التقارير

المنطقة بين الجاهليّة والمجهول

1789 08:06:54 2014-06-21

عدي رستم

تعيش المنطقة الآن عشيّة فوضى إسلاميّة ناجمة عن توازنات عديدة، فالعيون اليوم كلها شاخصة إلى العراق وما يحدث فيه من فوضى وهابية إرهابية ردّاً على نجاح الرئيس الدكتور بشار الأسد في سورية، وبذلك يكون أقفل باب المراهنات على كسر الحلقة السورية، فتقرّر الانتقال إلى العراق والعبث باستقراره بعد انتصار المالكي وفشل الجميع في محاولات إسقاطه.

ما يحدث في العراق ليس إلاّ رؤية سورية أدركتها بعد التحركات التي شهدتها في الداخل السوري كانت بحنكة القيادة السورية، إذ تمثل الذكاء الاستراتيجي للقيادة السورية بنجاحها في إرجاء لحظة تبلور المواقف لتشبيك قاطرة المعركة على سورية بقاطرة ما سُمّيَ «الربيع العربي» والمعركة المستقبلية لتحجيم النفوذ الإيراني المتعاظم، وتحديد الدور الروسي العائد إلى الساحة السياسية بقوة، خاصة بعدما ساد النظام العالمي مرحلتين هما مرحلة القطبية الأحادية ومرحلة اللاقطبية، وهاتان المرحلتان ليستا بنظامين عالميين جديدين لغياب قواعد اللعبة الدولية في مرحلة القطب الواحد، وليستا نظامين جديدين لعدم قدرة مرحلة اللاقطبية على أن تكون نظاماً دولياً جديداً.

ظهر أنّ ما يحصل في سورية من إرهاب تكفيري ليس ثمرة دعوات إلى إقامة دولة مدنية تبشر بقدوم المجتمع المدني بجاذبية الشعارات المطروحة في الساحة السورية. ما قامت به داعش في غرب العراق وخطر تمدّدها على أنقاض «القاعدة» التي فشلت في سورية تمثل بسقوط الموصل وصلاح الدين وانضمام مجموعة من الفرق تحت لوائها ليس سوى رسالة تركية سعودية تعبّر عن حجم الخسارة التي مُنيت بها كل من تركيا التي فشلت في سيطرتها على مناطق استراتيجية ككسب وغيرها، والسعودية في وقف النفوذ الإيراني الممتدّ، حيث أن ثمة تفاهماً أميركياً إيرانياً أبعد من البرنامج النووي إلى التنسيق الأمني والاستراتيجي في المنطقة، علماً أننا على مشارف الاستعداد لانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان، وواشنطن معنية ببلوغ هذا الاستحقاق.

تركيا والسعودية تتصرّفان بمنطق حلاوة الروح، وهذا تصرف مفهوم لدولة تريد أن تملأ فراغاً في لحظة انفلات تاريخي، فتفعل ما تراه مناسباً إما لكسب معيّن أو لإنقاذ ما تبقى من ماء الوجه أو لتحسين الموقع التفاوضي عندما تحين لحظة القسمة والتفاهمات الدولية في المناطق الاستراتيجية.

هل انتقلت أميركا من سياسة الاحتواء المزدوج التي ثبت فشلها بعدما تكرّس النصر السوري بأن تحتوي كلاً من الجرثومة واللقاح لتصل في نهاية المطاف إلى الاصطفاف في خندق كلّ من يقاتل الجراثيم؟

.............

البناء

..........

22/5/140621

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك