رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الليلة الماضية، الذي وضع فيه استراتيجية للتعامل مع التهديد الذي يشكله متطرفو تنظيم "داعش"، يعد بمثابة إنهاء لإحدى المغامرات الرئاسية، ولكنه يفتح بابًا لمغامرة جديدة بدأت لتوها.
وأشارت الصحيفة - في سياق تقرير بثته على موقعها الإليكتروني الخميس - إلى أن المغامرة الأولي لأوباما كشف عنها النقاب على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، بداية من شهر يوليو الماضي، عندما استولى مقاتلو "داعش" على مدينة الموصل العراقية، ورسخوا بذلك أقدامهم، فيما يمثل تهديدًا شرعيًا للحكومة العراقية، حيث أنفقت الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات لدعمها.
ونوهت الصحيفة، إلى استغلال أوباما شبح تنظيم "داعش" فى ممارسة الضغط على العراقيين، للإطاحة أولًا برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بدلًا من التحرك بسرعة صوب استجابة أمريكية كبرى، حيث يعتبر البيت الأبيض المالكي قائدًا شيعيًا يعزز الانقسام الطائفي، ويعيق عملية الإشراف على تشكيل حكومة عراقية موحدة، مما يمكن الجيش من العمل مع أمريكا للتراجع عن دعم مقاتلي"داعش".
وقالت الصحيفة، إن أي تغيير في الحكومة العراقية أصبح باختصار ثمنًا للحصول على مساعدات عسكرية أمريكية كاملة، وجاء هذا التغيير في بغداد أخيرًا هذا الأسبوع، بعدما غادر المالكي منصبه رسميًا، وتم تعيين رئيس وزراء جديد وحكومة جديدة، مما أثار الآمال الأمريكية بأن يصبح الشيعة والسنة والأكراد أكثر اتحادًا في العمل مع الولايات المتحدة، لبدء استرداد أراضيهم التي استولت عليها قوات "داعش".
وأضافت الصحيفة، أن أوباما قرر باختصار عدم وجود ما يبرر إطلاق قوة عسكرية أمريكية نيابة عن زعيم عراقي وحكومة أثبتت بالفعل قدرتها على تبديد المساعدة، ومن وجهة نظر الإدارة الأمريكية، كان الانتظار مجديًا، حيث إنه أجبر العراقيين على حل مشاكلهم الخاصة، من أجل شن هجوم على المقاتلين في معركة طويلة الأمد، هم وحدهم قادرون على الانتصار فيها في نهاية المطاف.
واختتمت الصحيفة تقريرها، بالقول إنه على الرغم من بدء المغامرة الجديدة، فإنها تتخذ شكلين، أولهما: أن أوباما يزايد على أن دور أمريكا العسكري المحدود - مقارنة بالجهود الأمريكية السابقة في العراق - سيكون كافيًا للتصدي لتنظيم داعش، وثانيهما: أنه لا يزال يزايد على أن الرأي العام الأمريكي سيظل يدعمه - خلال ما وصفها علنًا بأنها معركة حتمية طويلة الأمد - للتغلب على متطرفي التنظيم.
4/5/140909
https://telegram.me/buratha