كشف الكاتب في صحيفة صنداي تايمز البريطانية ريتشارد كيرباج أن نحو مئة إرهابي بريطاني ممن انسحبوا من تنظيم "داعش" الإرهابي عالقون في تركيا بسبب خشيتهم من العودة إلى بريطانيا ومواجهتهم عقوبات بالسجن هناك في ظل الإجراءات الأمنية الجديدة التي اتخذتها الحكومة البريطانية وغيرها من الحكومات الأوروبية تحسبا من التهديدات التي يشكلها الأوروبيون الذين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق في حال عودتهم إلى بلادهم الأم.
وأوضح كيرباج أن الإرهابيين البريطانيين الذين دفعتهم الأوهام إلى الانضمام إلى تنظيم "داعش" الإرهابي ليستفيقوا بعد ذلك من أوهامهم يحاولون العودة إلى بلادهم الأصلية.
وأشار كيرباج إلى أنه في حالات أخرى يحاول إرهابيون بريطانيون منحدرون من أصول عربية وشمال إفريقيا مغادرة تركيا التي سهلت تسللهم إلى الأراضي السورية إلى بلدان أخرى مثل تونس والجزائر واليمن وليبيا.
وكانت تقارير صحفية سابقة كشفت أن عشرات الإرهابيين البريطانيين يريدون العودة إلى بريطانيا وترك القتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق غير أنهم يخشون من تعرضهم للسجن في حال عودتهم بموجب القوانين الجديدة التي بدأت الحكومة البريطانية تطبيقها.
يذكر أن الحكومة البريطانية وفي مسعى منها لتفادي عودة مواطنيها الإرهابيين وإرغامهم على البقاء في سورية ليواصلوا إجرامهم ووحشيتهم هناك بعيدا عن أراضيها اتخذت إجراءات واسعة بدأتها بقرار وزارة الداخلية البريطانية بنزع الجنسية عن مزدوجي الجنسية المتورطين بالإرهاب.
وفي سياق متصل كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن بريطانيا وسبع دول أخرى تضغط على الاتحاد الأوروبي لتقييد حقوق حرية الحركة وتكثيف الرقابة على الحدود لوقف عودة الإرهابيين العائدين إلى أوروبا بعد مشاركتهم في القتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سورية أو العراق.
وأشارت الصحيفة إلى وجود مقترحات سرية ستناقشها وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي ووزراء الداخلية الأوروبيون الأسبوع المقبل تشمل خططا مثيرة للجدل لوقف مواطني الاتحاد الأوروبي “المتطرفين” عند حدود أوروبا ومنعهم من الدخول إليها.
ويقدر مسؤولون أوروبيون أن هناك ما يصل إلى ثلاثة آلاف إرهابي أوروبي التحقوا بالتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق ويستفيدون من حقوق حرية التنقل في الاتحاد الأوروبي التي تسمح لهم بالعودة إلى بلدانهم.
وفي هذا السياق حذر دبلوماسي أوروبي من أن عودة إرهابي أو مجموعة من هؤلاء الإرهابيين الأوروبيين إلى بلادهم وتنفيذ هجمات فيها ليس إلا مسألة وقت مشيرا إلى وجود حالة رعب بين الحكومات الأوروبية بهذا الخصوص.
ووفقا لصحيفة ديلي تلغراف فإن بريطانيا وعلى الرغم من عدم كونها عضوا في منطقة شنغن التي تضم 26 دولة أوروبية ويلغي فيها جواز السفر وضوابط الهجرة على الحدود المشتركة الداخلية إلا أنها تشعر بقلق عميق من ظاهرة استخدام الإرهابيين لجواز سفر داخل الاتحاد الأوروبي وعدم وجود ضوابط منهجية على الحدود.
يشار إلى أن الشرطة البريطانية اعتقلت الشهر الماضي 69 إرهابياً لدى عودتهم إلى بريطانيا على خلفية مشاركتهم بالقتال إلى جانب تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية فيما تقدر السلطات البريطانية وجود أكثر من 500 بريطاني ممن التحقوا بالتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق.
14/5/141006
https://telegram.me/buratha