احمد لعيبي||
في كل محرم كان صوت جاسم الطويرجاوي ناعي الزهراء وولدها الحسين يخترق روازين بيوتنا الطين
وكانت ال آه تحرك رايات العزاء فوق دورنا..
تأريخ من الخيم التي تحترق كل محرم
وذكريات لسقي الماء بقربة العباس المثقوبة
مثل قلوبنا في كل عاشوراء...
الطويرجاوي ليس صوتآ مميزا لعقود من الزمن
لن يتكرر ابدا
ولكنه صوت الصدق المكتوي بالحزن والشجن ..
ترى بصوته رمال الطف وحوافر الخيل وصراخ
صغار ونسوة ..
سفر من ذكريات طفولتنا التي قضيناه امام
المذياع ونحن نسمعه يهتف
زينب كصدت العباس والهم كصد وياها
وحين الشافها العباس تتعثر بمششاها
طلع من خيمته مغضب ولزينب تلكاها..
هله يازينب يكلها...
هله يا سلوتي كلها
وزينب لعد كافلها ...
صدت والكلب داوي واختنكت بعبرتها...
رحل آخر الناعين الكبار الذي سمعناه
صغارآ ونحن كبار..
رحل المتدثر بحزن زينب ..
رحل عبق الماضي الذي كان ينقل الطف لنا بصوته..
رحل المقاتل بصوته ونعيه ودمعه..
انا لله وانا اليه راجعون..