ترى واشنطن بوست أنه “من أهم الأحداث التي لم تقع، والتي تدعونا للتفاؤل بالعام الجديد، عدم اندلاع الحرب عند حافة المحيط الهادي، وحيث كانت أكثر من متوقعة. فقد دارت عدة نقاشات، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، في سويسرا، بأنه بعد مرور قرن كامل على اندلاع الحرب العالمية الأولى، قد يقود النزاع بين الصين واليابان على جزر سينكاكو وديايو إلى ذات الحريق. وقد صدرت بعض تلك الأقوال عن رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، ولذا كان هناك ما يبرر تلك المخاوف”.
وتضيف الصحيفة” ولكن بدت التوترات في المنطقة أقل حدة في نهاية العام، فقد عقدت قمة ناجحة لمنتدى التعاون الاقتصادي، مما قاد إلى حالة وئام وكياسة، وحيث اتفقت الصين واليابان على الاتفاق على عدم الاختلاف. وهكذا بعد مضي عام، هل يمكن التساؤل “هل ما جرى في عام 1914 ممكن أن يتكرر؟” مجرد كلام، لأنه من المطمئن الاعتقاد بأن شعاع الهدوء في المنطقة سيبقى سارياً خلال عام 2015”.
تبدد أسوأ السيناريوهاتوتمضي واشنطن بوست في تحليلها لمجريات العام، وتقول “حتى في مناطق من العالم وقعت فيها أحداث مؤسفة، لم تتجسد أسوأ السيناريوهات. وعلى سبيل المثال، في حالة إيبولا، سرت مخاوف من انتقال الوباء إلى نيجيريا، وهي أكثر الدول الأفريقية اكتظاظاً، بالسكان وتداخلاً مع دول غرب أفريقيا. وفي هذا السياق، سأل عضو مجلس العلاقات الخارجية لوري غاريت، في مقال نشره في مجلة فورين بوليسي “ألستم خائفين بما يكفي من إيبولا؟”. وقد أجاب بنفسه على سؤاله، بأنه لو انتشر المرض في أكبر مدينة نيجيرية، فإن سيناريو فيلم كونتاجيون (الوباء) سيبدو أشبه بأسطورة جميلة. ولكن بدت تحذيرات غاريت جد متشائمة، حال وصول المرض إلى الولايات المتحدة. كما صرح السيناتور راند بول، ومعه كثيرون، من أن المرض أكثر نقلاً للعدوى، مما صرحت به إدارة أوباما، ولحسن الحظ لم يكن لتلك المخاوف أساس من الصحة”.
وتلفت الصحيفة إلى أن “أكثر اللاعبين الدوليين ولعاً بالحروب، وجدوا أنفسهم في وضع دفاعي مع نهاية عام 2014. إذ بعد أن التهم الاتحاد الروسي منطقة القرم، خشي مسؤولون ومعلقون كبار من أن يقود خطاب فلاديمير بوتين في “نوفوروسيا” لقضم أراضٍ من مولدوفا، وكازاخاستان والبلطيق. ولكن، عوضاً عن ذلك، لدى موسكو اليوم، هموماً أكبر من التوسع الاقليمي.
إضعاف داعش وتمضي واشنطن بوست في تفاؤلها لتقول “وبنفس الطريقة، عندما أعلن تنظيم الدولة اللا إسلامية عن” خلافته”، وحيث غزا شمال وغرب العراق، برزت مخاوف من من احتمال سقوط بغداد وتفكك العراق. ولكن، بعد بضعة أشهر، وجد التنظيم نفسه، أقل سطوة مما كان عليه قبل ستة أشهر. فقد أحدثت ضربات التحالف الدولي الجوية فعلها في القضاء على عدد كبير من قواته، وفي قطع خطوط إمداده. والأهم من كل ذلك، أدت الأزمة لإحداث تغيير حكومي في بغداد، وقد أثبت رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أنه أكثر تصالحاً من سلفه، فقد أمَّن اتفاق شراكة جديد حول تقاسم عائدات النفط مع حكومة كردستان العراق، مقللاً من فرص المطالبة بالانفصال، ومعززاً قدرة البلد على محاربة الجهاديين المتطرفين”.https://telegram.me/buratha