عمر بلقاضي / الجزائر
***
الدفع بالحجّة الناّصعة في الكفاح والمدافعة بالكلمة أجدى وانفع للدين من الدفع بأقوى سلاح ،
فالحجة قوة هائلة تخضع لها القلوب برضا وحب ، خاصة إذا كانت مزيّنة بجمال
البيان ، مشعشعة بأنوار السنة والقرآن ، تحدو التائهين برفق إلى رياض الإيمان والاطمئنان
والقصيدة تدعو إلى إظهار الحق الباهر بالحجة والبرهان لتحرير الناس من أغلال الحيرة والعصيان والكفران و العدوان
***
هذا بيانٌ لمن ظنُّوا ومَن عجِبُوا
الوعدُ حقٌّ فلا زعمٌ ولا كذِبُ
اضربْ بشعرِكَ رأسَ الكفرِ مُحتسبا
ضَربًا قويًّا عزيزا ليس ينشَعِبُ
ضربٌ بسهمٍ وضربٌ بالقريض سوا
به يُهتَّكُ ليلُ الكفرِ والحُجُبُ
لِمَ التَّهاونُ يُخزي الله كاذبَنا
يوم القيامة يبدو الجِدُّ واللَّعبُ
إنَّ الذين أهانوا الحقَّ من فرَقٍ
مثل الذين زروا بالحقِّ أو غصَبُوا
نصرُ العقيدة في إظهارِ حجَّتها
لِمَ التَّخاذلُ في إظهارِ ما يَجبُ
ما ساد ليلٌ بوقتٍ للضُّحى أبداً
فحيث حلَّ شعاعُ الشَّمسِ ينقلبُ
لولا التَّهاونُ في بثِّ الحقيقة ما
أضحى الصَّليبُ على أرض الهدى يَثِبُ
لولا السُّكوتُ عن الإلحاد ما نتجتْ
تلك المفاسدُ والآثامُ والنِّكبُ
لولا الهوان لما عاثَ الصَّهايِنُ في
مسرى الرَّسول بما هدُّوا وما جَلبُوا
لولا ادِّهانٌ وتفريطٌ وضعضعة ٌ
ما نافسونا على أرضٍ وما شَغبُوا
وهل يقيمُ وأمواج الهدى لُجَج ٌ
كلبٌ عقورٌ وقد أزرى به الكَلبُ
نحن الذين خفضنا الرَّأس من وَهَنٍ
إذا تعالوْا على الهامات أو ركَبُوا
لهْوٌ ولغوٌ وأمُّ الحقِّ عانية ٌ
وعرضُ أختك في الأقطارِ يُنتهبُ
شحٌّ مطاعٌ وكلُّ الأمَّة انتكبتْ
بالظُّلم تشقى وفي الآفات تضطربُ
شُرْهٌ وحِرصٌ وشعبُ الذِّكرِ مُنكدرٌ
يَدمى وينزفُ في الدنيا وينتحبُ
دَهْنٌ ولَفٌّ وتلفيقٌ وسَفسَطة ٌ
كذا الخيانة في الأديان تُرتكبُ
وارَتْ رذائلُنا نورَ الهدى .. أسَفاً
شمسُ الظَّهيرة بالأهواء تُحتَجَبُ
مثل الخفافيش نخشى النُّورَ من عِللٍ
كالجعلِ نحو كرات الرَّوث ننجذبُ
إذا نكلنا فمن ذا يبعثُ الأملَ
يشقَى الوجودُ إذا أهلُ الهدى انسحبُوا
لا تلعبنَّ فإنَّ العيش عارية ٌ
البعثُ حقُّ إلى الرحمن ننقلبُ
لا تُفتننَّ بأولادٍ وأرصدةٍ
مصيرها في الورى النُّقصانُ والعطَبُ
كم في الورى من علومٍ بالنُّهى عُقِلتْ
بها يُبصَّرُ ضُلاَّلٌ لهم رِيبُ
بقلمي عمر بلقاضي
https://telegram.me/buratha