حازم أحمد فضالة ||
............
عيد الأُم
قَد رَجَّ نوروزُ سَلْسَالًا بِنِسريني
يَستَلُّ ما لذَّ مِن خَمْرِ الأفانينِ
وَشَّى سُلالةَ عِطْرٍ، راح يُلبِسُها
سِحْرَ الطواويسِ، مَوشِيّ الفساتينِ
يُفَنِّنُ الماءَ تَرْخِيمًا، يُهَدْهِدهُ
فَنَّ الرَّخامةِ بينَ (الياءِ والسِّينِ)
نوروزُ طَيرٌ هَفَا في لحنِ رَقْرَقةٍ
مِنْ (شاي أُمِّي) لِيَسْلى في التلاحينِ
نوروزُ يُسْدَلُ أبْرادًا لِكتْفِ أَبي
كالبدرِ طَرَّزَ أعراشَ الشَّواهينِ
أَبي وأُمِّي وصايا في بَريد نَبيّ
وأيّ دُرِّ نَبيٍّ غير مكنونِ!
هُما رُعاةُ (بُراقي) في سَنَا وَلَهِي
هُما حُفاةُ (عليٍّ) في العناوينِ
هُما البَنانُ لقُرآني، (لفاطمةٍ)
هُما الجَّواهرُ في جِيْدِ البراهينِ
بَحُرُ النّدى، وبَلِيْلٌ، شَمْألٌ، وجَنَى
هُما العَبيرُ تَمَشَّى في الرَّياحينِ
هُما مَضامينُ أقْداسٍ إذا أرَجَتْ
كان الربيعُ فَتىً بين المَضامينِ
هُما عيونُ زماني، ما الظلامُ، لِمَنْ!
إذا النهارُ تَذَرّى في شراييني
رَنَا، تَذَرْذرَ بدرٌ إذْ دَنَا، وغَضَا
غَضَّ الحَمامِ تَفَلّى في البساتينِ
رَذَّ السحابُ رَسولًا للتُرابِ فَمَا
أشهى الرَّذاذَ نَضَا في حُجْرةِ الطينِ
بِيْ ذَبْذَباتُ حَنينٍ نُونُها رئتي
وذاك يَجرحُ تَسْكيني بِتَنْويني
وإنَّ دَفْقَ حنيني... تلك مُشكلتي
فكيف أُلزِمُ أيّاني بتَسْكيني!
أَبي وأُمِّي... خريفُ المُنْتَأى عَجِلٌ
مَشَى اليَباسُ بِرَيّانِ الأحايينِ
ولسْتُ أمْرَأُ رَيّا، أو ألذُّ مُنىً
بِمَ الأُفولُ لأقماري يُمَنّيني!
البوحُ في زمن اللاسَمْع يأسِرهُ
بوحَ البريء لجُدرانِ الزَّنازينِ!
ــــــ
https://telegram.me/buratha