علي مخلوف
يتسع بيكار الحرب الباردة بين موسكو واشنطن، كانت البداية من ليبيا ثم مصر فسورية إلى أوكرانيا، استراتيجية واشنطن المعروفة هي اتباع القوة والصدام فوراً وهدفها من ذلك أن لا تزعزع صورة عظمتها وتحفظ ماء وجهها، فالأمريكي لديه سمعة السيطرة ولا يريد أن يغيرها في أنظار حلفائه لا سيما العرب!
أما الروسي فالمعلوم عنه أنه ابن بيئته، بارد كجليد حارق، مرن وغير قابل للكسر، وليس مصاباً بنشوة عودته كقوة عظمى كي يترجم ذلك بردات فعل رعناء.
بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية،اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة بالوقوف أصلاً وراء الأحداث الراهنة في أوكرانيا، وقال انها هي من يوجهها، موضحاً أنه في المراحل الأولى كانت الولايات المتحدة تفضل البقاء في الظل، واعتبر بوتين ان فرض المجموعة الأولى من العقوبات الأميركية على روسيا كان يمثل خطوة غير ودية تضر بالعلاقات بين موسكو وواشنطن، أما المجموعة الثانية “فمن الصعب تفسير سببها، وأضاف ان الحكومة الروسية اقترحت اتخاذ خطوات جوابية، لكنه لا يرى ضرورة في ذلك حتى الآن.
كلام بوتين يعكس مدى الغضب الروسي المخفي في عينيه الثعلبيتين، محاولاً ضبط نفسه على طريقة الكي جيب ي حتى في أكثر الظروف صعوبةً واستفزازاً، ظهر القيصر ببرودة سيبيرية لم يكن منفعلاً بل واثق وحذق، رأى أن العقوبات الأمريكية ضارة بالعلاقات الثنائية وهذه رسالة لوحدها تكفي أن تكون قد وصلت الأمريكي، بمعنى أن تضرر العلاقات بين موسكو وواشنطن سينعكس على العديد من الساحات المشتعلة أولها الساحة الأوكرانية، وثانيها وهذا الأهم على الساحة السورية، فيما ستبقى الساحة المصرية حلبة نزال بين اللاعبين الكبيرين.
بوتين قال أنه ليس من الضروري أن ترجمة اقتراحات حكومته الجوابية على أمريكا، إذاً فالرجل يعطي فرصةً للتهدئة علّ امريكا تتلقف المبادرة لترطيب الأجواء، وإلا فإن رد موسكو المؤلم الذي وعدته به ضد أمريكا وكل من عاقبهان سينعكس على الاقتصاد العالمي بحسب خبراء اقتصاديين، فضلاً عن السلم والأمن العالمي أيضاً.
6/5/140501