( شعر : عادل الكاظمي )
مرثية نظمت عام 1981 في الذكرى السنوية لاستشهاد نسيبي المجاهد ابراهيم العكاشي النجفي الذي أعدمته عصابة البعث القذر.والقصيدة هي من أوائل النظم تركتها كما هي من غير تنقيح ولا تغيير.
دون الكرامةِ تفتدي الأحرارُ *** ولدى المنيةِ تلتقي الأقدارُ
وعلى المشانق أرؤوسٌ قد طاولت *** أوج الفخار كأنها أقمارُ
رأوا الحياةَ وإن تجدّد رَوْقُها *** ساعاتها مهما تطول قِصارُ
تُنبيكَ عن زيفِ المؤمّلِ عندها *** وبصفوها تتزاحم الأكدارُ
وعلى مفاتنِها المكارهُ تستوي *** جَنَفاً فلا نغمٌ ولا أوتار
أين الذين بنوا القصورَ وعمّروا؟ *** لا الدارُ باقيةٌ ولا الديّار
سلبتهمُ الأيام كلّ مصونةٍ *** تُفدى وتُرخص دونها الأعمار
مرّوا على الدنيا فما وهبت لهم *** شيئاً يليق بمثله التّذكار
وسروا إلى ملحودةٍ إما الجنانُ وسيلةُ العُقبى وإما النار
قل للذي رام الحياةَ لذائذاً *** تفنى وتمضي بعدها الأوطارُ
هوّنْ فما العيشُ الرغيدُ بدائمٍ *** كلا ولا الصهباءُ والأوتار
عشْ ما استطعتَ عن الشهادة باحثاً *** تلقَ الخطوب هياكلاً تنهار
خذ من حياتك بُلغةً ثم أقتفِ *** إثْر الذين إلى المكارمِ ساروا
ساروا كإبراهيمَ حين تنمّرت *** أهل الضلال وسُلّت الأشفار
فمضى لغايته الكريمة ثائراً *** لا السوطُ يُرهبهُ ولا البتّار
إنّ الردى صنفانِ هذي حيّةٌ *** تسعى وتلكم غادةٌ مِعطار
فاختار ما تهفو القلوبُ لذكرها *** وتَحار في أوصافها الأفكار
هي ساعةٌ تسري كطيفٍ عابرٍ *** أرختْ عليه سدولَها الأستار
فيفيضُ لا عنتٌ ولا وَصَبٌ ولا *** همٌّ ولا غمٌّ ولا أوضار
ثمّ الرحيلُ إلى نعيمٍ دائمٍ *** في جنّةٍ من تحتها الأنهار
إنّ الشهادةَ لا يحيط بكُنْهِها *** وصفٌ وقد طويت بها الأسرار
هي بابُ فَوْزٍ حطّ في أعتابها *** قومٌ كرامٌ سادةٌ أحرار
خطبوا العلا بِكْراً فقرّت أعينٌ *** من قبلُ أجرى ماءهنّ الثار
عادل الكاظمي
https://telegram.me/buratha