التقارير

محاربو القيصر ومقاتلو الكونغ فو في مواجهة رعاة البقر والنينجا!..

2243 2014-05-03

علي مخلوف

تتعزز فكرة المحاور والأحلاف والمعسكرات دولياً، فيما تتسع رقعة ساحات الحرب بين دولتين كبيرتين، أمجاد المطرقة والمنجل "السوفييتي" تداعب أفكار القيصر الشرس والصلب، فيما أساطير روما وحروبها "الفانتازية" لا تزال تصيب الأمريكي بشبق سادي للسيطرة على العالم.

في ظل هذه الحرب الباردة أعلنت وكالات أنباء عالمية عن مناورات عسكرية بحرية مشتركة بين الصين وروسيا ستجري في بحر الصين الشرقي في وقت لاحق من هذا الشهر، في وقت يدور فيه نزاع يتصاعد منذ العام 2012 بين بكين وطوكيو حول ارخبيل غير مأهول في المنطقة نفسها.

امريكا لديها حليفها الياباني، العدو الذي كان يقصف ميناء (بيرل هاربر) بالأمس، أصبح اليوم نينجا مهجن "نينجا بقبعة راعي بقر أمريكية" فيما الروسي تلقف خصم أمريكا وحليفها، فتقارب مع الصين المارد النائم الذي لم يخرج سوى رأسه من قمقمه.

ومن النزاع الدائر بين اليابان والصين، وبين الأوكرانيين ومن يسمونهم بالانفصاليين، وبين السوريين وما يُدعون بمجاهدي "الحرية" وما بين النظام السعودي وإيران، وما بين كوريا الجنوبية والشمالية ، اقتسمت كل من موسكو وواشنطن عملية قيادة المحاور عالمياً.

قد تكون تلك المناورات الروسية ـ الصينية رسالةً إلى الأمريكي وحلفائه، بأن العاصمة الحمراء الباردة لن تتوانى عن دعم أي حليف لها في وجه واشنطن، وقد نفهم من تلك المناورات أيضاً على أنها بداية الرد الروسي على العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد روسيا، لا بل قد تتبع تلك المناورات أخرى مشابهة لها بين موسكو وطهران فما المانع؟ لا سيما وأن روسيا تعلم مدى حساسية تواجد قطع بحرية عسكرية روسية في المياه القريبة حلفاء ألداء كأنظمة الخليج.

كما أن الساحة المصرية تُعتبر ساحة جذابة لكل من الروسي والأمريكي، فالأول يريد مغازلة العسكر باللعب على وتر التاريخ حيث كانت السوفييت الحلفاء الأقرب للعرب أيام ناصر58 والثاني يريد استقطاب فريق إسلاموي أو بديل علماني له يكون مضمون الولاء لليبرالية الرأسمالية الامريكية، فيما الساحة العراقية منتظرة لتختمر أكثر فهي الآن مشغولة بحربها على داعش العدو المشترك للكثيرين، ولاحقاً قد تكون الساحة العراقية ساحة أخرى من ساحات الحرب الباردة.

أما سورياً فلن نسهب في الحديث عنها لأنها كانت بوابة عودة أيام الزمن الجميل لذلك الروسي الحامل للثقافة القيصرية والتي لم تكن يوماً ثقافة احتلالية، كما هي حال أمريكا.

روسيا ضمن حلف تشكيلته (الصين، إيران، سوريا، العراق، فريق لبناني كبير، كوريا الشمالية وباقي دول البريكس) لن يكون بالأمر السهل تهميشه على امريكا أن تتأقلم مع هذا الواقع، ودائماً يبقى الحديث مبكراً على معاهدات واتفاقيات تعيد رسم الخارطة العالمية الجديدة بتوافق أممي.

عربي برس

16/5/140503

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك