الشعر

قصيدة الترابُ

2181 15:45:00 2008-03-21

( شعر : الدكتور نوري الوائلي )

عذرا ً تراب الأرض كيف تطولُ = قدماي وجهُك والفؤادُ شغول

قدماي تمشي في النعال ِتحفظا ً= وأنامُ في فرش ٍوعنك أحول

إن طالَ جسمي منك يوما ًغبرة ٌ= أو إن ّ دربي في التراب ِحمول

النفس ُتجهشُ بالصراخ توترا ً= والقلبُ ينبضُ غاضبا ًويهول

عجبا ًلنفسي كيف تنسى إنها = لتراب ِأرض ٍتنتمي وتؤول

الصدقُ جوهرك العظامُ ولحمها = ورفاتُ موتى في ثراك سيول

قدماي تمشي بالحذاء ِوإنما = أمشي على بدن ٍبلى وأجول

أمشي بزهو ٍوالترابُ ملونٌ = من عظم آدم والعظام ُ تلول

جسمي ترابٌ والترابُ نهايتي = وجميلُ خلقي في التراب ِ حلول

ما فوق سطحُك من عجائب إنما = تنمو بخيرك والعطاءُ شمول

منك الخلائقُ قد علت في وهجها = نظما ًوألوانا ًومنك تعول

كم فيك من حُسن الجمال مسُجع = وعيون ُخضرٌ في فناك ذبول

أنت الترابُ وما سواك فأنه = يبقى ترابا ً إن أبى فجهولكم فيك من ملك ٍ وصاحب ثروة ٍ = ناموا فرادا واليدان فلول

الحسن ُفيك مع القبيح توائم ٌ= والدودُ يُسعف ُما قذى ويطول

لنهاية المخلوق وحشة تربة = والكلُ تحتك في الظلام جفول

يصحو بقعرك منْ يعيشُ بظلمه = ويفيقُ تحتك جاهلٌ وغفول

يكفيك تبتلع ُالملوكَ ومن لهم = من حافظين ومن بهم مذهول

فصبرْ على عبد ٍ وحقك غافلا ً= عمّا ملكت , عن الردى مشغول

فيك الحياة وتحت وجهك عالم ٌ= والموت فيك وللفناء دخول

فبنيتُ فوقك زائلا ًمن دورها = ومضيت ُأحلم والرجى مجهول

ونسيتُ أبني تحتك الملكَ الذي = يحوي رياضا ًوالرضى موصول

الأرضُ أمّ حيث منها أصلنا = ورفاتنا تبلى بها وتزول

من سطحها يوم الحساب ِ جسومنا = تنمو كزرع ٍوالنفوسُ ذهول

الأرضُ أم والترابُ سماتنا = والقبرُ دارٌ والممات ُ كبول

لو كان للأنسان ذرة حكمة ٍ= هجرَ الصراع ورحمه موصول

عجبي الى الأنسان كيف حياته = تقضى صراعا ًوالصراعُ سجول

حربٌ وأحقادٌ وشرُ أواصر ٍ = غدر ٌوغل ٌوالردى مأمول

هذي الحياة وسوءها من ناسها = والسوءُ في طبع ِالذيل ِ رسوليا منْ على الرمضاء مُختالا جرى = زهوا ً بنفس ٍما لها مفعول

اعلم بأن ترابها متشوقٌ = في رصّ صدرك والترابُ عجول

قسما ًوحسبك كلّ من داسَ الثرى = يوما ًبقبر للبلاء ِ مثول

إن فزتَ باللذات طول َنهارها = وقضيتَ ليلك في النساء تنول

وملكتَ عزا ً كالملوك بعزهم = وجمعتَ مالا ًوالكنوزُ حمول

وعلوتَ كرسي البلاغة واعظا ً= وجمعتَ آدابا ً لها مدلول

وشربت َمن بحر العلوم ِ ومدها = حتى طفحت بجنيها وتطول

وسهرتَ ليلك َساجدا ًومناجيا ً = وحفظتَ ربك َ والرحيمُ قبول

لا بد يوما ً أن تذوق بلوعة ٍ = قهرَ المنايا , والزمانُ خذول

وتساقُ وحدك للمقابر ِعاريا ً = وتضمّك الأقدارُ والمجهول

وتركت َما لك من بنون َوحاشد ٍ= وخرجت منها والمصير ُ مهول

فاز الذي قد نام َ فوق ترابها = فيطيبُ عطرا ً والقذى مغسول

والله لو لا للحياة مظاهر = وعواذل فيها ترى وتقول

لجعلتُ فرشي والغطاء َ ترابها = وأنام ُدهري في الثرى وأغول

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
انور
2008-03-24
احسنت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك