هادي خيري الكريني ||
القصيدة الكوثرية، قصيدة في مدح الإمام علي عليه السلام تقع في 54 بيتاً من البحر المتدارك. أنشأها شاعر أهل البيت السيد رضا الهندي، وهي من أشهر المدائح التي أنشدت في حقه عليه السلام كما أصاب الشاعر في قصيدته حيث بلغت الرتبة الرفيعة والشهرة الواسعة في وسط المجتمع الشيعي ومحبيه عليه السلام. وجه التسمية الشاعر في هذه القصيدة اقتبس آية "إنَّا أعطيناكَ الكوثر" من سورة الكوثر تبركاً؛ فسميت بالكوثرية، وإليه يشير صاحب كتاب الذريعة في رقم 1300: الكوثرية قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام منه قوله: قد قال لثغرك صانعه إنا أعطيناك الكوثر. الشاعر مقالة مفصلة: رضا الهندي السيد رضا الموسوي الهندي (1290 - 1362 هـ)، عالم فقيه من العلماء الإمامية، وله تصانيف عدة، كما أنّه أديب مفلق حيث غلب طابعه الأدبي على علمه وفقهه. له القصيدة الكوثرية المعروفة في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام. درس عند أبيه والشيخ محمد طه نجف والشيخ حسن ابن صاحب الجواهر والملا محمد الشرابياني، وربما حضر أحياناً درس الشيخ ملا كاظم الخراساني، ويروي إجازة عن أبيه وعن الشيخ أسد الله الزنجاني والسيد حسن الصدر والسيد أبي الحسن الأصفهاني. المضامين هذه القصيدة تحتوي على عدة مضامين، ومنها: الغزل والنسيب يبدأ الشاعر قصيدته الكوثرية بالنسيب والغزل في أبياته الأولى، ولكن هذا الغزل لم يخرجه من دائرة العفة والأخلاق، فهو في حبّه متيم قد أشغف بجمال الممدوح، وهو ينحو في ذلك منحى شعراء أهل البيت المتقدمين عليه: كالشريف الرضي، والسيد حيدر الحلي و.... مقتبساً بعض آيات الذكر الحكيم: قد قالَ لِثَغرِكَ صانِعُهُ إنَّا أعطيناكَ الكوثرْ التوسل والشفاعة مقالات مفصلة: الشفاعة التوسل فالشاعر بعد تلك الأبيات الغزلية يتوسل بالإمام عليه السلام وهو مؤمن بأنّه عليه السلام هو الضامن والشفيع له في الدنيا والآخرة: هذا عَمَلي فاسـلُكْ سُبُلـــي إن كُنـتَ تَقِـرُّ عـــــــلى المُنكرْ فلقد أسرفتُ وما أسـلفتُ لنــــــفـســي مــــا فيـــــــه أعـــذّر سـوَّدْتُ صحيفةَ أعــــمـالي ووكـــــــــلـتُ الأمر إلى حَيدرْ هو كَهفي من نُوبِ الدّنيـا وشَـفيعي في يومِ المَحشـرْ الاحتجاج بالمواقف لم تخلو هذه القصيدة من الأدلة والبراهين لمن أنكر ولاية الإمام علي عليه السلام، فالشاعر يحتج على مخالفيه بمواقفه عليه السلام: يا مَـن قـد أنكرَ من آياتِ أبي حِسَـنٍ مـا لا يُنـكرْ إن كًنـتَ لِجًـلهِكَ بالأيـامِ جَحـدتَ مَقـامَ أبي شُـبّرْ فأسـألْ بدراً، وأسألْ أُحداً، وسَـلِ الأحزابَ، وسَلْ خَيبَرْ مَنْ دَبّر فيها الأمرَ؟ ومـنَ أردى الأبطـالَ؟ ومَـن دمَّرْ.... الاعتذار والتخلص وفي نهاية المطاف يتفنن السيدرضا بطريقته الخاصة، فينهي قصيدته باعتذار طالباً بذلك القبول: مَنْ طَـوَّلَ فيـك مَدائـحَه عــــن أدنـــــــــــى واجِبِــها قَــــصًّـرْ فأقْبـل يا كــــــــعبـةَ آمـالي من هدْى مَديحي ما استَيْسَرْ نصها أمُـفَـلَّـجُ ثَغْرِكَ أَمْ جَوْهَرْ ورحيقُ رُضابِكَ أَمْ سُكَّرْ قد قالَ لِثَغرِكَ صانِعُهُ إنَّا أعطيناكَ الكوثرْ والخالُ بِخَدِّكَ أَمْ مِسْكٌ نقَّطتَ به الوردَ الأحمرْ أَمْ ذاكَ الخالُ بِذاكَ الخد فَتِيتُ النَّدِّ على مَجْمَرْ عجباً من جَمرَتِهِ تَذكو وبها لا يحترقُ العَنْبَرْ يا مَنْ تبدو لي وَفْرَتُهُ في صبحِ مُحَيّاه الأزهَرْ فَأُجَنُّ به بالليلِ إذا يغشي والصبح إذا أَسْفَرْ ارحمْ أرِقاً لو لَمْ يمرضْ بنعاس جفونِكَ لم يسهَرْ تَبيـضُ لهَجْـرِكَ عَينـاهُ حُـزناً ومـدامِعُـهُ تحمَرْ يا للعُشّــاقِ لمفتــونٍ يَهــوى رَشَأً أحوى أحورْ إنّ يَبْـدُ لَذي طرَبٍ غنى او لاح لذي نُسُــكٍ كبّـرْ آمنــتُ هــوىً بنُبّوتِهِ وبعينيهِ ســحرُ يُؤثَــرْ أصْفيتُ الـوُدُّ لِذي مَـللٍ عَيـشـي بقطيعِتِه كــدّرْ يا مـن قَـد آثَرَ هجْراني ووعَـلَيَّ بلقُيـاهُ اسـتأثـرْ أقسـمتُ عليكَ بـما أوْلتْـكَ النّضرَةُ من حُسنِ المَنظَرْ وبوجهِـك إذْ يحمَـرُّ حيـاً وبـوجهِ محبّـك إذّ يصفّرْ وبِلُـؤلؤِ مَبْسَمِـك المنظـومِ ولـؤلُؤِ دَمـعي إذّ يُنثَـرْ أنّ تترُكَ هذا الهَجـرَ فليسَ يَليـقُ بمِثـلي أن يُهجَـرْ هادي الكريني, [١٥/٠٢/٢٠٢٢ ٠٥:١٢ ص] فأجْل الأقداحَ بصرفِ الرّاحِ عسـى الأفراحُ بها تنشَرْ وأشغَل يَمناكَ بصَبّ الكـأسِ وَ خَـلِّ يَسـاركَ للمِزهَرْ فَدَمُ الُعنقودِ ولحـنُ العـودِ يُعيـدُ الخـيرَ ويَنفي الشّرْ بّكّر للسُّكرِ قُبَيـلَ الفجـرِ فصَفـوُ الدَّهـر لِمَـن بَكّرْ هذا عَمَلي فاسـلُكْ سُبُلي إن كُنـتَ تَقِـرُّ على المُنكرْ فلقد أسرفتُ وما أسـلفتُ لنفـســي ما فيــه أعّذر سـوَّدْتُ صحيفةَ أعمـالي ووكلـتُ الأمر إلى حَيدرْ هو كَهفي من نُوبِ الدّنيـا وشَـفيعي في يومِ المَحشـرْ قـد تَمَّـت لـي بوَلايَتِـه نِعَـمٌ جَمَّـت عن أن تُشكرْ لأُصيبَ بهـا الحظَّ الأوفى وأُخصَّصَ بالسـهم الأوفـرْ بالحفـظِ مِن النارِ الكُبرى والأمـنِ مِن الفَـزَعِ الأكبرْ هل يَمنعُني وهو السـاقي أن أشرَبَ من حوض الكوثر أمْ يطـرُدني عـن مائـدةٍ وُضعَـت للقـانعِ والمُعتَـرْ يا مَـن قـد أنكرَ من آياتِ أبي حِسَـنٍ مـا لا يُنـكرْ إن كًنـتَ لِجًـهِكَ بالأيـامِ جَحـدتَ مَقـامَ أبي شُـبّرْ فأسـألْ بدراً وأسألْ أُحداً وسَـلِ الأحزابَ وسَلْ خَيبَرْ مَنْ دَبّر فيها الأمرَ ومـنَ أردى الأبطـالَ ومَـن دمَّرْ مَن هَدَّ حُصونَ الشِركِ ومَنْ شادَ الإسلامَ ومَـنْ عَمَّـرْ مَـنْ قَدَّمَـه طــه وعلى أهـل الإسـلامِ لـه أمَّـرْ قاسُوكَ أبا حسنٍ بِسِـواكَ وهـل بالطّـودِ يُقاسُ الذَّرْ أنّى سـاوَوْكَ بمَـن ناوَوْك وهـل سـاوَوْ نَعْـلَي قنبر مَنْ غيرُكَ يُدعى للحَـرب وللمِــحرابِ وللـمِـنبـرْ أفعالُ الخـيرِ إذا انتَشَـرَت في الناسِ فأنتَ لها مصدرْ وإذا ذُكِرَ المَعـروفُ فمـا لِسواكَ بـه شـيءٌ يُذكـرْ أحيَيْتَ الديـنَ بأبيَضَ قد أودَعـتَ به الموتَ الأحمَـرْ قُطباً للحربِ يُديرُ الضربَ ويَجلُو الكَـرْب بيومِ الـكَرْ فأصْـدَعْ بالأمرِ فناصِرُك البَتّـارُ وشـانئُـك الأبتَـرْ ولو لمْ تُؤٌمَرْ بالصبَّرَ وكظمِ الغَيـظِ ولَيـتَك لَم تُـؤْمَرْ ما آل الأمـر إلى التحكيمِ وزايَـلَ مـوقفَه الأشـتـرْ لكن أعـراضُ العاجلِ ما عَـلِقتْ بردئِـكَ يا جَوْهَـرْ أنت المُهتمُّ بحفـظِ الديـنِ وغـيرُك بالـدنيـا يَعْتـَرْ أفعـالُك مـا كانـتْ فيها إلا ذكــرى لمَـن اذَّكَّـرْ حُجَجاً ألزمتَ بها الخُصماءَ وتبصِـرةً لمَـن استبصَرْ آياتُ جـلالِك لا تُحصـى وصفـات كمالِك لا تُحصَرْ مَنْ طَـوَّلَ فيـك مَدائـحَه عن أدنى واجِبِـها قَصًّـرْ فأقْبـل يا كعبـةَ آمـالي من هدْى مَديحي ما استَيْسَرْ في بعض المصادر ذكر: ما نـالَ الأمـرَ أخـو تيمٍ وتنـاوَلَـه منـه حـبـتَرْ بدل: ما آل الأمـر إلى التحكيمِ وزايَـلَ مـوقفَه الأشـتـرْ .......................................................... جمع وتنظيم وتنقيح من الشبكة العنكبوتية 15/2/2022
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha