( شعر : الطبيب نوري الوائلي )
المكتوب
يا نفسُ مهلا ً فلن تجني من الأمل = غيرَ الذي خُط في الألواح من أزل
مهما عملت ومهما كان من سند ٍ = لن تبلـُغي غير مكتوب ٍومرتحل
لا الجد ينفعُ في كسب ولا حذر = قد ينفعُ المرءَ في حفظ من الجلل
الكونُ والناسُ تجري ضمن أنظمة = للرب تخضعُ في سير وفي سُبل
الربُ قد كتب الأرزاق في حكم = يمحو ويثبتُ في لوح ٍ بلا زلل
ما يكسب العبدُ من فكر ومن مدد ٍ = إلا القليلَ وإن يدنُ لمكتمل
لا تحسبنّ حياة أهلها بشر = تعطي كما تشتهي نفسٌ من الأمل
ألهو بدنيا مع الآمال أرقبها = أصحو بحلم يضيع ُ الظهر كالبلل
اعمل وربك للأعمال ناظرها = والمؤمنون لهم دعوات مبتهل
واقنع بما قسم المنان من نعم = واصبر لبلواك صبر المتقي الوجل
إن كنت ترجو حياة سيرها وسع = لا تأخذن بنصح الحاقد الضحل
مهما عملتُ وفي الأمجاد مرتفع = أوحفني الخيرُ في ينع وفي كهل
صمٌ مسامعهم والعينُ غافية = والغلُ ديدنهم والنطقُ في شلل
يا ويلَ نفسي إذا أخطأتُ في عمل = ترمى عليّ سهام الحقد كالنزل
هذا خدوعٌ وهذا ناقدٌ لعب = والسامعون لهم آذان مفتعل
عبر العصور وسيفُ الغدر يا عجبي = يعلو الرقاب بأمر الباغي والجهل
في كل ارض أرى بالسوء منبتهم = يزهو بشوك على أسوار معتقل
ان نبعد النفس عن شغل به سقم = ننج مدى الدهر من هم ومن جدل
إنءَ بحالك عن رزق ٍ وعن مهن = فيها يسودُ لئام القوم والبُخل
واحرصْ على مهن ما الناس تحكمها = أنت السعيد بدون الناس والدخل
ما كل ما ترتجي الأهواء تكسبه = إن المقادير تأتي دون محتمل
لا ينفعُ البعدُ عن أسنان مفترس = أو يربحُ العزمُ في سعي لمحتفل
إلا بحظ ٍ وحظ الناس قسمتهم = والحظ ُيسدى الى العمال والكسل
الحظ ُ إما بتوفيق ٍلمكرمة = تعطى وإن كان ما يرجى على زحل
أو نائبات لها في القلب فاجعة = أو مانعات عن المنشود والنول
صدقا ً بأن عظيم الحظ مكتسب = أن نعبد الرب في إيمان متـّكل
يا نفس صبرا على الدنيا وما حملت = من نائبات ومن غدر ومن علل
دنياي ليل وما يعلو بها قمر= أو تشرق الشمس فيها دون مرتحل
الخير في الناس كالبذرات في سبخ = والشر ينبت فوق الطين والبلل
الخير فيهم كأزهار يعرقلها = شوك الشرور وجذر الدفل والدغل
الخيّرون كنحل كان عمرهم = والعابثون بعمر السيف والدول
الناس طبعهم قوس على قزح = مهما عملت فلن يرضوا على العمل
أنت الأمين إذا أضراسهم عرفت = في عظمك المر والأحشاء كالمهل
سوءُ العباد إذا ساءوا معاملة = للتابعين لهم بالأمر والسبل
ياليت ربي حماني من أسنتهم = فالنفسُ تأمن للواسي ومعتدل
البعدُ قطعا ًمن الأنسان مسلمة = للنفس والفكر من وهن ٍ ومن دجل
https://telegram.me/buratha