ابراهيم عبدالله
... قد ينظر البعض الى زيارة امير الكويت الى طهران على انها عادية الا ان المراقبين يرون ان مفاعيلها سبقت نزول الامير من طائرته في طهران وستمتد لترسم مشهداً مغايراً عما هو عليه الآن في المنطقة .
الباحث الاستراتيجي امير موسوي يرى في حديث لموقع المنار ان زيارة الامير صباح الاحمد الصباح الى طهران تأتي في سياق ثلاث صفات :
الاولى انه امير للكويت الدولة الجارة والمهمة في المنطقة ، والثانية انه رئيس لمجلس التعاون الخليجي، والثالثة انه الرئيس الحالي لجامعة الدول العربية.
ملفات الزيارة تندرج تحت ثلاثة عناوين:
العنوان الاول: لمد الجسور على المستوى المحلي والاقليمي، وتعزيز القضايا الثنائية حيث تم ابرام اتفاقيات مهمة في المجالات الاقتصادية الثقافية والامنية، وفي مجال العلاقات بين طهران والكويت ، جرى ترتيب العديد من الملفات ، وتشكيل لجان لمتابعة تطوير وتعزيز الروابط بينهما .
وفي الموضوع الاقليمي، بحث الزائر مع كبار المسؤولين الايرانيين مواضيع عدة: في الملف العراقي يؤكد الموسوي ان لدى ايران والكويت مشتركات مهمة في هذا البلد، فالدولتان عارضتا احتلال صدام حسين لدولة الكويت ، ولديهما علاقات طيبة مع الحكومة المركزية في بغداد ، وهذا يساعد كثيرا في ترطيب الاجواء في المنطقة.
العنوان الثاني: العلاقات الايرانية -السعودية ، فامير الكويت استطاع ان يلعب دور الوسيط ، ويتوقع الموسوي ان تطرأ تطورات مهمة على مستوى العلاقات بين طهران والرياض خاصة ان هناك تصريحات مهمة لوزير الخارجية السعودي في الآونة الاخيرة تجاه الجمهورية الاسلامية.
العنوان الثالث: موضوع الازمة السورية ، فامير دولة الكويت يمتلك نظرة تختلف عن باقي الزعماء والرؤساء في المنطقة ، وهو يؤيد اي توجه يساعد على الحل السياسي ، فكان هناك تفاهم بين طهران والكويت بالنسبة لمقاربة الملف السوري.
وبخصوص غيرها من الملفات الساخنة في المنطقة، يعتبر امير الموسوي ان التطور الايجابي في ملفات اليمن والرئاسة في لبنان والبحرين مرتبط بتطور العلاقات الايرانية السعودية اذا ما استطاع امير الكويت مد الجسور بين طهران والرياض حينها هذه الملفات تعالج بصورة اسرع ، وبالتالي الزيارة تعتبر تاريخية ومفصلية ، ويمكن ان نرى اصطفافات جديدة في المنطقة ، بالاضافة الى وجود رسائل بُعثت من قبل العرب الذين تطاولوا على محور المقاومة والممانعة في المنطقة خصوصاً سوريا وحزب الله، واشار الموسوي الى ان طهران التقطت من خلال الزيارة العديد من الاشارات، فالقادة العرب وبالاخص الخليجيون يطالبون بترميم العلاقات مع المقاومة ، وسوف تظهر نتائج ذلك في القادم من الايام. وخير دليل على ذلك بيان قمة الكويت الذي حيا مقاومة لبنان بانتصارها على العدو الاسرائيلي في عدوان تموز 2006.
ولفت الى ان هذه الزيارة سوف "تؤسس لمشهد سياسي جديد نتيجة المراجعة لمجمل المواقف للدول التي تطاولت على محور المقاومة وانهزمت نتيجة فشل مخططاتها ورهناتها فيما خص الازمة السورية واسقاط الدولة"، مشيراً الى ان هذه الدول "فهمت ان الجمهورية الاسلامية تتجه لتوقيع اتفاق نهائي مع مجموعة (5+1) ، وان هذا الاتفاق سيكون لصالح محور المقاومة ".
واكد ان "قيادة المقاومة في لبنان على علم بحجم المتغيرات الحاصلة في دول المنطقة وخاصة الدول المتآمرة على محور المقاومة" لافتاً الى "ان فحوى الزيارة قد رشح منها رغبة العديد من العرب بترميم العلاقة مع حزب الله وبالتالي سوف ينعكس ذلك ايجاباً على الاستحقاق الرئاسي والذي يصب في خانة مرشح المقاومة" .
9/5/140603
https://telegram.me/buratha