( شعر : عادل الكاظمي )
مصيبةُ الطفِّ في عينيـكِ ترتســـمُ ** وفي فؤادِكِ نارُ الحُـزْنِ تضـــــطـرمُ
أمَّ البنيـنَ رعــاكِ اللهُ صــــــــابـرةً ** لما أصابكِ وهو الحــــادثُ الضّخِـمُ
أبناؤُكِ الغرُّ غيلوا بالطّفــوفِ ومـا ** سألتِ هل قُتِلوا فيهـــــا وهـل سَلِمـوا
كواكباً في سماءِ الخلدِ قـد ألِقـــــوا ** وفي ثرى الطفِّ بالأسيافِ قد خُذِموا
كنتِ الوفاءَ وكانوا منكِ قد وَرِثـوا ** أجلى معــــــانيهِ فازدانتْ بـكِ الشّيـمُ
ومذ أتى بِشْرُ (*)ينعاهمْ فما فَتِئت ** على شفاهِـكِ خوفـاً تعثـــــــرُ الكَلِــــــمُ
هلا أصيبَ حسيـنٌ فالبنــونَ فِـدىً ** لابنِ الرســــــولِ فقد أودى بـيَ الألـمُ
ومذ علمتِ بقتلِ السّبـطِ فـاضَ دمٌ ** من مُقلتيكِ علـى الخدّيـنِ ينســـــــجمُ
وصِحْتِ ويلاهُ فقدُ الســبطِ أثكلنـي ** فيا عماديَ ظهريْ اليـومَ مُنْقَصِــــمُ
بمن ألوذُ إذا مـا الدهـرُ أفجـــعني؟ ** ومن سواكَ لدى الأهوالِ مُعتَصَــــمُ؟
قد كنتَ للدينِ غوثاً والهـدى عَلَماً ** فاليومَ لا غوثَ يُرجى وانطـوى العَلَمُ
بُنَيْ حسينُ عليكَ القلـبُ مُزدَهِـفٌ ** والعينُ ساهـدةٌ والــرّوحُ مُحْتِــــــــدمُ
بُنَيْ حسينُ فليتَ المـوت عـاجلنـي ** من قبل فقـدِكَ إنّ الصبـرَ منعـــــدمُ
فليتني متُّ قبـل اليـومِ لا هطــلـت ** وأنت ظامٍ علـى بَوْغائهـــــــا الدِّيَـمُ
(*) هو بشر بن حذلم وقد جاء يثرب ينعى الحسين عليه السلام بقوله: يا أهل يثرب لا مقام لكم بها... الخوهو بقوله هذا يذكّر أهل المدينة حينما جاءهم الناعي وقد ظُنّ أن النبي قد استُشهد في غزوة أحد فصاح من في يثرب ثأراً للنبي صلى الله عليه وآله: يا أهل يثرب لا مقام لكم فقد قتل النبي صلى الله عليه وآله.فأراد بشر أن يقول يا أهل يثرب من أراد منكم أن ينعى النبي فإن النبي قد قتل اليوم في كربلاء بقتل الحسين عليه السلام فقال:
يا أهلَ يثربَ لا مقامَ لكم بها ** قُتِلَ الحسينُ فأدمعي مدرارالجسمُ منه على الصعيد مضرّجٌ ** والرأسُ منه على القناة يُدار عادل الكاظمي
https://telegram.me/buratha