كشف تقرير جديد عن أن ازدهار الطاقة في الولايات المتحدة لديه آثار بعيدة المدى على المسرح العالمي. ورغم أن الطفرة النفطية تخلق فرص عمل وتخفض الحاجة إلى واردات النفط، إلا أنها تؤدي أيضاً إلى زيادة عدم الاستقرار في بعض الدول الحليفة للولايات المتحدة، ما قد يسبب بأن تعزز بعض الدول الافريقية وروسيا علاقتها مع الصين، واستفزاز الروس والصينيين حتى يصبحوا أكثر عدائية. ويأتي التقرير، الذي صدر الأربعاء، من العديد من الشخصيات الرائدة في الأمن القومي، بما في ذلك الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة، والمدير السابق لوكالات الإستخبارات القومية، وقائد سلاح البحرية سابقاً. ورغم أن غالبية النفط في الشرق الأوسط يصدر إلى آسيا، إلا أن التوقعات أشارت إلى أن أمريكا الشمالية قد تكون قادرة على انتاج كل النفط الذي تستهلكه بحلول العام 2020. وأكد التقرير أنه ما زال على الولايات المتحدة ألا تنسحب من دورها كشرطي عالمي، مضيفاً: “يوجد الكثير من الاقتراحات أن الولايات المتحدة يمكن أن تفك ارتباطها عسكريا بالمناطق المتقلبة المنتجة للنفط، ما يمهد الطريق لدور أمني أكبر وزيادة تقاسم الأعباء من قبل الاقتصادات الناشئة المتعطشة للطاقة.” ولكن، بما أن النفط يعتبر سلعة عالمية، فإن التعطيل في أي مكان سيؤثر على الأسعار في الولايات المتحدة. وذكر التقرير أن الدعوة إلى فك الارتباط “تتجاهل احتمالات واسعة النطاق من عدم اليقين في التوقعات الحالية.” ويمكن أن تكون الطفرة مدمرة بالنسبة إلى البلدان التي تبيع النفط إلى الولايات المتحدة. وبالفعل، فإن الدول الأفريقية في نيجيريا وأنغولا تتطلع لبيع النفط إلى الصين بسبب تراجع الطلب على الخام في الولايات المتحدة. وفي الشرق الأوسط، فإن ارتفاع استهلاك النفط يخفض من صادرات النفط، فضلاً عن أن تزايد عدد السكان في المنطقة يجعلها تعتمد بشكل متزايد على ارتفاع أسعار النفط. أما إذا انخفضت هذه الأسعار جزئيا بسبب الطفرة النفطية الأمريكية، فقد تتعرض تلك الحكومات إلى ضغوط شديدة. وينطبق الأمر ذاته على روسيا، حيث الاعتماد على ارتفاع أسعار النفط قد يؤدي إلى “تطبيق اجراءات سياسة خارجية أكثر حزما ومسببة لزعزعة الاستقرار.” ومن المتوقع أن تصبح الصين أيضاً أكثر حزماً بسبب ارتفاع وارداتها النفطية، وحماية صفقات جديدة للطاقة في دول الشرق الأوسط أو أفريقيا. ومن أجل الحد من احتمال نشوب صراع، أشار التقرير إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تتخذ عدة خطوات منها: - تعزيز الشراكات مع الدول الأخرى لحماية طرق الشحن
- تقديم الخبرة التكنولوجية للبلدان المنتجة للنفط
- الاعتماد على مزيد من الدبلوماسية في الشرق الأوسط، وتعزيز الديمقراطية
- إشراك الصين في عمليات الأمن البحري
- الاستمرار في تعزيز الكفاءة وبدائل مثل الغاز الطبيعي أو السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة.
11/5/140117
https://telegram.me/buratha