عبدلله قمح
عندما يتم غزو شمال اللاذقية في مناسبتين، وتحصل في واحدة منها إبادة جماعية لطرف مُحدّد، وفي الثانية إبادة تاريخية لطرف آخر، أيضاً مُحدّد، وعندما يعبر المقاتلون الشيشان «على عينك يا تاجر» نحو سوريـا، وعندما يُدعم هؤلاء علناً بعد «سقوط القرم»، وعندما يعبرون من الاراضي التركية، أعلم انّ سُلطات العثمانيين الجُدد تقف خلف ذلك.
هذا الواقع السائد اليوم، الذي يفضح التآمر التركي المقصود ليس فقط على سوريا، جيشاً، دولتاً، وشعباً، بل على سوريا، تاريخاً وعرقاً، وهذا ما يتجلى اليوم فيما يحصل لمنطقة ريف اللاذقية «كسب» تحديداً من إبادة جماعية لتاريخ شعب كامل إستوطن هذه البلاد برضى أهلها، فأصبح جزءاً من نسيج شعبها.
معركة «كسب» أبعد من سوريا نفسها، تصل لما بعد المياه الدولية نحو حدود روسيا الاخذة بالتوسّع، وعيون تركيا تّراقب عن كثب، خائفة على نفوذ يكاد يضيع منها. هي تريد الرّد إنطلاقاً من العداء الروسي – التركي التاريخي، وعلى مبدأ «عدو عدوي صديقي» أبرمت تُركيا «جواز المُتعة» مع الشيشان أعداء الروس، والهدف إستهداف سوريا الجارة اللدود، وضرب مصالح روسيا العدو – المارد، فإختارت الشيشان لكي يكونوا سُلعة رخصية، تجزّهم في آتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل!.
عمِلت تركيا طوال أشهر طويلة من الصراع السوري لكسب الشيشان طرفاً إلى جانبها، اثار ذلك لا زالت ماثلة في معارك مطار منّغ، وغزوة اللاذقية (السابقة) وسائر المناطق الواقعة على خط الحدود التركية. آخر «الغيث» معركة «الأنفال» شمال اللاذقية، التي سُلّمت، قيادةً وعديداً إلى الشيشان بغطاء تركي سياسي – عسكري لينفذوا ما عجز الاتراك عنه طوال أعوام الحرب.
كتائب «أنصار الشام»، سُلعة رخصية من سلع الأتراك، التي تعتبر جزءاً من «الجبهة الاسلامية» المدعومة سعودياً. فصيل مُتشدّد أغلب عناصره من الشيشان، اُسّس قبل عام ونيّف واوكلت إليه مهمة «الساحل» وكان مُشاركاً بفعالية في الهجوم الأول بصحبة لواء «المجاهدون والأنصار» على ريف اللاذقية، هذا الثاني المُشكّل من شيشان ايضاً. إرتُكبت يومها المذابح بحق ابناء الساحل من العلويين. شكل مع كتائب أخرى إسلامية نواة «الجبهة الاسلامية» في تشرين الثاني الفائت.
تكشف مصادر مطلعة على نشاط الجماعات العسكرية الشيشانية تحديداً في سوريا، من انّ هذا التنظيم يقوده الشيشاني «أبو موسى»، هذا الأخير تربطه مع الأتراك علاقة تاريخية بدأت منذ أعوام حين دخلت تركيا على خط دعم الفصائل الاسلامية المتشددة في القوقاز، لاستمالتها نحوها بهدف إستخدامها لتحقيق الغاية التركية في إستعادة إمبراطورية تدعي انها «دولة خلافة».
تتحدث هذه المصادر فإن «أبو موسى» كان يشغل موقع قيادي هام في جماعة «جيش الخلافة» القوقازية التي لها صولات وجولات في قتال الروس. تشير المصادر وتتقاطع عن نقطة تلمح إلى إتفاق حصل منذ مدة طويلة، بين الإستخبارات التركية، وأبو موسى قضى بإستقدامه إلى سوريا بعد إنشقاقه عن تنظمه الأم، مع عدد كبير من المقاتلين الذين كانوا إلى جانبه لاستلام الأمور العسكرية في منطقة ريف اللاذقية القريبة من تركيا، مع تكفلها بتجهيز تنظيمه بكل ما هو مطلوب، لوجستياً وعسكرياً.
حصل ذلك. أول ظهور له ولتنظيمه الذي أطلق عليه «أنصار الشام» كان في «غزوة اللاذقية الأولى» في آب الماضي، يوم شارك إلى جانب «المجاهدون والأنصار» التابعة لـ «داعش» في تلك العملية البربرية التي ذهب ضحيتها المئات من المدنيين الذين قتلوا بدم بارد، وبعد فشل المُخطّط المُعد، لاحت في الافق بوادر أزمة بين التنظيمين دون قتال. شعرة معاوية قُطعت بينهمت، ما اثر سلباً على إعلان أي «مشاريع معارك» في المنطقة.
تقول المصادر انّ ذلك كان بسبب عدم نيّة تنظيم «ابو موسى» مشاركة «داعش» في أي معركة، بل كان يذهب إلى تحمليها فشل الغزوة الأولى، وكان شرطه الأساسي في مشاركته أو إستلامه أي عملية قادمة، خروج «داعش» من المنطقة. دخلت تُركيا على الخط وعُقدت الصفقة التي ضمنت إنسحاب «الدولة الإسلامية» وقتح الباب أمام «أنصار الشام» للبدء بالهجوم الذي كان يُحضّر له داخل الأراضي التركية بعناية، وفي النهاية، هذا ما حصل، فقرّرت «الدولة الإسلامية» الإنسحاب من ريف اللاذقية قبل أيام من بدء المعركة، وما يؤكد ذلك، هو بدء «معركة الأنفال» بعد أقل من إسبوع على إنسحاب «داعش» نحو إدلب عبر جبل التركمان.
يحتاج «ابو موسى» وتنظيمه للمقاتلين للبدء بالعملية. معلومات المستقاة عن المصادر العارفة بدور الشيشان في القتال السوري، تشير إلى انّ «الأتراك» فتحوا شركات طيارانهم على خط «القوقاز» شاحنين المقاتلين الشيشان إلى أرض «الجهاد» (وان واي تيكيت) عبارة عن تأشيرة دخول إلى الجنّة من البوابة السورية، عبر ضمهم إلى «أنصار الشام». شحن تركيا للمقاتلين الشيشان إلى سوريا، لم يتوقف هنا، بل على تركيا واجبات تقدمها إلى ضيوفها. ذهبت نحو فتح أراضيها، مُعسكرات لتجهيز هؤلاء لإيجاد الإنسجام المطلوب بين العناصر، وقامت بتقديم لهم كل ما يلزم، تحت إشراف مباشر من «ابو موسى» الذي تقول مصادرنا، انه أخذ منصب «أمير الهجوم»، القائد العسكري له، والذي يديره من داخل الاراضي التركية، بمشاركة ضباط من الإستخبارات العثمانية، والسعودية ايضاً، كون الاخيرة تمتلك حصة الأسد من دعم التنظيم مالياً، كونه جزء من الجبهة الإسلامية.
إتخذت ساعة الصفر لبدء الهجوم بعد ان دام التجهيز أشهر. وشعت الخطة بلمسة إستخباراتية تركية. بدء الهجوم نهار الاحد ما قبل الماضي وسط غطاء تركي عسكري واضح. دخل المقاتلون إلى الاراضي السورية مدعومين بعناصر سورية ايضاً، كان الهدف السيطرة على مثلث «كسب – سلمى – السمرا» في ساعات، لم ينجح ذلك.. اليوم دخل الهجوم مرحلة الإستنزاف مع عدم تحقيق شيء سوى نهب «كسب» الارمنية.
«وان واي تكت» ادى دوره على أكمل وجه في نقل الشيشان من القوقاز إلى كسب، والحجة قتال روسيا، كان الأمر يحتاج إلى ضوء أخضر مبني على سبب للبدء بالهجوم، تجمعت الأسباب وعلى رأسها سقوط «القرم».. قتال روسيا في سوريا لن ينجح في «كسب»، كما لم ينجح في «القوقاز» و «غروزني».. قتال روسيا سينقلب قتالاً ضد تركيا نفسها، حينما يحصل الإنقلاب، ويعض الكلب صاحبه.. ذلك يكون اليوم الذي تدفع فيه تركيا ثمن فعلتها بيدها.. والتاريخ سيتكرّر.
9/5/140402
ألا يكفبي أوردغان الدمية التي تحركها العجلة الصهيوأمريكية؟؟؟ألا يكفي أوردغان الخماط المختلس الذي يزق ويأكل ويعيش هو وأفراد أسرته على اموال السحت الحرام ؟؟؟ ألا يكفي أوردغان ما فعله الأوباش من أجداده العثمانيون عندما أوغلوا بسفك دماء الألاف من الأرمن ...أن قيامه بشحن البهائم والحثالة من الصم البكم من الشيشانين وغيرهم من كل نطيحة ومتردية لا يجدي نفعا ولا يغير من المعادلة شيء ...والله لو أتا أو جلب ( يأجوج ومأجوج ) لن يغير من المعادلة يشيء بعد أن أنقلب السحر على الساحر...( قل موتوا بغيضكم إن الله عليم بما تصنعون).