التقارير

مفاوضات فيينا النووية: هل يصلون إلى إتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني؟

1231 08:23:00 2014-02-21

أبرمت إيران مع مجموعة” 5+1″ في تشرين الثاني في جنيف إتفاقاً مرحلياً لمدة ستة أشهر ينص على تجميد بعض الأنشطة النووية الحساسة مقابل رفع جزء من العقوبات التي تخنق الإقتصاد الإيراني، وموازاة ذلك علقت طهران عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% التي تعتبر مرحلة مهمة للتوصل الى التخصيب بمستوى عسكري 90%، وذلك للقضاء على مخاوف القوى العالمية الست الكبرى، وهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، إضافة الى ألمانيا.

واليوم تنطلق جولة مفاوضات نووية جديدة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة “5+1″في مقر منظمة الأمم المتحدة في العاصمة النمساوية فيينا، بهدف التوصل الى تسوية نهائية لنزاعهما حول ملف طهران النووي، في وقت تستمر الشكوك والريبة بين الطرفين.

في إيران، أعرب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية عن تشاؤمه إزاء نتائج المفاوضات النووية بين بلاده والقوى العالمية، في حين لم يبد خامنئي إعتراضاً على تلك المفاوضات، قال: “إن واشنطن تستخدم القضية النووية ذريعة للضغط على طهران بشأن قضايا إضافية”، وإعتبر خامنئي أن المفاوضات التي تجري بين إيران ومجموعة “5+1″ (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) لن تؤدي إلى نتيجة، وهي مجرد ذريعة لمواصلة واشنطن عداءها لطهران، وفق تعبيره، وكما شدد على أن إيران لن تستسلم أمام ما سمّاها “غطرسة نظام الهيمنة العالمية”، ودعا الذين يحاولون تلميع صورة أميركا إلى الكف عن محاولاتهم لأنها غير مجدية.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية في فيينا إنه “لمن الصواب أن نقدم على هذه المفاوضات في إطار من الجدية”، وأضاف “إن الأمر معقد للغاية وصعب جدا”، وأكد أن الصواريخ الإيرانية تمثل جزءاً من المحادثات، حيث نص إتفاق جنيف على أن كلا الجانبين سيحتاج في نهاية المطاف إلى التعامل مع قرارات مجلس الأمن الذي دعا طهران إلى عدم تطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية.

من جهتها أعربت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن “تفاؤل حذر”، وكانت التصريحات الأخيرة للرئيس الاميركي باراك اوباما ووزير خارجيته جون كيري بأن “كل الخيارات مطروحة على الطاولة” لوقف البرنامج النووي الايراني في حال فشل المفاوضات، أغضبت بشكل خاص المسؤولين الإيرانيين.

وفي الوقت نفسه ترى إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط إيران خطراً على وجودها وحذرت من أنها قد توجه ضربات وقائية لمواقع نووية إيرانية إذا أخفقت الدبلوماسية في وقف البرنامج النووي الإيراني، وأوضحت إن المقترحات المطروحة للبحث في فيينا لا تروق لها، وإعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يناهض رفع العقوبات على إيران، بأن الإيرانيين هم الطرف الوحيد الذي إستفاد من المفاوضات النووية مؤكداً أن هؤلاء لم يعطوا شيئا ولكنهم حصلوا على الكثير.

والآن الرهان كبير خلف هذه المفاوضات إذ أن التوصل الى إتفاق نهائي سيسمح بتطبيع العلاقات بين إيران والولايات المتحدة المقطوعة منذ 35 عاماً، وسيبعد الخيار العسكري الذي لوح به مؤخراً من جديد وزير الخارجية الاميركي جون كيري، والتوصل بين الطرفين إلى إتفاق نهائي سيفتح ذلك مجالاً لتجنب مخاطر حرب جديدة في الشرق الأوسط وتوسع الإستثمارات الغربية في المنطقة وإنهاء تاريخ من العداء بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت نفسه تشتبه الدول الكبرى وإسرائيل التي تعتبر القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، بان البرنامج النووي الايراني يخفي بعداً عسكرياً، وهو ما تنفيه طهران على الدوام.

وبالتالي فإن احتمالات التوصل الى إتفاق بين الطرفين تساوي إحتمالات عدم التوصل اليه، وهنا فإن عدم تحقيق تقدم في المفاوضات مع اقتراب موعد انتهاء مدة خطة العمل المشترك في تموز قد يعزز الشعور بإن إيران تماطل وهذا ستعطى حجة للجمهوريين في الكونغرس الاميركي لتشديد العقوبات أكثر على إيران، وتحقيق هذا السيناريو سيقلص هامش المناورة امام الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني الذي أدى إنتخابه الى هذا الإنفراج المسجل في الأشهر الأخيرة، في مواجهة المتطرفين المعارضين لأي تسوية مع الغرب، وسيحد من فرص الدبلوماسية لحل هذه المسألة، فضلاً عن عدم نجاح هذا الخيار فسيكون هناك وقت لفرض عقوبات إضافية في المستقبل، مع دعم دولي أكبر لضمان فرض تطبيقها ولاستكشاف كل الخيارات الأخرى.

وهنا أعتقد إن الصعوبة الأكبر تأتي من غياب الثقة حيال الولايات المتحدة الأمريكية تجاه إيران ما قد يعرقل هذه الجولة من المفاوضات النووية عن التوصل إلى إتفاق نهائي، كون أن الولايات المتحدة تنتهج منذ فترة طويلة سياسة إستراتيجية تتمثل في منع صعود قوى إقليمية في منطقة الشرق الأوسط على نحو مغاير لطموح إيران في أن تكون إحدى القوى الإقليمية الكبرى, وهنا يكمن خلاف شكلي يصعب للغاية تسويته بين إيران والولايات المتحدة، وموازاة ذلك فأن التصريحات الأميركية الأخيرة في شأن المحادثات، لا تساعد على بناء الثقة بين الجانبين، لذا لا بد من وجود إرادة سياسية مع حُسن نيات لتسوية الملف النووي الإيراني.

وأخيراً لا أرى بأن المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الست ستتوصل إلى اتفاق قابل للتنفيذ، وبالتالي فإن العملية لن تؤدي إلى أي نتيجة أو إحراز أي تقدم وخاصة في ظل الضغوط التي تمارسها إسرائيل لإبقاء العلاقة بين إيران والغرب في حالة توتر دائم حتى يبتز أكثر، كونها تدرك جيداً أن أي توجه نحو إيجاد تسوية بين الغرب وإيران بشأن الملف النووي سيحرمها من إستخدام التهديد النووي الإيراني كذريعة لحرف الأنظار عن القضية الفلسطينية واستمرارها في المراوغة بشأن عملية السلام مع الفلسطينيين.

 تحريرعلي عبد سلمان1/5/140221

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك