شعر/ مالك العظماوي
........................
يانور وجه الأرض ياغيث السما
يا بلسماً للجرح يا عطر الندى
يا كحل عين الأمهات ونورها
و الحزن و الأفراح فيك تخلدا
بكفيك أطفالُ العراق توسدوا
ناموا بلا خوف ولا رعب العدا
يا سور باطنه الضياء ورحمة
و من قِبَلٍ عذاب الله فآتقدا
لم يكفهم غدر الرصاص برأسك
فرموك معصوباً بدجلة ماردا
ليروا بأن الموت فيك حقيقة
ونسوا بأن دماءكم تزهو غدا
و طواهر الأجساد ترمى بدجلة
وبماء أرض(العوجة) قد يفسدا
الصبح أظلم والسماء تدكدكت
بغدرٍ جبانٍ للشباب وقيَّدا
قتلوك يا عطر الفرات ودجلة
فكأنهم قتلوا الحسين مجددا
كي يطمسوا وجه الحضارة عنوة
أورٌ و آشورٌ و سومرُ يفتدى
من أجل من قتل الشباب وزهوهم
أ لأجل جرذٍ في المواسير أُلحدا
أن عدتوا عدنا والحياة شهادة
مذ مات مطروح الحسين مقددا
باقون نحيا والعراق عراقنا
رغماً على صهيون بل كل العدا
الماضي ماضينا وصفينٌ لنا
والغاضرية فالحسين لنا هدى
تبقى دماء شبابنا عارٌ على
من خان عادات الرجال فإعتدى
بنعل الماجدات تزال شواربٌ
كف الرجال على الزناد شواهدا
واستنجد الشبان شبهَ رجالها
بذي شنبٍ وللعقال قد ارتدى
فقد استضافوا شبابنا في دجلة
ولون المنايا في المياه فقد بدا
وتخضر في أرض العراق دماؤهم
عزمٌ بصدر رجال سيستاني شَدا