عمر بلقاضي / الجزائر
***
يا حالبَ المالِ من أعراشِ أمّتنا
ماذا تركتَ لأجيالٍ بلا أملِ
حتَّى الرُّيوع من الحجَّاج طِرتَ بها
والشَّعبُ يَخبطُ في الإملاقِ والعِلَلِ
لقد وجدتَ نُفوساً لا خَلاقَ لها
لِتدعَم الظُّلم في الأوطان والمِللِ
المالُ والذُّلُّ والإسفافُ دَيْدَنُها
بعيدةُ الرُّوحِ عن منظومةِ المُثُلِ
فبتَّ تَحلُبها هَوْناً بلا تَعَبٍ
بالهَفِّ واللَّفِ والتَّرهيبِ والحِيَلِ
الكفرُ يا أسَفي يَعْلُو بِثَرْوتِنا
وقد تعامى شيوخُ الزَّيفِ والدَّجلِ
لم يصدعوا بالهدى في ثلَّةٍ نَكَلَتْ
باتت مُميَّزةً بالزَّيْغِ والخَبَلِ
بل إنّهم عبَدوا عرْشَ الهوان كمنْ
في عالم الشِّركِ قد خَرُّوا على هُبَلِ
إنّ العروبةَ قد باتت مُدنَّسةً
أضحوكةَ الدَّهر في الأعراقِ والدُّوَلِ
الكلُّ يَمْقُتُها مقتا لمن ملَكوا
أو من أطاعوا عروشَ العارِ والخَطَلِ
إبنُ العروبةِ مطعونٌ بِخِسَّتهم
قد باتَ يشعرُ بين النَّاسِ بالخَجَلِ
***
يا أمَّة النُّورِ عُودي للهدى وقِفي
كلُّ المَهانةِ والإذلالِ في السُّبُلِ
إنَّ العقيدةَ عنوانٌ لعزَّتنا
فلْتلْزَمي الحقَّ في صدقٍ وفي عَجَلِ
لا تتركي المالَ في أيدي الألَى سَفُهُوا
إنَّ السَّفيهَ أداةُ الطَّيْشِ والزَّلَلِ
ولْتَحفظي الحُكمَ من رهْطٍ بلا قيمٍ
قادوا الشُّعوبَ إلى الإذلال والنَّكَلِ
ونزِّهي العلمَ عن أشياخ سَفْسَطَةٍ
قد أتْلفُوا الدِّينَ بالأطماعِ والدَّغَلِ
العزُّ والفوزُ في الإيمانِ فاتَّبِعي
نهجَ النَّبيِّ بلا ريْبٍ ولا كَلَلِ
***
يا حالبَ المالِ اُحلُبْ غير مُكتَرِثٍ
فما يفيدُ صُراخُ الشِّعرِ والزَّجَلِ
أعطاكم الله أبقارا مُدجَّنةً
حادتْ عن الحقِّ فارتدَّتْ إلى سَفَلِ
أهدافُها مُتع ٌفي العيشِ هَيِّنةٌ
فالقوم ُمن مُتعِ الأهواءِ في شُغُلِ
فلْينْعَموا في حياةِ البُهْمِ في عَمَهٍ
باللَّهوِ والأكلِ والآثامِ والحُلَلِ
لا شكَّ أنّهُمُو يَصْحَوْنَ إن دُفِنُوا
بين الجَنادِلِ تحت الرَّدْمِ والكُتَلِ
***
https://telegram.me/buratha
