انفردت جريدة " فيتو " في عددها الصادر الثلاثاء الماضى بالكشف عن تفاصيل المؤامرة التي يخطط لها رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان لتمزيق الدول العربية مستخدما تنظيم "داعش" الإرهابى.
الزميل عامر محمود يكشف العلاقة بين تنظيم "داعش" وجماعة الإخوان الإرهابية، ويفضح تفاصيل الاتصالات بين التنظيم الإرهابى، والرئيس المعزول محمد مرسي قبل أن تطيح به ثورة 30 يونيو المجيدة.
قبل أن تقرأفي بدايات عام 2013 انفردت "فيتو" بالتفاصيل الكاملة الخاصة بمخططات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، ومرت الأيام والشهور وتوالت المفاجآت في هذا الملف.
فكلمة "داعش" باتت تثير الرعب في المنطقة بأسرها خاصة مع الانتصارات المتتالية، التي يحققها هذا التنظيم الغامض بعض الشيء في البلاد المتواجد بها.
وقبل الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في ثورة 30 يونيو 2013، كشفت "فيتو" أيضا تفاصيل غاية في الخطورة خاصة بتعاون جماعة الإخوان مع "داعش" والاتصالات الدورية بين الطرفين عبر وسيط هو رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان".
لكن الأمور تتطور سريعا والانتصارات العسكرية التي يحققها تنظيم "داعش" تتلاحق لتظهر قوة هذا التنظيم، الذي خرج من رحم "القاعدة" ليحقق انتصارات عسكرية أكبر من تلك التي حققها التنظيم الأم.
وبين عشية وضحاها باتت "داعش" تهدد دول المنطقة بأسرها، فالجميع باتوا أهدافا لهذا التنظيم الذي ما إن دخل قرية حتى أفسد فيها وارتكب مجازر وجرائم لا حدود لها.
إذن فما الذي يحدث؟ وما السبب وراء تلاحق الأحداث بهذا الشكل دون سابق إنذار، أو حتى مجرد توقع من المحللين السياسيين والإستراتيجيين الذين تعج بهم شاشات الفضائيات ليل نهار؟!
"الخطة"وفقا للمعلومات التي حصلت عليها "فيتو" فإن حرب "داعش" في العراق ما هي إلا بداية لحرب كبرى يجهز لها التنظيم تحت مسمى حرب "استعادة الخلافة الراشدة".
المعلومات تشير إلى أن هناك خطة وضعها التنظيم بالاشتراك مع زعماء دول بمنطقة الشرق الأوسط خلال نهايات 2013 بعد سقوط حكم الإخوان في مصر، وهي الخطة التي تستهدف إقامة خلافة إسلامية شاملة تضم منطقة الشمال الأفريقي "مصر، ليبيا، المغرب، تونس، الجزائر، السودان، وموريتانيا" إضافة إلى دول الشام "العراق، الأردن، سوريا، لبنان، وقطاع غزة من فلسطين"، وهناك أيضا ضمن المخطط دول الخليج كاملة بما فيها المملكة العربية السعودية.
"أردوغان يظهر"هذا المخطط الذي كشفته بعض المصادر النافذة في العراق وسوريا لـ"فيتو" يبدأ من دولة "تركيا" ومن زعيمها "رجب طيب أردوغان"، فوفقا للمعلومات فالرجل تواصل مع زعماء التنظيمات المتطرفة في المنطقة لتحقيق هدفه الشخصي بإضافة لقب "خليفة المسلمين" للمناصب التي شغلها!
وهو الأمر الذي فضحته صحيفة «ادينلك ديلي» التركية، التي استطاعت أن تجري لقاءات مع مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام «داعش»، بعد أن وصلوا إلى العاصمة التركية أنقرة لتلقي العلاج بمستشفيات الحكومة هناك.
وأوضحت الصحيفة أن الشعب التركي أصيب بالصدمة بعد التصريح الذي نشرته الصحيفة من خلال مسلحي «داعش»، الذين وجهوا الشكر لحزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا، لتوفيرهم العلاج لهم في مستشفيات العاصمة أنقرة الحكومية بعد إصابتهم باشتباكات مع الجيش العراقي بالموصل.
وكشفت الصحيفة تلقى زعيم إحدى خلايا «داعش» بسوريا العلاج من مرض مزمن بالكلى بمستشفيات أنقرة الحكومية، والذي أكد بدوره للصحيفة أنه وزملاءه من مسلحي داعش تلقوا كثيرا من الدعم من حكومة حزب العدالة والتنمية التركي منذ بدء الأزمة السورية.
وأكد الزعيم خلال لقائه بالصحيفة أن التنظيم لم يكن ليصل لما وصل إليه من تقدم الآن دون دعم تركيا وسماحها لهم باستخدام حدودها لتمرير المقاتلين والأسلحة إلى سوريا والعراق.
وأوضحت الصحيفة أن مقاتلي داعش يجرون تدريباتهم القتالية بقاعدة إنجرليك الأمريكية الموجودة بمنطقة أضنة التركية، ووفقًا لمصادر في وسائل الإعلام التركي، فإن واشنطن اكتشفت إجراء داعش تدريباتها في الأراضي التركية، وأن إحدى الدول الخليجية تمول هذه التدريبات بمبالغ تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار.
يأتي ذلك بالتزامن مع بعض المعلومات التي سربها مسئولون عراقيون رفيعو المستوى عن وجود وحدات عسكرية تابعة لداعش بالقرب من قاعدة إنجرليك الأمريكية في تركيا، فيما كان سيزجين تانريكولو النائب التركي بحزب الشعب الجمهوري قد كشف عن تورط أربعة من ضباط المخابرات التركية في تدريب مسلحين تابعين لداعش لتنفيذ عملياتها بالعراق.
وأوضحت الصحيفة التركية أن الضباط الأربعة التابعين للمخابرات التركية المتورطين في تدريب مقاتلي داعش، قد تم احتجازهم من قبل الجنود العراقيين، والذين أدلوا لهم بهذه الاعترافات بعد القبض عليهم.
من جانب آخر كشفت الصحيفة التركية عن بدء ظهور نشاطات حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم في الظهور تدريجيا داخل العراق بعد توغل تنظيم «داعش» داخل العراق وسيطرته على أجزاء كبيرة منه.
وأشارت الصحيفة إلى وجود محادثات ليلية بين حزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأتباع داعش، بعد حادثة اختطاف موظفي القنصلية التركية بالموصل لوضع صيغ مختلفة لإنهاء الأمر بعدما فشلت فكرة تسليم الرهائن الأتراك إلى الجنرال هاشم جاماس القائد السابق بالحرس الجمهوري لصدام حسين.
واستمرت المحادثات ليوم ثان عقب حادثة الاختطاف على الحدود التركية بين قادة من المخابرات التركية وقادة من داعش اتفق فيها الطرفان على تسليم المخطوفين إلى وفد رسمي تركي ولكن الحكومة التركية حاولت الابتعاد عن هذا الاقتراح لعدم نقل صورة التفاوض بشكل رسمي بين الحزب الحاكم وهذه الجماعات التي تعتبر «إرهابية» دوليا.
اجتماعات إسطنبولالتواصل التركي مع "داعش" وأخواتها لم يكن وليد الأحداث الأخيرة التي وقعت في العراق لكن سبقه ترتيبات واجتماعات مكثفة شهدتها مدينة إسطنبول التركية في أغسطس 2013 بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي من حكم مصر، فقد تيقن وقتها أردوغان أن خطته في الاعتماد على إخوان مصر لتحقيق حلمه كان مصيرها الفشل.
وجاءت اجتماعات إسطنبول التي استطاع فيها أردوغان بمساعدة القيادي الإخواني الهارب الدكتور محمود عزت وعبر حركة «حماس» التنسيق مع بعض التنظيمات المسلحة الموجودة في سيناء لتنفيذ مخططاته، وعلى رأس من تواصل معهم «أردوغان» شخص فلسطيني كنيته «أبو النضال» وهو زعيم لحركة تحمل اسم «التوحيد» كانت «فيتو» قد انفردت في فبراير 2013 بنشر تفاصيل نشأتها وتحركاتها، بدأ تشكيلها في سيناء أواخر عام 2011، واعتمدت على بعض الفلسطينيين والسوريين والمصريين والليبيين الهاربين من بلدانهم منذ سنوات ومعظمهم يعيش في جبال وكهوف أفغانستان منذ حقبة التسعينات من القرن الماضي.
ظهور قوي لـ"داعش"وبالتوازي مع اجتماع إسطنبول وفي خطوة لها دلالات خطيرة، قامت مؤسسة الشام، وهي مؤسسة إعلامية، كما تعرف عن نفسها، داعمة للدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" – كانت وقتها تابعة لتنظيم القاعدة - يشرف عليها مجموعة من إعلاميي الدولة المتواجدين في ساحات الشام، بنشر خريطة تحت عنوان «خريطة تبين امتداد الشام» تبين حدود ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام، وتشمل هذه الخريطة بالإضافة إلى العراق وسوريا والأردن ولبنان أجزاء من المملكة العربية السعودية وأجزاء من مصر أيضًا.
وبحسب الخريطة المنشورة من قبل مؤسسة الشام الإعلامية الجهادية، فإن سيناء التي تنشط فيها خلايا السلفية الجهادية تعتبر جزءًا لا يتجزأ من الدولة الإسلامية في العراق والشام بزعامة الأمير "أبو بكر البغدادي"، وقد جاء نشر هذه الخريطة بالتزامن مع تسريب أنباء من قبل مواقع جهادية تابعة للدولة تتحدث عن قيام مجموعات جهادية في سيناء بمبايعة "أبو بكر البغدادي" أمير داعش والانضواء تحت جناح دولته، الأمر الذي كان وقتها يحمل مؤشرات خطيرة تشير إلى أن البغدادي لديه نية في تمديد دولته وتوسيع دائرة نشاطه حتى تشمل منطقة سيناء المصرية مع ما يترتب على هذا الأمر من تداعيات أمنية وسياسية خطيرة قد تنعكس آثارها على المنطقة بأسرها.
وقد أكدت مؤسسة الشام أن «سيناء هي جزء من الشام كما هي تبوك» مع إعلانها ما سمته «بشرى» تزفها إلى العالم الإسلامي بأن مجاهدي سيناء بايعوا دولة الإسلام وأميرها البغدادي.
التواصل مع الإرهابيينبعدما نجح "أردوغان" في التواصل مع "أبو النضال" بدأ في توسيع دائر اتصالاته، فالرجل بدأ في إجراء اتصالات موسعة مع عدد من قادة التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق واليمن ليدعوهم لمساندته، ومساندة "إخوان مصر".
وأجرى «أردوغان» اتصالات مباشرة مع «أبو بكر البغدادي» واسمه الحقيقي إبراهيم عواد إبراهيم السامرائي ويلقب بـ«أبو دعاء».. وهو أحد أبرز قادة تنظيم «القاعدة» وزعيم «داعش».. وتم التوافق بين الاثنين بعد تدخل قيادي في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين كنيته «أبو عبيدة».
خطة «أردوغان» مع «البغدادي» اعتمدت على قيام الأخير بتوسعة حدود دولته المزعومة لتضم إلى جانب العراق وبلاد الشام وشبه جزيرة سيناء، وأقنع «أردوغان» «البغدادي» بخطته وأخبره أنه لن يجد أدنى مقاومة في سيناء، ومنها يستطيع أن ينطلق الرجل في الشمال الأفريقي ليوسع حدود دولته وينشئ الخلافة الكبرى.
الخطة «الأردوغانية» التي تم التنسيق فيها مع «البغدادي» اعتمدت على استخدام «كتيبة بغداد» التي يتزعمها شخص كنيته «أسد الموصلي» وهو عراقي الجنسية ويبلغ من العمر 43 عامًا.. وتم في هذه الخطة الاتفاق على تشكيل لواء عسكري من «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين»، ويتم تسهيل دخول مرور أعضاء هذا اللواء إلى مصر ودول الشمال الأفريقي سواء من أنفاق غزة أو من الحدود السودانية.
ووفقا للمعلومات فإن الكتائب المسلحة التابعة للبغدادي والتي ستدخل الشمال الأفريقي ستقوم بعمليات تفجيرية واسعة النطاق.
واتفق "أردوغان" مع "البغدادي" و"الموصلي" على ضرورة تشكيل 12 لواء عسكريا على رأس كل منهم قيادي ميداني من كبار قادة التنظيمات المسلحة.
وبعد هذا الاتفاق بدأ "الموصلي" في شراء ذمم بعض القادة العراقيين ليخلوا له ساحة المعركة ويصدروا أوامر للجنود بالانسحاب، وهو ما حدث فعليا أثناء اقتحام "الدواعش" للموصل العراقية.
"القائم".. هنا مقر المؤامراتومع اجتياح "الدواعش" للموصل وبعض المدن العراقية بدءوا في التجهيز لتنفيذ خطة إنشاء دولة "الخلافة الراشدة"، فاختاروا مدينة "القائم" الموازية للحدود العراقية السورية مقرا لقادتهم.
ومدينة القائم أو حصيبة أو حصيبة الغربية، تقع غرب العراق على بعد 480 كيلو مترا شمال غرب بغداد على ضفاف نهر الفرات ضمن محافظة الأنبار، محاذية للحدود العراقية السورية، عندها يدخل مجرى نهر الفرات الأراضي العراقية، تسكنها عشائر الدليم والراويين والعانيين والهيتاويين، حسب النظام السابق عام 2003 م يبلغ عدد سكان القائم نحو 250 ألف نسمة وحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة عام 2004 م يبلغ عدد سكانها نحو 170 ألف نسمة، ويقع جنوب مدينة القائم حقل عكاس ويضم كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي.
الانتقال للشمال الأفريقيوتعتمد خطة الدواعش كذلك على ضرورة الانتشار في دول الشمال الأفريقي وبقوة نظرا لشراسة مواطني هذه الدول ودفاعهم المستميت عن أراضي وطنهم ضد أي تدخل.
ووفقا للمعلومات فإن "رجب طيب أردوغان" استطاع بمساعدة "راشد الغنوشي" زعيم حركة النهضة التونسية التواصل مع بعض زعماء الجماعات المتطرفة في الشمال الأفريقي ليعمل على تسهيل مهمة "داعش" وزعيمها "أبو بكر البغدادي".
فقد استطاع الغنوشي فتح قنوات اتصال مباشرة بين البغدادي وزعماء مجموعات مسلحة متطرفين في ليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا والسودان، وبعضهم بايع "البغدادي" أميرا للمؤمنين!
ظهور "دامس"وخلال اليومين الماضيين اهتمت وسائل الإعلام العالمية بظهور تنظيم جديد تابع لـ "داعش" في منطقة الشمال الأفريقي يحمل مسمى "دامس"، وهذه الكلمة اختصارا لـ "الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي".
يأتي ذلك في الوقت الذي رصدت فيه مصالح الأمن في منطقة المغرب العربي حركة ذهاب وعودة لعدد من المسلحين الذين توجهوا للقتال في سوريا والعراق بدافع الجهاد، فوجدوا أنفسهم في قبضة تنظيم "داعش".
وهناك أكثر من 7 آلاف عنصر من الذين كانوا يقاتلون في سوريا عادوا لبلادهم "ليبيا، الجزائر، والمغرب" خلال الشهرين الماضيين ولديهم تكليف محدد من أمير داعش يتمثل في إنشاء خلايا عنقودية مسلحة تابعة للتنظيم، وهي الخلايا التي ستتلقى أوامرها فيما بعد من مجلس شورى داعش الذي يديره "البغدادي".
فيتو
9/5/140706
https://telegram.me/buratha