سامي التميمي||
قبل يومين مات أحد الكوادر الطبية في الأنبار / العراق بمرض كرونا . وكان ذلك الصبي يراقب أباه من خلف زجاج الغرفة بالمستشفى بلوعة وحزن كبير وكان أبوه يلوح له بحسرة وأشتياق دون أن تنزل منه دمعة لكي لا ينهار أبنه ويقول له أنا. بخير .
ولكن للأسف مات الأب في اليوم التالي .
أبوك مات
أبي .
إن كنت
ناوي الرحيل
ففي العمر بقية
وللموت وصية .
أنهض
على قدميك
أرجوك
كما كنت من قبل
شامخا
صلبا
مبتسما
دعني
أنهل
من ذلك النهر الكبير
من ذلك الحب النبيل
أنهض
من فوق سريرك
فقد سئمته
وسئمت
ذلك
المرض اللعين
دعني
أحضنك
أغبطك بقوة
وأحبسك بين يداي وظلوعي
أقبل .
يديك وقدميك .
ووجنتيك وعينيك
الذابلات الشاكيات
الحابسات للدمع
رغم الحزن والمرارة.
أه . أه .أه
أيها
المرض اللعين
كيف لك أن تسرق
احضاني
وقوتي
وفرحي
وسندي
وأحلامي
أبي
بماذا
سأخبر
أهلي
أخوتي
وأصدقائي
كيف سأخبر الطرقات
والمباني الموحشات
كيف
سيكون ليلي وصباحي
كيف سأسكت دموعي وعبراتي .
كيف سأنام على وسادتي
من يحميني
من برد
وخوف
وجوع
ويهدئ روعي وأهاتِ .
لا أريد .
أحدا أن ينظر ألي
بشفقة ورحمة
ولا أرغب
في أحداً أن يردد
في أذني ويسمعني
بين
شامت
ومعزي
تلك الكلمات
التي طالما
كنت
أخشاها
و أسمعها
( أبوك مات )
https://telegram.me/buratha