أربعون دولة ستدخل في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، والساحة المركزية للعمليات العسكرية هو العراق، البلد العربي المستهدف من قبل الحكومات العربية وفي مقدمتها السعودية وقطر.
أربعون دولة كما يكرر الرئيس الأميركي هذا الرقم في خطاباته وهو يتحدث عن إستراتيجية إدارته في مواجهة تنظيم داعش ضمن تحالف دولي عماده السنة من حكومات وقبائل.
التحالف الدولي يشكل حالياً غطاءً قانونياَ للمتورطين في صناعة الفكر التكفيري ودعم الجماعات الإرهابية من داعش وغيرها، فمن خلاله نالت السعودية الحصانة الدولية من إتهامها بأنها مركز الفتاوى التكفيرية والفكر الوهابي المنشأ الأكبر لتشكيل المجاميع الإرهابية. وبهذا التحالف تخلصت قطر من ملاحقة وسائل الإعلام التي كشفت أدوارها في دعم الإرهابيين.
في هذا المشروع، لم تهتم الولايات المتحدة بصياغة المبررات المضادة للتساؤلات، وفي نفس الوقت لم تُظهر وسائل الإعلام العربية إهتمامها بتحليل دوافع واشنطن ومحفزاتها في تشكيل هذا التحالف.
إن ما يراه المتابع هو العكس تماماً، فهناك تضخيم لدور هذا التحالف الدولي، وجدية الدول المنضوية تحته في محاربة داعش، وتقديم الدعم والعون والمساعدة، في موجة إعداد وتعبئة ساخنة تشبه ظروف الحروب الكبرى.
ومن خلال هذا الاهتمام الدولي والحماس الإقليمي وخصوصاً الحكومات الخليجية، في إنجاح مشروع التحالف الدولي، نقف أمام تشكيل واسع من الدول التي تخشى بقاء داعش في العراق وسوريا، وتعيش هاجس بقاء هذا التنظيم على قيد الحياة، ولو في قرية نائية معزولة. فهذا ما تُظهره القرارات والمواقف الصادرة من السعودية وقطر والاردن وتركيا وغيرها العشرات من الدول.
السؤال: إذا كان هذا التجمع الدولي العريض يرفض داعش ويحذّر منها ويدعو للقضاء عليها، فمن يدعم هذا التنظيم إذن؟.
من يرسل له المساعدات المالية والعسكرية ويسهل له عمليات بيع النفط؟.
من يفتح له ممرات المرور ليصل الى معسكرات مئات المقاتلين القادمين من السعودية وقطر وليبيا وتونس والجزائر واليمن والاردن وغيرها؟.
أبسط مواطن عراقي سيقول ان هذه الدول متورطة في صناعة داعش ودعمها، وفي تجنيد المئات من الشباب ليتحولوا الى إرهابيين من خلال التوجيه الفكري والفتاوى التكفيرية، ومع ذلك نجد قادة الكتل المشاركة في الحكومة العراقية منساقين مع هذا المشروع.. يفتحون ابواب العراق امام صنّاع الإرهاب ليصنعوا له قراراته السياسية.
الراية
12/5/140921
https://telegram.me/buratha