التقارير

2015: معركة روسيا والغرب الجيوسياسية

1517 09:57:05 2015-02-08

الصراع الروسي مع الغرب بقيادة أمريكا حول أوكرانيا يشبه التوترات والحروب القديمة الباردة التي قامت بالوكالة بين التكتلات الغربية والشرقية، ولكن بسبب الخصائص المميزة والمتفاوتة يمكن أن يسمى هذا الصراع بظهور "الحرب الباردة الجديدة". كما يمكن تقييم هذه الظروف على أنها بداية لحرب باردة جديدة مع معايير مختلفة، حيث أنه وفي الوقت نفسه يتحرك النظام الدولي نحو عالم متعدد الأقطاب. فقد أخذت الحرب الباردة الجديدة لون القرن الواحد والعشرين. وباتباع مواجهة واضحة وحادة مع الغرب أدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البلاد حقبة جديدة من العلاقات الدولية والتي لم يسبق لها مثيل في مرحلة مابعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

  صراع روسيا مع الغرب بقيادة أمريكا على أوكرانيا يشبه الحرب الباردة القديمة، ولكن نظراً للملامح الخاصة والمختلفة يمكن تسمية هذا الصراع ظهور"الحرب الباردة الجديدة" والتي ستنتهي بأحد السيناريوهات المحتملة.

الصراع الروسي مع الغرب بقيادة أمريكا حول أوكرانيا يشبه التوترات والحروب القديمة الباردة  التي قامت بالوكالة بين التكتلات الغربية والشرقية، ولكن بسبب الخصائص المميزة والمتفاوتة يمكن أن يسمى هذا الصراع بظهور "الحرب الباردة الجديدة". كما يمكن تقييم هذه الظروف على أنها بداية لحرب باردة جديدة مع معايير مختلفة، حيث أنه وفي الوقت نفسه يتحرك النظام الدولي نحو عالم متعدد الأقطاب. فقد أخذت الحرب الباردة الجديدة لون القرن الواحد والعشرين. وباتباع مواجهة واضحة وحادة مع الغرب أدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البلاد حقبة جديدة من العلاقات الدولية والتي لم يسبق لها مثيل في مرحلة مابعد انهيار الاتحاد السوفيتي. فسياسات بوتين تقع بشكل مباشر أو غير مباشر تحت تـأثير أفكار ألكسندر دوغين، الفيلسوف ومؤسس النظرية الأوراسية (النظرية التي ظهرت في حقبة مابعد انهيار الاتحاد السوفيتي). وفقاً لنظرية اوراسيا فإن روسيا تنتمي ثقافياً إلى الشرق وينبغي أن تقف في وجه الغرب والعالم الأحادي القطب بقيادة أمريكا، كما جاء في أوراسيا ينبغي طلب المساعدة من المعارضة الغربية.

يقول الغرب بقيادة أمريكا أن روسيا، ومن خلال تسليح المعارضة والانفصاليين في شرق أوكرانيا وإرسالها قوات عسكرية بلباس مدني من أجل مساعدة أولئك وتعليمهم، بأنها تخطط لايجاد ضغوطات وذلك لتجنب التقارب بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. ورداً على ذلك، اعتمدت أمريكا وبمساعدة الاتحاد الأوروبي وبعض الحلفاء الآسيويين استراتيجية فرض عقوبات على الاقتصاد الروسي وبعض المسؤولين الروس والذي ترافق برد فعل روسي ضد الاتحاد الأوروبي. فقد عزز، بدأ الأزمة الأوكرانية وانضمام جزيرة القرم لروسيا ودعم هذا البلد للانفصاليين في دونيستك ولوهانسك شرق أوكرانيا الخلافات بين الغرب بقيادة أمريكا وروسيا. ودخلت علاقات بين الجانبين منافسة قوية وتوتر حاد. وتشير أبعاد وخصائص ذلك إلى توقع ظهور "حرب باردة جديدة".

يثير تصاعد حدة التوترات للغرب بقيادة أمريكا مع روسيا سؤالين في غاية الأهمية: أولاً، كيف ستكون العواقب والسيناريوهات المحتملة عام 2015؟ ثانياً، إلى أي مدى يمكن لحدة التوتر أن تحدد العلاقات الأمريكية الروسية؟ ولكن قبل ذلك علينا أن نتناول طبيعة الحرب الباردة القديمة والجديدة وتحليل موقف الاتحاد الأوروبي من الحرب الباردة الجديدة

طبيعة الحرب الباردة، القديمة والجديدة

استندت الحرب القديمة على المنافسة الايديولوجية. وقد وقف النظام الشيوعي في وجه النظام الرأسمالي وكان هناك منافسة تقليدية بالإضافة للمنافسة العسكرية والتي شملت على حرب بالوكالة بين الدول المتنافسة في تكتلات الشرق والغرب. تختلف الحرب الباردة القديمة عن الحرب الباردة الجديدة، بسبب اختلاف خصائص التوترات والمنافسات الحالية بين الغرب بقيادة أمريكا وبين روسيا في مجالات الجغرافيا السياسية والجغرافيا الاقتصادية والايديولوجية، على الرغم من وجود جذور هذا الخلاف في مرحلة الحرب الباردة القديمة وهزيمة الروس. وبطبيعة الحال فقد رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا الاستدلال للمفهوم الجديد للحرب الجديدة حيث أنه " وعلى عكس الاتحاد السوفياتي، لا تقود روسيا تكتل من البلدان وليس لديها أيديولوجية عالمية....روسية قوة اقليمية تهدد جيرانها ولكن ليس لقوتها وإنما بسبب الضعف". للعمل على توضيح الحرب الباردة الجديدة ينبغي أخذ الظروف العالمية الحالية بعين الاعتبار. ولعا مانشهده اليوم أن أمريكا لم يعد لديها القوة كما كانت عليه في الحرب البارة القديمة، وقد تناقصت قوة أمريكا على الأقل وبشكل خاص بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتدخل الأمريكي في الشرق الأوسط.

المنافسة والصراع والتوترات بين أمريكا وحلفائها مع الاتحاد السوفياتي والتي شكلت مرحلة الحرب الباردة كانت قد بدأت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ورافقتها التقلبات حتى سقوط الاتحاد السوفياتي. كان الاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة القديمة أحد ركني العالم الثنائي القطبين والذي كان قد دخل حرب بالوكالة مع أمريكا في جميع أنحاء العالم. وكان لدى الروس الملايين من الجنود في حين أن روسيا تمتلك اليوم مايقارب 800ألف جندي عسكري وقواتها البحرية ليست قوية كما في السابق. إن روسيا كقوة اقليمية وعلى الرغم من رغبتها باللعب كقوة عظمى إلا أنها تملك قدرات اقتصادية وعسكرية وثقافية محدودة فاقتصاديات أمريكا والاتحاد الأوروبي يعادل بالترتيب 8و6 أضعاف الاقتصاد الروسي. والميزانية الدفاعية الامريكية تعادل 7 أضعاف الروسية. كما أن أميركا والاتحاد الأوروبي يتمتع بمستوى أعلى من حيث التكنولوجيا والبرمجيات، كما أن روسيا اليوم لم تتحرك في سياستها الخارجية بناء على محور عقائدي يقوم على القوة والبرمجة، في الواقع ينطوي الدفاع النشط للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القيم الاجتماعية المحافظة على مكونات القوة المبرمجة. كما تناقص عدد الحلفاء العالميين لروسيا مقارنة مع مرحلة الحرب الباردة القديمة،وبغض النظر عن تدخل هذه الدولة في أمور البلدان المجاورة فهي لاتملك القدرة وليس لديها الاستعداد على الدخول في منافسة وصراع طويل مع الغرب بقيادة أمريكا. وفي الوقت نفسه فإن الغربيون أيضاً لايرغبون باستمرار هذه الظروف ولاسيما بسبب خطر تصاعد الأزمة الاقتصادية واعتماد الاتحاد الاوروبي على الطاقة الروسية. ولذلك يبدو أن تحرك الجانبين باتجاه نموذج يشبه الحرب الباردة القديمة غير محتمل ويمكن القول تم تشكيل حرب باردة جديدة بينهما.

يمكن وصف ساحة الحرب الباردة كالتالي، تحاول روسيا ومن خلال الانتصار اتباع مذهب أوراسيا، العمل على تجنيد القوى المناهضة لأمريكا والمنافسين لها واللاعبين غير الحكوميين ضد أمريكا على الساحة الدولية،حيث أن سلوك وتصرفات هذه الدولة في مرحلة مابعد الأزمة الأوكرانية تفصح عن هذا الأمر. ويشير كل من، زيادة التقارب مع ايران، تعزيز العلاقات مع الصين، تعزيز الدعم لسوريا وحماس وحزب الله والحوثيين في اليمن ودعم التسليح الأرجنتيني (بيع الطائرات الحربية) في نزاع هذا البلد مع بريطانيا حول جزر مالفيناس (فوكلاند) والقيام بدوريات جوية في المجال الجوي البريطاني ومثل هذه الأعمال التي تضر بالمصالح الغربية، إلى الاصطفاف والتكتل الروسي ضد الغرب بقيادة أمريكا. وبسبب وصول الأزمة الأوكرانية لطريق مسدود لم تستطع أمريكا جذب الروس لقضايا مثل إرهاب داعش والذي تحتاج فيه إلى الدعم الروسي. وذلك حتى أن روسيا هددت بأنها لن تكون إلى جانب الغرب في المحادثات النووية. كما أن عدم دعم الصين العلني لروسيا يضع الموقف الروسي أمام تحديات في التكتل ضد أمريكا. ويمكن أن يعمل توقيع اتفاقية الغاز بين روسيا والصين على تقليص اعتماد روسيا على ايرادات بيع الغاز للاتحاد الأوروبي، وفي الوقت ذاته فإن تقليص بيع الغاز الروسي للاتحاد الأوروبي التي هي بحاجة ماسة إلى الطاقة سوف يشكل قوة ضغط كبيرة في يد روسيا في المستقبل. وتعزيز التكتل بقيادة روسيا يمكن أن يضعف من موقف الغرب بقيادة أمريكا، وخصوصاً مع عدم وجود انسجام في السياسة الخارجية والدفاعية المشتركة للاتحاد. وعلى سبيل المثال فأن ألمانيا وبسبب اعتمادها الكبير على الطاقة الروسية لم تلتزم بسياسة فرض عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي بشكل كامل.

كما أنه وبعد رفع العقوبات والحرب النفطية على روسيا وايران التي تقودها السعودية وأمريكا، أعلنت الحكومة الروسية مبدأها العسكري الجديد والذي ينص على أن موسكو تحتفظ بحقها في استخدام الأسلحة النووية رداً على استخدام السلاح النووي أو أي نوع من أسلحة الدمار الشامل ضدها أو ضد حلفائها. كما عمل الروس على رفع الفوائد البنكية رداً على انخفاض قيمة الروبل الناتج عن انخفاض سعر النفط، وكانوا قد سعوا لتنفيذ اتفاقية تبادل 500 ألف برميل من النفط يومياً مقابل سلع مع ايران، حيث أنه يمكن حصول روسيا على فوائد من خلال كسر قسم كبير من العقوبات على ايران وبذلك تؤمن روسيا 60 في المئة من ايراداتها الاقتصادية من خلال النفط والغاز.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك