قبل ثلاثة أيام؛ نشر موقع "انترناشونال بيزنس تايمز", تفاصيل أوليه للكلف المادية التي تحملتها الخزينة الأمريكية بسب الحملة ضد داعش بسوريا والعراق, وقال الموقع "أن الحرب على "دواعش" سوريا والعراق، تكلف الخزينة الأميركية وحدها أكثر من 312 ألف دولار بالساعة، إذا ما استمرت وتيرتها كما هي منذ بدأت فجر الثلاثاء الماضي للآن", ويضيف الموقع هنا "أن يوم الثلاثاء تساقط على "دواعش" سوريا وحدهم 47 صاروخا من طراز "توماهوك" ثمن الواحد منها مليون و 590 ألف دولار، وأطلقتها مدمرة يو أس أس" Arleigh" بيرك الأميركية من البحر الأحمر، ونظيرتها USS بحر الفلبين,, الراسية في شمال الخليج، ووحدها هذه الصواريخ ثمنها يكاد يصل الى 75 مليونا، عدا كلفة إبقاء المدمرتين في المنطقة وتحريك الطائرات بقذائفها مما سيزيد الكلف لكل هذا العمليات التي ستتحملها الخزينة الأمريكية وحدها كما ذكر الموقع"
بالحقيقة يمكن وبيسر فهم الرسالة التي تعنيها مفردات هذا التقرير، فحتى البسطاء سيفهمون هذا التقرير كرسالة للدول الحليفة لأمريكا بحربها المفترضةعلى داعش, مؤداها أن هذه الحملة لن تكون لسواد عيون العراقيين والسوريين، ولن تكون بدون ثمن ,,وأن على جميع المعنيين بالشأنين العراقي والسوري المساهمة بها, وخصوصا ممالك ومشايخ الخليج والجزيرة العربية: السعودية, قطر,الإمارات,البحرين والكويت، والى حد ما عمان.
ما يعني بأن هناك حسابات جديدة بدأت تدخل الى معادلة هذا الحلف وهي حسابات التكاليف ومن سيتحملها بمجملها, وكيف سيتم توزيع النسب على جميع المعنيين بالقضية الداعشية!
الخميس جاء الرد الخليجي للحلفاء بشأن المساهمة الفعلية، فقد قامت هي بشن مجموعة غارات بعشر مقاتلات على مواقع لداعش على الأراضي السورية، في ذلك اليوم أكتفت أمريكا بإرسال ست مقاتلات لضرب داعش على الأراضي السورية
لكن في اليوم الثالث للعمليات بدأت القوى الخليجية تتراجع تدريجيا وخصوصا ألإمارات وقطر، عن وعود تمويل العمليات ودفع نسب كبيرة من تكاليفها، بعد أن أثبتت عمليات اليوم الثالث أن ما يجري على الأرض السورية هو مسرحية..سيما بعد افتضاح ضعف التنسيق الإستخباري لطبيعة الأهداف والمواقع المستهدفة بهذه الضربات وسقوط كثير من المدنيين، ما سيعرض هذه القوى بالمستقبل القريب لمسائلات الرأي العام العالمي، والمنظمات دولية، حول طبيعة الأهداف والعمليات فوق الأراضي السورية، وقلة نشاط طيران التحالف في السماء العراقية!
كما أتضح من تصريحات القادة الأمريكان، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي أوباما، ورئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال ديمبسي، والذين أكدا بجلاء أن المعركة مع داعش طويلة،وأنه من السابق لأوانه الحديث عن إنتصار سريع على داعش، وأن المعركة ستطول الى ثلاث سنوات ربما. ما يعني أن هناك مخطط أميركي يهدف لإطالة عمر المعركة مما سيمنح الأمريكان فرصة العودة البرية الى المنطقة مجددا! خصوصا مع حديث ألأمريكان الأخير عن أنهم ألان يجهزون قوات برية من الجيش الأمريكي ستنطلق طلائعها الى العراق.
أمريكا لن تقدر على تمويل هذه العمليات لوحدها, ودول الخليج لن تستطيع أن تستمر بهذه العمليات لفترات زمنية طويلة، في هذا السياق قال الرئيس أوباما "أن عمليات القصف والغارات الجوية الأميركية التي تم تنفيذها بدعم من السعودية والبحرين والإمارات وقطر والأردن،هي عمليه طويلة المدى وباهظة التكاليف وان العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ستستغرق وقتا، مؤكدا أن بلاده ستفعل كل ما هو ضروري لهزيمة التنظيم والمهم هو التزام جميع الأطراف بكل التزاماتها لإستمرار سير العمل بهذا المشروع الدولي حتى القضاء على شر داعش نهائيا ".
ومن هنا بدأت الدوائر الرسمية الأمريكية، تخشى من محددات عامل الوقت وفاتورة التكاليف من جهة، ومن جهة أخرى حجم الرهانات والمكاسب، الذي يتوقع كل طرف أن يحصل عليها كمقابل للمشاركة بهذا التحالف!
المحرر السياسي لجريدة البينة البغدادية
1/5/141001
https://telegram.me/buratha