احمد لعيبي ||
في ليلة كانت الريح اقوى
من وجه جدتي المرهق
امسكت برأسي وبدأت تبحث
فيه عن غزلان كما كانت تسميهن
كانت اصابع جدتي تشبه البراسيتول
وكانت تقاسيم كفها تشبه رشفة الشاي
بعد الافطار في رمضان ..
شعرت بقطرات دموعها وهي تتساقط على شعري
وانفاسها وهي تلهج بالبكاء الصامت ..!
كنت لا أعي مغزى الدمع ولا حركة الأصابع
ولا حرقة الانفاس والروح
ولكني كنت اعرف صدق الباكي ونواياه..!!
قالت جدتي وهي تجمع دمعها
جده أحميد خل اسولفلك سالفة
((اول ما جبت ابوك لعيبي جان جدك يطلع
للحصاد وعماتك الاكبار يطلعن وياه واني
اظل مرة الم الغراض ومرة اسكت بابوك
من يكوم يبجي )..
شدني كلام جدتي ودفعني الفضول
ان اطفر من حضنها السماوي لاقول
لها بلهجة الصغار (اي جده وبعد)
عدلت جدتي سكينة شيلتها السوداء الكثيرة
الثقوب المليئة بالمسك والعنبر
واكملت حديثها..
(بيوم من الايام ابوك يبجي وجدك وعماتك اتأخروا
والدنيا ليل وحسيت اكو واحد بالغرفة وابوك كان يبجي ..باوعت شفت اثنين ملثمين اخذوا كل المواعين والغراض ويشدون بيهن وينحلن ..
باوعت شفت تعب جدك كله مشيول وآنه مرة يحمودي وهمه اثنين ..
صحت على ابوك وهو يبجي من الجوع ..
((يمه لعيبي ده سكت ..خوالك محتازين
وشالوا غراض ابوك خل اشيلهم الغراض ))
وبكت ام لعيبي بدمع يشبه دمعة نبي
وقالت ..حمودي وداعت الرضا ابو محمد
ذولة الحرامية من سمعوا حجايتي
ذبوا الغراض ونزعوا لثامهم وكاموا يدكون
على روسهم ...
حرامية كبل يجده عدهم غيرة
ويفهمون تفسير الكلام ...
وما يبوكَون الفقرة
ولا يبوكَون ناسهم ..
اني هم صحت عليهم ..
خالة اسويلك جاي ..اخبيزة ..لبنة ..
عافوني وتركوا الغراض ومشوا...!
طشار العمر
https://telegram.me/buratha