الشعر

نزيفٌ من جراح امّتنا


 

بقلم الشاعر عبد الله ضراب الجزائري

***

تَهادَتْ بِنَا الأيّامُ سُودًا لَيالِياَ … وأمستْ حَوادي الرُّوح ثكلى بَواكِياَ

وعانتْ من الويلاتِ في كلِّ لحظةٍ … نفوسٌ رماها الغربُ بالظلم قاسياَ

فأضحى كلامُ القلبِ دمْعا مُرَقرِقا … وهذا نشيدُ الجُرحِ ينزفُ ناعياَ

وعُضِّي نيوبَ الدَّهرِ إنِّي لصابرٌ … مقيمٌ على الأشواك عُمْريَ راضياَ

ولن يسمعَ الأعداءُ منِّي تأوُّهاً … وإن كنتُ أقضي الّليلَ لله شاكياَ

وأخفي خلالَ الصَّدر والهمُّ طافحٌ … جراحا يفيضُ الآهُ منها سواقياَ

ألا ليت هذا الشِّعر يُسعفُ في الورى … ويروي إلى الأجيال ما قد جرى لِياَ

ولكنَّ قولَ الشعر يُلهبُ لوعتي … ويُذكي جمارَ الحزن في القلب ثانياَ

***

أَأَسْلُو وأرض الله تَمخُرُ في الوغى … ودين ٌيُجلُّ الله يَرسُفُ عانيا؟

أَأَسْلُو وهذا الكفرُ يُفرض عُنوة ً… ويُقسى على من قام لله داعيَا؟

أَأَسْلُو وشبلُ الضَّاد يَرطَنُ لاَحِنًا … ويُغريه أنَّ الرَّطنَ يَرفع عالياَ؟

أأسلو وجيلُ اليوم يجهلُ دينَه … ويغدو بمكرِ الغرب للفتك ضارياَ؟

ويُرمى إلى الإسفاف والفتك والخنا … ليبقى عديم النَّفع غِرًّا وخاوياَ

أأسلو وأمرُ العُرْبِ للغرب تابعٌ … وأمسى عن الإسلام والعدل نائيا؟

أأسلو ومُدْيُ الذَّبح تُشحذُ حولنا … وهذا ذبيحُ الغدر يلعب لاهيا؟

أأسلو وبنت الدِّين تُفضحُ في الدُّنا … فتبكي ولكن من يصونُ البواكيا؟

أأسلو وصُلبانٌ تُقام بأرضنا … فتغوِي ببعض اللَّغو من كان غاويا؟

أأسلو وبغدادُ العريقة تشتكي … خِلافا وإخلافا وغدرا وغازياَ؟

أأسلو وسودانُ الشريعة رازحٌ … أتى الكفرُ يلوي اليومَ ما كان بانيا؟

أأسلو وصومالُ العروبة شاخبٌ … تَداعَى عليه الكفر فانهدَّ ذاويا؟

أأسلو وشيشانُ الأخوَّة في الهدى … طريحٌ يلوك الذلَّ في السرِّ شاقياَ

أأسلو وبَلقاني يُقَدُّ من الحمى … غدا في يمين الكفر والبؤس ثاويا؟

أأسلو وأفغاني تناثر شعبُه … قتيلا وخوَّاناً طريداً وطاوياَ؟

أأسلوا وسوريا المجد تسقط في الوغى … تَداعَى عليها الغدرُ سرًّا وباديا

أأسلو وبيتُ القدس ديسَ بخسَّةٍ … فأضحى جريح المَتْنِ في الأرض خالياَ؟

أأسلو وغزَّاءُ الشهادة حُوصرتْ … كأنَّ الرَّدى المسكوب لم يكُ شافيا؟

كأنَّ العِدى في الأهل خاب رِهانُهم … أذى خلطة الفُصفُور لم يكُ قاضياَ

أأسلو وليبيا العزِّ يُطعن عزُّها … بِنَوْكَى بني الأعراب طعناً مُغاليا؟

لقد بالغوا في الكيدِ والغلِّ والأذى … لقد أظهروا بالغدرِ ما كان خافياَ

أأسلو وصنعاءُ المكارم ِهدّها … عميلٌ بإسم الله يقفو الأعاديا

أأسلو وأشياخُ الشريعة قد غدَوْا … لدى أمَّة الصُّهيون جيشا مُواليا؟

إذا لم يَعِ الأشياخُ حِبكة ناقمٍ … فقلْ يا رؤوس الجهل صبِّي البَلاوِياَ

***

سَلَوْنا زمانَ النَّومِ واليوم أيقظتْ … طبولٌ لأهل الغلِّ من كان غافيَا

سبَابٌ لخير الخلقِ أدمى قلوبَنا … وذبحٌ لأهل الحقِّ قد صار عادياَ

ولكنْ إذا الويلاتُ حلَّت بدارِنا … صبرنا وكان الله عدلاً وكافياَ

وُعِدْنا بأنَّ النَّصر آت إذا طغوْا … فطوبى لمن يبقى شهيدا وحامياَ

ألا إنَّ عهد الله نصرُ بني الهُدى … فهل صار شعبُ الذِّكر للعهد ناسياَ

ومن أسلمَ الإخوانَ للظلم خاذلاً … سيغدو وبعد العارِ في الظلم هاوياَ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (الشعر)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك