التقارير

«موقعة السجون» تهدد فرص المالكي في ولاية ثالثة

1764 00:19:00 2013-07-25

 

طبقا للمراقبين السياسيين في بغداد يستطيع رئيس الوزراء نوري المالكي أن يبرر أمام المواطنين التردي في مجال الخدمات بمختلف جوانبها من ماء وكهرباء وبنية تحتية وفرص عمل وخط الفقر؛ لأسباب مختلفة، من أبرزها أن ملفها بيد مسؤولين آخرين، هما نائباه لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، ولشؤون الخدمات، صالح المطلك.

كما بوسعه أن يكيل التهم للبرلمان بعدم تشريع القوانين اللازمة التي من شأنها إسعاف الحكومة بمزيد من الإجراءات والتشريعات التي من شأنها تسهيل عملها في ميادين العمل والإنتاج والخدمات والاستثمار. وبالفعل فإن المالكي سبق أن أبلغ العراقيين قبل شهور ومن مسقط رأسه مدينة كربلاء، بأن عليهم أن لا يتوقعوا تغييرا ولو نسبيا في ملف الخدمات؛ لأن هناك، من وجهة نظره، إرادة داخل بعض الكتل السياسية بإفشال عمل الحكومة وغل يدها بحيث لا تستطيع تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين. وهذا بالضبط هو ما دفعه إلى الإعلان عن الدعوة لتشكيل حكومة أغلبية سياسية تتمكن من تنفيذ ما تعد به الناس. وقبيل انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة عندما كانت المؤشرات لدى ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي بأنه سيكتسح معظم المقاعد لا سيما في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، فضلا عن حضور لافت في المحافظات الغربية، فإنه دعا إلى أن تتشكل حتى الحكومات المحلية على أساس الأغلبية السياسية تمهيدا للانتخابات البرلمانية العام المقبل.

لكن النتائج جاءت ليست مخيبة للآمال فقط؛ إذ تراجع ائتلاف المالكي وحزب الدعوة الذي يتزعمه بشكل لافت بالقياس إلى حليفيه في التحالف الوطني وخصميه معا - المجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم والتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر - اللذين حظيا بأعلى عدد من المقاعد، وهو ما أتاح لهما توجيه ضربة قوية للمالكي عندما استبعداه من تشكيل معظم الحكومات المحلية، وبالأخص حكومتا بغداد وديالى، حيث منحا العرب السنة مواقع سيادية، وهو ما مهد الطريق أمام تحالف مستقبلي مع زعامات وكتل سنية.

ومن أجل قطع الطريق أمام أي إمكانية لتحالف قوي مع المالكي وحزبه «الدعوة» أعلن الصدر والحكيم عن «تحالف استراتيجي»، بينما وجد الائتلاف الوطني، الذي يضم الحكيم والصدر بالإضافة إلى مكونات أخرى منها حزب الفضيلة والمؤتمر الوطني وتيار الإصلاح، الفرصة سانحة للتأكيد على ضرورة أن يتحول التحالف الوطني إلى مؤسسة حقيقية لم يعد فيها ائتلاف دولة القانون هو صاحب القدح المعلى مثلما هو اليوم.

وإذا كانت بوابة الخدمات لم تعد كافية للنيل من المالكي وحزبه وائتلافه باعتبار أن بعض الوزارات الخدمية هي بيد التيار الصدري والقائمة العراقية وكتلة التحالف الكردستاني فإن تفرد المالكي بالملف الأمني وما ترتب على هذا الأمر من تراجع خطير، خصوصا خلال الأشهر الماضية، جرى تتويجه بما حصل قبل يومين في «موقعة السجون» التي قتل فيها عشرات السجناء وهرب المئات من سجني «أبو غريب» و«الحوت» في التاجي، أتاح لخصومه وبخاصة من داخل البيت الشيعي الدخول من ثغرة الأمن التي ليس بإمكان المالكي أن يجادل فيها أحدا؛ لأنه يمسك بها بقبضة من حديد.

ويبدو أن حزب الدعوة نفسه بات يعاني هذه الإشكالية بين أن يكون هو من يتصدى ومنذ ثمانية أعوام للمسؤولية وبين ما يحصل من إخفاقات خطيرة أدت بالبلاد إلى أن تنزلق ما بين عامي 2006 و2008 إلى حرب أهلية، وتكاد اليوم أن تنزلق إلى حرب كهذه مجددا، بل إن الإحصائيات الخاصة بأعداد الضحايا العراقيين ومنذ نحو ثلاثة أشهر بعضها بات يفوق ما جرى خلال أعوام العنف الطائفي. لذلك فإن حزب الدعوة، من منطلق إحساسه بفقدان وزنه داخل حاضنته الشيعية، فضلا عن الموقف السلبي للمرجعية الدينية العليا، عبر عن استيائه من استخدام الكتل السياسية عبارة «الحزب الحاكم» لوصفه.

وفي هذا السياق، أصدر الحزب بيانا أمس جاء فيه أنه «لوحظ أن بعض أعضاء الكتل السياسية عندما يتحدثون عن الحكومة عبر القنوات الإعلامية المختلفة يعبرون عنها بعبارة (الحزب الحاكم)، ولكن في استخدام هذه العبارة كذبا وتدليسا على الشعب العراقي، إذ لا وجود اليوم في عراقنا الجديد لحزب حاكم أو فئة معينة حاكمة، وإنما توجد حكومة شراكة وطنية يشارك فيها الجميع، وفي تحمل مسؤولية القرار والتقصير معا، بمن فيهم كتل الذين يطلقون عبارة (الحزب الحاكم)».

هذه البراءة التي قدمها حزب الدعوة من تهمة كونه «حزبا حاكما» ربما تعكس إما أزمة داخلية أو حالة من عدم الرضا جراء عدم التقدم في الملف الأمني برغم أنه بيد زعيم الحزب الذي هو القائد العام للقوات المسلحة. فخصوم المالكي يأخذون عليه عدم تعيين وزراء أمنيين وعدم تغيير الخطط الأمنية والإبقاء على الضباط والقادة الكبار طبقا لقاعدة الولاء لا الكفاءة. وإذا كانت سلسلة الإخفاقات الأمنية سابقا قد جعلت فرص المالكي في ولاية ثالثة ضئيلة فإن ما حصل في سجني «الحوت» و«أبو غريب» قد يكون أنهى آخر آماله في الولاية الثالثة. وهكذا يبدو أن «القوة الناعمة» التي استخدمها خصماه، الحكيم والصدر، تفوقت على القبضة الحديدية التي ربما يكون «الحوت» قد وجه لها الضربة القاضية.

عن صحيفة الشرق الاوسط

3/5/13725

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك