التقارير

أمريكا تقبل «الواقع السوري» وتشارك إيران في العراق

1680 12:31:20 2014-06-16

د. عامر السبايلة *كاتب وباحث أكاديمي اردني

مع تطور مسار الاحداث في المنطقة، تجد واشنطن نفسها خارج المعادلة الشرق أوسطية.. سورية لم تسقط، لا بل ان الرئيس الأسد جدد وجوده عبر انتخابات رئاسية، وحزب الله تحول للاعب اقليمي.. الرئيس السيسي هو كذلك عبر الى منصب الرئاسة، حتى حلف امريكا الخليجي دخل في مخاض اعادة تقييم العلاقة، بعد الخلاف مع واشنطن على مجمل تفاصيل مشهد التعامل مع كل هذه الملفات.

الدخول الجديد لواشنطن الى المعادلة الشرق أوسطية التي أغلقت فيها واشنطن ابواب سورية ومصر، قد لا يتم بسهولة، مما يستدعي ايجاد حلف يشترك في هدف رئيسي هو مكافحة الارهاب.

من اللافت رصد طريقة تسويق التلفزيونات الامريكية للاحداث في العراق، بطريقة تفوق اية تغطية اوروبية أخرى، مما يعطي الانطباع أن الولايات المتحدة تسعى لتعويض الفشل السياسي، عبر تهيئة الراي العام الامريكي لموضوع ضرورة مكافحة الارهاب، الذي يبرر حالة الفشل السياسي التي لحقت بالديمقراطيين، خصوصا على بعد أشهر قليلة من انتخابات الكونغرس.

منطقيا يعد موضوع التعامل مع التوسع الارهابي الخطير عاملا مهما للجمع بين كل الدول المتصارعة. لذلك فالتفاهم الامريكي الايراني يتحول منطقيا في العراق الى شراكة مقبولة من الجميع بحجة مكافحة الارهاب. حتى تركيا ستسعى للالتحاق بركب مكافحة الارهاب بعد ضمانها ما سعت اليه في موضوع قدرة اقليم كردستان على انجاز بيع نفط الشمال دون الرجوع الى الحكومة المركزية، وبهذا يضمن أردوغان اعادة انتاج نفسه والخروج من أزمة فشل مشروعه في المنطقة.

الحقيقة أن وجود ايران والولايات المتحدة في خندق مواجهة الارهاب نفسه في العراق، هو سيناريو يؤسس للمرحلة القادمة، التي يمكن ان تتضمن القبول الامريكي للواقع السوري وما بعده، خصوصا ان وزير الخارجية كيري كان قد زار لبنان، وتوجه بالطلب المباشر لحزب الله في المساهمة بانهاء الازمة في سورية.

كثيرة هي التوقعات للمرحلة القادمة، لكن أبرزها قد يكون بروز دور كبير للبشمركة في انهاء الازمة الامنية، ودخولهم على مسار مواجهة الجماعات الارهابية.

بالاضافة الى احتمالية ظهور صيغ من التفاهمات الامريكية الايرانية بخصوص الوضع السياسي للعراق، من دخول شخوص جدد للعملية السياسية، واحتمالية التعامل مع واقع سياسي جديد في شمال العراق.

أما بوصلة المصالح السياسية فتشير الى ان المسار المنطقي للامور يظهر مصلحة حقيقية لمجمل الاطراف المأزومة من فشل أنقره ومشروعاتها في المنطقة، وخصوصا في سورية ومصر.. هنا تلتقي المصلحة التركية مع مصلحة اقليم كردستان وحتى اسرائيل التي ترى فيما يجري ضربة مهمة لايران التي بسطت سيطرتها السياسية على الاقليم.

بالاضافة الى ان سياق الامور وطريقة وسرعة انهيار المدن العراقية، يعزز فكرة عدم قدرة الحكومة المركزية على ضمان أمن الشمال العراقي، وبالتالي ضرورة التدخل التركي خصوصا بعد تعرض رعايا اتراك لحالات اختطاف.

اما الجزئية الثانية التي قد تعزز هذه الفرضية فتتمثل بتضخيم قدرة قوات البشمركة على اعادة الامن والتغلب على تنظيم داعش.

كل هذه المعطيات قد تعزز مستقبلا فكرة انفصال كردستان التي باتت تصب في مصلحة الاكراد وتركيا واسرائيل بالاضافة طبعا الى الولايات المتحدة الساعية لتعويض فكرة سقوط العراق بيد ايران.

تجدر الاشارة هنا الى ان الصراع بين انقرة وبغداد كان قد تأجج في عدة محطات، كان آخرها موضوع السماح لكردستان ببيع نفط الموصل وكركوك بقرار فردي دون الرجوع الى الحكومة المركزية.

اما وصول الارهاب الى الحدود العراقية الاردنية سيتطلب من الاردن استباق الخطر القادم واللحاق بركب مواجهة الارهاب الاقليمي، لكن معظم القراءات تشير الى أن الاردن سيبقى عاجزا عن فتح خطوط مباشرة مع الايرانيين، مما قد يعني ارتهانه للرؤية الامريكية مجددا.

في المقابل قد تكمن مساحات المناورة عند الاردن اليوم بالسعي لفتح خطوط تواصل مع السوريين مباشرة، والتواصل مع الاماراتيين والسعوديين والمصريين، واعتبار ان الاردن يواجه تحديات لا تقل خطورة عن كل ما يجري في المنطقة.

13/5/140616

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك