أعربت صحيفة “نيويورك تايمز” عن اعتقادها أنه من المنظور الروسي والسوري “تعد الحرب السورية والمواجهة بشأن شبه جزيرة القرم في الأساس جزءاً من معركة واحدة أوسع نطاقاً ضد الهيمنة الأمريكية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة”. وأردفت ان “سوريا تنظر إلى الأحداث الأخيرة على أنها جزءاً من تراجع النفوذ الأمريكي في العالم وتصاعد نفوذ روسيا، توجته “بالتخطيط لبدء فصول جديدة لتعليم اللغة الروسية في المدارس السورية”.
وتابعت ان “تنامي التصدع بين روسيا والغرب، بشأن الأزمة في أوكرانيا، يعزز ثقة الرئيس السوري بشار الأسد ويشجعه على المضي قدماً” في ما يطمح اليه “واثقا من ان روسيا لن تضغط عليه لتقديم تنازلات في أي وقت قريب”.
صحيفة “واشنطن بوست” سعت بالمقابل إلى التخفيف من حدة الانتقادات الموجهة للرئيس اوباما، فذكّرت الخصوم بعزمه على بلورة سياسة اميركية كونية “بعيداً عن سياسات القوة .. وأقل اعتماداً على القوة العسكرية التي كانت سائدة في الماضي”. بيد أن جهوده وطموحاته اصطدمت “بحنين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاحياء النزعة القومية .. مما دفع إدارة أوباما إلى تحويل تركيزها للحيلولة دون مزيد من توغل الجيش الروسي في شرق وجنوب أوكرانيا”.
واضافت “واشنطن بوست” ان الرئيس اوباما لا يزال “يسعى للحد من أي تصعيد عبر الضغط على بوتين من خلال تطبيق عقوبات مالية والتهديد باتخاذ إجراءات أوسع نطاقاً ضد الاقتصاد الروسي، كما ان الرئيس اوباما حريص على تثبيت العناصر التي ادت الى احداث التغيير في العالم منذ نهاية الحرب الباردة: التبادل التقني وانفتاح الاقتصاد العالمي ومواجهه مشتركة لموجة الارهاب .. بل انشأ شراكة دبلوماسية مع بوتين بشأن برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم ومنع انتشار الأسلحة النووية والتكامل الاقتصادي الدولي”، ولفتت في سياق الدفاع عن أوباما إلى تشديده في احدث تصريحاته، الاسبوع الماضي، على “ضرورة احترام المبادئ الأساسية التي تحكم العلاقات بين دول العالم في القرن 21، والتي تشمل احترام السيادة والاستقلال الإقليمي”.
صحف اليمين، وعلى رأسها يومية “واشنطن تايمز” استغلت الازمة الاوكرانية لاتهام الرئيس اوباما “بتبديد هيبة الولايات المتحدة” عالميا. ونقلت عن المرشح الرئاسي السابق، ميت رومني، قوله ان ما تشهده اميركا “من تحطيم هيبتها” منذ اعتلاء الرئيس اوباما سدة الحكم هو “نتيجة سياسته المضطربة .. اذ ان الشرق الاوسط غارق في الفوضى، والعراق وافغانستان اصبحا اقل استقرارا مما مضى”.
اما صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” فقد ذكرت اقطاب معسكر الحرب في الداخل الاميركي بسلوك “روسيا المتحضر في الأمم المتحدة مؤخراً. اذ صوتت لصالح قرار مجلس الأمن الذي يدعم السيادة الليبية، وادانة أي محاولات لسرقة نفط ليبيا”. أما استخدام الولايات المتحدة لقوتها العسكرية “فقد حظي بدعم واسع في الأمم المتحدة” بخلاف الاجراء الروسي الاخير، كما قالت.
وطالبت المونيتور بالحفاظ على سبل التعاون مفتوحة مع روسيا “بالرغم من موقفها في اوكرانيا .. اذ إن مساندتها لجهود الأمم المتحدة أمر ضروري”.
15/5/140325