قالت الصديقة الطاهرة الزهراء البتول عليها السلام في رثاء ابيها رسول الله (ص)
"كُنْتَ السَّوادَ لِناظِرِيْ
فَعَلَيْكَ يَبْكيْ النَّاظِرُ
مَنْ شَاءَ بَعْدَكَ فَلْيمُتْ
فَعَلَيْكَ كُنْتُ أُحَاذِرُ"•
وانسج على منوالها فأقول :
أَنْتَ الظِّلالُ مِنَ الهَجِيرةِ
وَالنَعِيمُ الغَامِرُ
وَهِلالُ عِيدٍ باذِخٍ
لو اعتمت وبشائر
أَنْتَ النَّصيرُ ومَنْ سِواكَ
عَلَى الشَّدَائدِ ناصِرُ
نَجْثوا بِبَابِكَ وَالدُّموعُ
عَلَى الخُدُودِ مَوَاطِرُ
وَالثَّغرُ يَرْجُفُ وَالأَكُفُّ
رَواعِشٌ وَنَوَاطرُ
صُفْرُ الوُجُوهِ وَهُنَّ قَبْلُ
مِنَ النَعِيمِ نَواضِرُ
يُبْسُ الشِّفاهِ وَهُنَّ قَبْلُ
مِنَ الرَّحِيقِ زَواهِرُ
نُكْسُ الرُؤوسِ عَلى الظُّهُورِ
مِنَ الذُنوبِ مَآزِرُ
مُغْفُونَ في خَجَلٍ، حَيارَى
خَائِفُونَ أَصَاغِرُ
مُتَعطِّشونَ وَعَفوُ أَحْمدَ
بِالمَحبَّةِ زَاخِرُ
مُتَولِّهُونَ وَحُبُّ أَحْمدَ
لِلأَحبَّةِ آسِرُ
مَنْ لِلأَسِيرِ بِذَنْبِهِ
لَوْ تَابَ - غَيْرُكَ- عَاذِرُ
مَنْ غَيْرُ أَحْمَدَ وَالذُنوبُ
جَحَافِلٌ تَتَكَاثرُ
تَعْيَا بِهِنَّ مَحَابِرٌ
وَصَحَائِفٌ وَدَفَاتِرُ
مَنْ لِلْكَسِيرِ القَلْبِ
- يَا جَدَّاهُ - غَيْرُكَ جَابِرُ
مُذْ طَوَقَتْهُ قَلائِدٌ
مِنْ ذَنْبِهِ وَأَسَاوِرُ
وَتنَاهَشَتْهُ مَظَالِمٌ
وَتَنَاهَبَتْهُ جَرائرُ
وَتَلَقَفَتْهُ صَغَائِرٌ
مِمَّا جَنَى وَكَبائرُ
مَنْ يَا أَبَا الزَّهْراءِ غَيرُكَ
يُرْتَجَى فأُغامِرُ
***
فَضَّضْتُ آثامِي لِعَفْوِكَ
وَالدُّموعُ تَقَاطَرُ
وَجَلَوتُهَا طَمَعاً كَما
تُجْلَى العَرُوسُ البَاكِرُ
وَأَتَيْتُ وَهْيَ مَعِيْ
أُشَاطِرُها الحَيَا وَتُشَاطِرُ
وَأُعَاِقُر النَّدَمَ الجَمِيلَ
وَكَأْسَهُ وَتُعَاقِرُ
أَوَ لَيسَ مِنْ كَرَمِ الزيارةِ
أَنْ يُغَاثَ الزَّائِرُ..!؟
أَوَ ليسَ مِنْها أنْ يُقالَ
إذا استقالَ العَاثِرُ..!؟
أَوَ ليسَ مِنْها أنْ يُهَدْهَدَ
أَوْ يُسَلَّى السَّاهِرُ..!؟
أَوَ لَيسَ مِنْها أنْ يُكَفْكَفَ
دَمْعُهُ المُتَنَاثِرُ..!؟
أَوَ لَيسَ مِنْها أنْ يُبَرَّدَ
جَمْرُهُ المُتطَايرُ..!؟
إِشْفَعْ فَدَيْتُكَ أَنْتَ
أَوَّلُ مَنْ ُرُجِيْ والآخِرُ
عبد الهادي الحكيم
https://telegram.me/buratha