حازم أحمد فضالة ||
إلى أُمِّي وأمَّهاتكم جميعًا في عيد الأم
(نوروز 21 آذار)
قَدَاسةٌ كانتِماءِ النُّونِ للأمْرِ
(كُنْ)، وارتقاءِ عُروجِ القاف للقَدْرِ
في (الأُمِّ) والوحيُ في لَهْفٍ يُسائلُها:
فَمَ النبيّةُ والأقداسُ ذي تسري؟!
يا سَلسبيلَ حنينٍ في أجِنَّتِهِ
كُنّا ابتدأنا دروسَ العشقِ يا عُمْري
هاءَتْ كَرُخِّ أساطيرٍ مُخَضْرَمةٍ
مُذْ (جُنِّحَ الثورُ) حتى آنَ للثّورِ
لكِ اليراعةُ حتى قالَ سامعها:
قد سَلّها المارِدُ المَمْسُوسُ بالشِّعرِ
مَن الذي مازجَ الأقمارَ في مُقَلٍ
وأذهَلَ الأبيضَ المكنونِ في الدُّرِّ
مَن الذي كلّمَ الأسحارَ فابتكَرَتْ
حرفًا تَسَلَّلَ قنديلًا من الفجرِ
قُدِّي بَخوركِ إنَّ الدارَ يُطربُها
وقْعُ القَرَنْفُلِ مثل الآسِ والقَطْرِ
مَن لَملَمَ الشُّهبَ مِنْ فَوقِ الفَضَا حَطبًا
جَلَّ التَفَرُّدُ يا عملاقة الصبرِ !
مَنْ عَلّمَ الأرضَ: إنَّ الملحَ مُنتَصرٌ
وألبَسَ النارَ ثوبَ الطبخِ في (العَشْرِ)
كيفَ ابتكرْتِ وشومًا في عَراقتها
سَرَى فخامةُ فيروزٍ مع السُّمْرِ
كيفَ ابتكرْتِ (دِللّولًا) شَفَى أرَقًا
فنامتِ الأرضُ أعوامًا بلا شرِّ
ويا سديمًا عِراقيًا كآلهةٍ
للريحِ للنار للكافورِ والبحْرِ
كيف ابتكرْتِ اتجاهًا خامسًا صَمَدًا
للماء للنخل للفانوس والجَّمْرِ
وليس كُلُّ سديمٍ عطرهُ قصبًا
إلا المُحَلِّقُ في كينونة العِطْرِ
وللحناجر في النايات أيَّ صدًى
يُلوّنُ الشمسَ -لوما رنَّ- بالقهْرِ
أنا وعيدُكِ سِرْنا والجروحُ معًا
إلى عُروجكِ بين الباء والصِّفْرِ
أَكُلَّما جاء ضيمُ في مخالبهِ
فَقَدْتُ بعضَكِ يا أُمّاهُ في الظُّفْرِ
وكُلَّما سَطَّرَ البارودُ فاجعةً
وَجَدْتُ دمعَكِ مسفوحًا على السَّطْرِ
وكُلَّما جَوَّعَ الأطفالَ طاغيةٌ
فَرُّوا لِجِذعِكِ يا حَمَّالةَ التّمْرِ
وكُلَّما فاض بالشهداء معركةٌ
رأيتُ وجهكِ صلى وحشَةَ القبْرِ
إنَّ الذي أبدعِ الحِنّاءَ في وطنٍ
مِنَ الدموع سيلوي ساعد الكسْرِ
وليسَ يأبهُ بالدّخانِ منبعثًا
مَن كان يحملُ تنورًا على الظهْرِ
يا سِرَّ كُنْهٍ تجلى الشكلَ بامرأةٍ
السِّرُّ في الشكلِ فاقَ السِّحرَ في السِّرِّ
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha