التقارير

إقتصاديون يحذرون من مغبة تحوّل العراق الى ساحة لغسيل الأموال


مع سعي العراق لاستعادة مكانته الاقتصادية كدولة نفطية لها تاثير على اقتصاديات المنطقة، وتزامناً مع مساعيه للخروج من تحت طائلة البند السابع بشكل نهائي، حذر مهتمون بالشأن الاقتصادي من مغبّة تحول العراق الى ساحة لغسيل الاموال لبعض دول الجوار، وخصوصا اموال تجارة المخدرات والسلاح والتهريب والاختلاس والرشاوي فضلا عن تلك المستخدمة لتمويل العمليات الارهابية.

وبالرغم من نفي الجهات الحكومية وجود عمليات لغسيل الاموال في العراق، الا ان خبراء اقتصاديين يؤكدون وجود عدد من المصارف الاهلية ومحال للصيرفة والشركات العاملة في القطاع المالي تؤدي دورها كغطاء لعميات غسيل اموال.

ويأتي تنامي هذه الظاهرة في ظل غياب نظام مصرفي متكامل يتحكم بجميع التعاملات المالية بين خارج العراق وداخله من جهة، وفي اسواق البورصة العراقية من جهه اخرى، وهذا ما سهل كثيراً خلق بيئة صالحة لانتشار هذه الظاهرة التي قد تؤثر في المستقبل القريب على اقتصاد البلاد.

ويرى الخبير الاقتصادي هلال الطعان ان عدداً من المصارف الاهلية فضلا عن شركات الاهلية التي تعمل في تحويل الاموال، تعد اليوم مراكز لغسيل الاموال في بغداد وبعض المحافظات، منوها في نفس الوقت الى ان نحو اكثر من 75% من التعاملات المالية في العراق يومياً غير مسيطر عليها، لعدم وجود جهات رقابية على العديد من المحال المختصة باعمال التحويل المالي.

ويحذر عضو مجلس النواب عن التحالف الوطني العراقي عبد الهادي الحساني من الآثار الإقتصادية السيئة المترتبة على انتشار ظاهرة غسيل الاموال، واشار الى ان تلك الأموال تأتي عن طريق تزايد الأموال المستحصلة بطرق غير شرعية، كالسرقات والإتجار بالمخدرات والأسلحة وتنفيذ عمليات الاختطاف.

ودعا الحساني الذي كان يشغل منصب نائب رئيس لجنة النفط والغاز في الدورة البرلمانية السابقة الى تكثيف الرقابة على مؤسسات البنوك والمصارف التجارية الاهلية ومكاتب الصيرفة اضافة الى التنسيق والتعاون مع الجهات الامنية من اجل مكافحة انتشار هذه الظاهرة.

وبالرغم من وجود تشريعات وضوابط لمواجهة عمليات غسيل الأموال ومنها عدم استلام او تحويل الاموال الكبيرة دون الإفصاح عن مصادرها، الا ان ذلك لم يحِل دون تنامي مؤشرات عمليات غسيل الأموال، وهذا ما دعا بكر رسول علي الذي سبق وان شغل منصب وزير للعمل والشؤون الاجتماعية، وممثل العراق في منظمة العمل والاقتصاد العربي لمدة تزيد عن عشر سنوات، الى التحذير من ان كميات كبيرة من الاموال العراقية يتم تهريبها الى الخارج، كما ان كثرة الاتجار في المخدرات وعمليات التهريب التي تنشط حالياً فضلا عن تنامي الجريمة المنظمة ووجود عدد غير قليل من الجماعات الارهابية، جعلت من عمليات غسيل الاموال تمثل ضرورة لان معظم تلك الجهات في العراق تخشى من تراكم الارباح غير المعقولة التي تجنى في العمليات غير القانونية، لذا فهم يجدون منافذ جديدة يغسلون تلك الاموال من خلالها خوفاً من الملاحقات الضريبية او انكشاف مصادر تلك الاموال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسام البغدادي
2011-09-07
الي يدري يدري والمايدري كضبة عدس . خوية غسل الاموال موجود منذ الزمن البائد بس على نطاق ضيق ولفئة محددة . اما الان فحدث ولا حرج . منذ 2003 ولحد الان العراق تنهب اموالة وتصدر الى خارج البلد وهذا مايسمى في الاقتصاد استنزاف اموال البلد مما يؤدي الى التضخم في العملة للبلد وجعل الدينار لايساوي قيمتة الحقيقية ويؤدي الى عدم اطمئنان المستثمر الخارجي قبل ابن البلد في الداخل وناهيك عن الفساد المستشري في كافة مفاصل الدولة .والعناد السياسي,والاحزاب,....الخ . ياحزب الدعوة والقائمة العراقية كفى مهاترة وانتبهو
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك