التقارير

لماذا لم تشترك بدر بالمؤامرة على المالكي..؟!

3454 08:10:11 2014-08-15

الكاتب محمد الحسن

إنتهت الأحجية, وكُلف مرشح التحالف الوطني؛ بترشيحه حسم الأمر بنسبة كبيرة جداً, وصار معلوماً من يقود دفة الحكم للسنوات الأربعة المقبلة..غير إن الأمر لا يكون بالبساطة التي تكتب على ورقة, أو تُقصّ على الأجيال بنتيجة معروفة, سيما في الحالة التي نعيشها, فالأمر بحاجة إلى تفاوض معمق ومكثف في جو من الهدوء السياسي, بغية عدم تجاوز الشهر, الذي يمثل مرحلة عبور زمني من عراقٍ تميّز بأزماته الحادة, لآخر بحلة جديدة؛ بمثابة الأرضية الملائمة لنمو أجواء الحوار المؤدي لحلحلة الأزمات وبناء مفاهيم الدولة المؤجلة..!

مفاهيم توزّعت على قدر التنوع العراقي, فلم تعد جسور الترابط الإجتماعي, التي تمثل اللبنة الأولى في مفهوم الدولة, منظورة؛ ما يهدد بغياب ملامح الحدود, وتلاشي الخريطة الوطنية. من هنا نجد إصرار المرجعية الدينية, على تجاوز الماضي عبر تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع, وهذا ما سارت عليه أغلب القوى السياسية.

لم تكن الساحة البرلمانية التي تمثل الرحم الشرعي الوحيد للحكومة, بحاجة إلى تحليل مواقف؛ فالعبارات غدت واضحة, كالبرق المضيء لطريق معتم..أول المبادرين للإنسجام مع مطالب المرجعية, هي الكتلة النيابية لمنظمة بدر, إذ جاء على لسان رئيسها "كتلة بدر هي الكتلة الثانية في دولة القانون من حيث المقاعد, ونسعى لتماسك دولة القانون ضمن إطار التحالف الوطني, والذي نسعى أن يتحول إلى مؤسسة فاعلة". موقف بدر من الرئيس, جاء على لسان أحد نوابهم: "المالكي أخذ فرصته, ونحن مع المرجعية الدينية بأختيار شخص يحظى بمقبولية, وتشكيل حكومة واسعة التمثيل"..

هذان الموقفان, يختزلان التوجه الحقيقي لمنظمة بدر؛ بيد أنّ الواقع الذي أفرزته عملية إختيار مرشح التحالف, لم يؤكد ذلك التوجه, وبنفس الوقت, لا ينفيه.. بمعنى آخر؛ موقف المنظمة إتسم بغموض غريب, وكأنها في حالة صيام سياسي..!

لفهم الموقف البدري بدقة, يجب معرفة الظروف التي كُلّف بها السيد العبادي من جهة, وإدراك معادلة تشكيل الحكومات العراقية منذ 2006 من جهة أخرى. فالمخول بتسمية الرئيس, هو التحالف الشيعي, مهما أختلفت مسمياته, كممثل للمكون الأكبر, وما حصل في 2010 خير شاهد. العامل الثاني في المعادلة هو التوافق الوطني على شخص المرشح. والثالث, الدعم الدولي والأقليمي (إيران, أمريكا). بدر, تعد أهم حليف إستراتيجي لإيران.

إما ظروف تكليف السيد العبادي, فلم تعد خافية, فالإنشقاق الكبير لم يترك للسيد المالكي سوى (28) نائب فقط, وجيش مدرّع, شاهده البغداديون, ليلة إنتهاء المهلة الدستورية, بعملية (حصار الخضراء) التي حدثت بأمر مباشر من المنتهية ولايته..أخطر ورقة ضغط, يمتلكها المالكي, فضلاً عن مخاوف من تجهيز عشرات ملفات الإعتقال بحق شخصيات سياسية وبرلمانية, ممكن أن تزيد الوضع إشتعالاً..!

لا أحد يرغب بالمزيد من الأزمات, قد يشكّل أبسطها ضربة قاضية على العراق الواحد, غير إنّ السيد المالكي, لا يبدو عليه ذلك الحرص!..إيران وأمريكا, لا تعطي أحدهما ضوء لتسوية ما, دون موافقة الأخرى, الأمريكان حسموا أمرهم. الجارة وحليفها, على يقين إن الرجل لا يمكنه الرحيل, بسلام؛ فكان القرار, أن تمسك كتلة بدر "العصا من المنتصف" لضمان منع أي تهور, أو عمل إنقلابي قد يجهز على العملية السياسية برمتها.

بقاء بدر في المنطقة الرمادية, يعد عامل إمتصاص قادر على تجاوز الصدمات المتوقعة؛ فالرئيس بحاجة لسلاسل تقيّده بعد أن أدمن الملك..!

17/5/140815

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك