التقارير

بطش (داعش) الارهابي يكمم أفواه الموصلين برغم تفاقم أوضاعهم المعيشية

2477 00:41:53 2014-07-02

لم تتحدث أم عمر التي تسكن في منطقة الدواسة وسط الموصل، بأي تفاصيل عن أوضاع مدينتها حين اتصل بها ابن عمها ماجد عبد القادر (أبو ايهم)، من بغداد، واكتفت بالقول "نحن بخير والحمد لله، الأمور على ما يرام"، وقطعت الاتصال.

أم عمر ليست استثناءً في ظل الظروف "بالغة الصعوبة" التي تعيشها المدينة نتيجة سيطرة الارهابيين عليها ما أدى إلى نقص كبير بالخدمات والمحروقات والمواد الغذائية وعدم صرف رواتب الموظفين، فضلاً عن بدء عمليات القصف من قبل القوات الحكومية.

ويقول الموظف الحكومي أبو ايهم، في حديث إلى صحيفة (المدى)، إن "الخوف يسيطر على أهالي الموصل ويجعلهم لا يتحدثون كثيراً عبر الهاتف خشية المراقبة والتنصت على شبكات المحمول"، ويبين أن "اهالي الموصل يترددون في الحديث عن الجماعات المسلحة وداعش الارهابية حين نتكلم معهم، ويكتفون بالتلميح".

ويضيف أبو أيهم، أن "مجموعة من أقاربي اضطروا إلى النزوح للعاصمة بسبب سوء الخدمات وتردي الوضع الأمني مع بدأ عمليات القصف الجوي للموصل".

إلى ذلك يقول الإعلامي الموصلي، سلام عبد الرحمن، مستخدماً اسماً مستعاراً، في حديث هاتفي إلى صحيفة (المدى)، إن "الوضع الخدمي في المحافظة يسير من سيء إلى أسوأ بسبب الخوف من أفعال الجماعات الارهابية التي تسيطر على المدينة، بالإضافة الى عدم صرف رواتب موظفي الدولة ما أثر على الوضع المادي للمواطنين"، ويؤكد أن "الموصل تعيش أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل غياب واضح لعمل الوزارات الحكومية وعدم تدخل المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات داخلها".

ويبين عبد الرحمن، أن "محافظة نينوى تعيش أزمة مشتقات نفطية من وقود للسيارات وكاز الديزل الذي يستخدم في تشغيل مولدات الكهرباء الأهلية، والغاز السائل"، ويشير إلى أن "سائقي السيارات ينتظرون بطوابير طويلة ويبيتون يومين إلى أربعة أيام على أبواب محطات تعبئة الوقود من اجل الحصول على 20 لتراً".

ويذكر الصحفي الموصلي، أن "الأهالي بدأوا يضيقون ذرعا بأفعال الجماعات الارهابية مثل إزالة التماثيل والنصب الفنية وهدم بعض قبور الأولياء"، ويلفت إلى أن "الموصلين رفضوا تلك التصرفات إلا أنهم يتخوفون من بطش تلك الجماعات المتشددة".

ويتابع عبد الرحمن، أن "الأهالي يتعرفون من خلال القنوات الفضائية على تصريحات اعضاء مجلس محافظة نينوى وانتقادهم لأداء الوزارات الحكومية، التي لم تقدم اي خدمات خلال 20 يوما".

وعن أبرز التحديات التي تواجه أهالي الموصل، تحدثت الصحفية سرى عادل، عن "عدم وجود سيولة نقدية لدى أغلب المواطنين في المدينة بسبب عدم صرف الرواتب، والنقص الكبير في المواد الغذائية، وعدم وجود مفردات البطاقة التموينية ونفادها من مخازن التجارة التي كان يستخدمها داعش خلال الأيام الماضية".

وتؤكد عادل، في حديث إلى صحيفة (المدى)، بعد نزوحها إلى منطقة آمنة خارج الموصل، أن "المؤسسات الخدمية مثل دوائر الصحة والماء والكهرباء والمجاري والصرف الصحي تعمل بصورة شبه منتظمة، إلا أن المؤسسات الاخرى مثل التربية والتعليم والتجارة والضريبة قد اغلقت ابوابها ولم تعد تعمل"، وتبين أن "شبكات الانترنت متوقفة بصورة تامة الامر الذي يصعب التواصل مع الأهل والاصدقاء".

بدوره توقع جميل الناصر، المراسل الصحافي من أهالي الموصل، أن "تكون الأيام المقبلة أشد قساوة على أبناء محافظة نينوى بسبب نفاد الوقود والمشتقات النفطية وعدم صرف رواتب موظفي الدولة وبسبب ترك الحكومة المركزية محافظة نينوى بلا اي حلول للمشاكل الخدمية والانسانية التي بدأت تتفاقم نتيجة تزايد عمليات القصف الجوي على مواقع ارهابيي داعش وحدوث عمليات عسكرية واسعة بسبب اغلاق الحكومة لجميع منافذ المحافظة".

ويضيف الناصر، وهو اسم مستعار فضل استخدامه نظرا لخطورة الوضع في الموصل، في حديث إلى صحيفة (المدى)، أن "المحافظة تشهد اوضاعا انسانية صعبة وبغياب واضح للمنظمات الانسانية والجهات الحكومية التي تتمثل بوزارات  الهجرة وحقوق الانسان وغيرها من الوزارات الخدمية"، ويشير إلى أن "بعض المنظمات الانسانية الدولية تعمل لإغاثة النازحين في المناطق الامنة التي ليست تحت سيطرة داعش".

ويذكر الصحفي الموصلي، أن "المواطنين يخافون من تصرفات الجماعات المسلحة، ويحذرون من القيام بسلوكياتهم الاعتيادية خوفا من تشدد تلك الجماعات التي فرضت بعض الاحكام الاسلامية المتشددة على المواطنين ومثال ذلك وثيقة المدينة التي رفضها الموصليون".

كان تنظيم داعش الارهابي قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران المنصرم)، واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من الارهابيين المعتقلين، ما أدى إلى نزوج مئات الآلاف من أسر المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان، كما امتد نشاط داعش الارهابي ، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك