَحا ** قاصراتٍ عن مَنال السَّـبَقِ دونها الشَّـوطُ بعيدُ المُنتَـحى ** فهي عمّا ترتجي في مَلَقِ
***** حَسَنٌ والحُسْنُ من أوصـافهِ ** نال طرفاً فازدهتْ فيه الخصال نَبْعُها النّاهلُ من ألطافهِ ** رَشْفَة الصّـادي إذا عزّ النّوال والمعاليْ الغُرّ من ألاّفهِ ** قاصراتُ الطَرْفِ حورٌ في الحِجال
لا يُبارحنَ فتىً قد فضحـا ** بسنا بارقِهِ المؤتلقِ مَطْلَعَ الشّمسِ فلاحتْ شَبَحا ** أو كَوَجْهِ البؤسِ عند المُملِقِ
***** هاشميٌّ وَرِثَ الهـاديْ الأمين ** رفعةَ الحِلْمِ وزَهْوَ السؤددِ علويٌّ عند ذي العرشِ َمكين ** وبهِ الحقُّ مَناراً يقتدي شاءَهُ اللهُ هدىً للعالمين ** وضـياءَ الفكرِ والمعتقدِ
حـلمُهُ من أحمدٍ ما طَمَحـا ** مأْمَناً من هوّةِ المنزَلَـق رضيَ الصُـلْحَ ليُنْجي الصُّلَحا ** من حُبالاتِ طـليقٍ مَذِقِ
***** مثلُهُ وهو الامامُ المدّخر ** ليقيمَ العدلَ إن ضـلَّ الأنام لا يداجي ظالماً طاغٍ أشِر ** مستخفّاً بحلالٍ وحرام إنما شـاء بيانَ المستَتَر ** من دهاءٍ بات مخفورَ الذمام
فابن هندٍ غدرُهُ قد طَفَحا ** مذ غدا من صلحهِ في مأزِقِ وتبدّّى فسـقُهُ واتضحا ** بعدما كان مثالَ المتّـقي
***** ورأى الناسُ من الطاغيْ الخبيثْ ** كلَّ ألوانِ البلايا والمِحَن فسرى الذلُّ بها السّيرَ الحَثيثْ ** واقتفى آثارَهُ رَكْبُ الفتن ولكَمْ نادتْ وهل يُرجى مُغيثْ؟ ** ولهيبُ السمِّ في قلبِ الحسن
سار في الأحشـاء سَيْراً سُجُحا ** ثم لم يُبْقِ لهـا من مِـزَقِ يا لَخَطْبٍ للورى قد أوضحـا ** في الدياجيرِ مَسارَ الألقِ
عادل الكاظمي
https://telegram.me/buratha