التقارير

أميركا، إيران والشرق الأوسط

2559 07:21:00 2013-10-27

 

قال وزير الخارجية الامريكية الأسبق هنري كسنجر، في كلمة له  أمام مؤتمر السياسات الدولية في نيويورك في شهر شباط الماضي، إن ايران النووية هي أفضل شريك ممكن للولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط، وذلك لاسباب متعددة.

‎وحيث أن أولوياتها في المنطقة هي استمرار تدفق النفط، ومحاربة الارهاب وحماية اسرائيل، فإن الولايات المتحدة ترى أنها في حال تصالحت مع ايران يمكن لها أن تضمن أمرين وتحيّد أمراً:

‎ 1. تضمن تدفق النفط لأنها الدولة الأقوى في المنطقة، ولديها القوة الأكبر لحماية تدفقه، وبنفس الوقت لديها مصلحة ببيع نفطها.

‎ 2. تضمن جدّية في الحرب على الارهاب، كون ايران هدفاً اساسياً للتكفيريين والارهاب عموماً.

‎ 3. تحتمل تبريد الجبهة مع اسرائيل، لاسيما بعد طمانة اسرائيل أن لا نوايا عسكرية في البرنامج النووي الايراني.

‎هذا بالاضافة الى أن الكباش بين ايران واميركا في الأماكن والدول التي يتصارعان فيها، دائماً ما تكون الغلبة فيه لإيران، إما بالضربة القاضية أو بالنقاط، وما العراق ولا افغانستان ولا العراق ولا لبنان وحتى سوريا، إلا نماذج واضحة لذلك.

‎في المقابل، وفي حالة استمرار العداء، فإن حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، لا يملكون القدرة على حماية تدفق النفط فيما لو استمر التوتر بين ايران واميركا بدون تدخل عسكري اميركي مباشر غير معروفة نتائجه. ولم تلمس واشطن جدية من قبل حلفائها العرب في محاربة الارهاب، انما يقوم حلفاءها بتقويته، لا بل هم مصدره. اما في الموضوع الاسرائيلي، فإن كل العلاقات السرية والعلنية بين الدول العربية واسرائيل لم تمنع المقاومة المدعومة من ايران ان تقلق اسرائيل بشكل دائم وتحقق عليها انتصارات.

‎فلماذا لا تصادق القوي الذي يمكن ان تتشارك معه وتحقق معه الجزء الاكبر من اهدافها ومصالحها، وتترك حلفائها البائسين الذين، في كل الأحوال، لن يتخلوا عنها كون حكوماتهم هي صنيعتها أصلاً؟

‎فالسياسية تحكمها المصالح ولا تديرها الشهوات، وعندما اتخذت واشنطن قرارها بالانفتاح على ايران، لم تفعل ذلك حباً بالسجاد العجمي أو شوقاً إلى الكافيار، إنما لأنها وصلت الى قناعة أنها لا تستطيع أن تحكم سيطرتها على الشرق الاوسط وحدها، كما لا تستطيع وحدها أيضاً أن تحكم سيطرتها على العالم .

‎ففي الشرق الاوسط دولة قوية لها نفوذ مشرقي قوي، وسبق أن قضت على آمال وأحلام الولايات المتحدة الاميركية فيه، هي الجمهورية الاسلامية في ايران، التي جعلت الولايات المتحدة الامريكية تضطر للعودة الى الواقعية والتعامل معها كدولة اقليمية عظمى تتقاسم معها النفوذ بدل أن تستمر بالخسارة أمامها.

‎لقد أثبتت الجمهورية الاسلامية الايرانية انها دولة حاذقة في تعاطيها السياسي وبعيدة النظر، وتحيك سياساتها كما يحيك شعبها السجاد العجمي، وهي ليست دولة مغامرة تستند إلى عواطفها وأهوائها وأحقادها، إنما دولة تستند الى قوتها الفعلية وتدير مصالحها ومصالح شعبها وأمتها بشكل ذكي.

‎هذه القناعة الأميركية لم تأت فقط من خلال تجارب «الصراع»، فإيران هذه، لم تقبل يوماً، خلال مفاوضاتها السابقة مع مجموعة  5+1 أن تفاوض على كل الملفات سلّة واحدة كما كان يطرح الغرب عليها، وذلك كي لا تفرّط بأي من ملفاتها، وأصرّت أن تأخذ بالمفرّق كل شيء، وهي في طريق الحصول على كل شيء.

»  ‎يوسف وهبي – سلاب نيوز

7/5/131027

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك