زيدون النبهاني
قصص الثأر كثيرة، بَعضَها مُعقد وأخرى مُثيرة، تُدهشنا بما تحتويه مِنْ غرابة، قد تتعدى الخيال، او تكون شبيهة بفيلم اكشن، أبدعت هوليود بإخراجه، فيلم نعيشُ أحداثه، لحظةً بلحظة، لكننا نجهل قصتهُ، وبدايتهُ، ونهايته.
ريتا كاتز، صاحبة الثأر المُثير للجدل، والتي تُدخلنا معها في حبكة فيلم، من إنتاج الإستخبارات الأمريكية، وبطولة الجماعات الإسلامية المتشددة، قِصة قد لا يُصدقها البعض، الا بالرجوع لِبداياتها، وتتّبع حياة إمرأة ملأ الحقد قلبها، لتنشط باغية، في دعم أعظم الأفات الحيوانية، وأشدها، رعباً وفتكاً بالشعوب، ثأر انتظر سنوات كثيرة ليتحقق، ولا نعلم بأيِّ عام تقبل ريتا، ان تبني سرادق الحزن، معلنة الأخذ بثأرها؟!
صاحبة الثأر، اليهودية، البصرية المولد، إعدم والدها (فؤاد كباي تاجر يهودي من البصرة) في قضية تجسس، مع ثمانية يهود اخرين، عام ١٩٦٩، هاجرت ريتا الإبنة، مع عائلتها عقب اعدام والدها، قاصدة ايران، ثم بعد عامين، إتجهت صوب إسرائيل، حاضنة الحقد ومنبعه، لينمو ثأرها بمباركة الصهيونية، فتكون واحدة، من اكبر مروجي الإرهاب وداعميه.
في اسرائيل، خدمت ريتا في جيش الدفاع، ودرست التأريخ والسياسة، وإختصت بالدراسات الشرق اوسطية، هذا التعليم، اضافةً لإجادتها اللغات، العربية والعبرية والانكليزية، أهْلَها للإنتقال للولايات المتحدة الامريكية عام ١٩٩٧، لتعمل في معهد البحوث الشرق اوسطية، الذي يجمَع ويُحلِل معلومات الإعلام الاسلامي والعربي.
بعدها، وبتمويل من الوكالات الفدرالية، أسّست ريتا مركز سايت (مركز متخصص لتلفيق التهم وتوجيهها ضد العرب والمسلمين)، ليصبح هذا المركز فيما بعد، الأداة الأوفر حظاً، لتشويه صورة الإسلام في الغرب.
قصة الثأر بدأت واضحة، عقب إصدار ريتا لكتابها الأول، (صائدة الإرهاب) والتي تحدثت فيه، عن تجربتها في التجسس، وارتدائها الزي الاسلامي، واستخدامها لأسماء مستعارة، للدخول للمحافل الاسلامية، وجمع المعلومات عنها، لتلفيق التهم وتزوير الحقائق.
(سايت) أثبَتَ تعاملهُ، مع القاعدة وعصابات التطرف، مِنْ خِلال نشرِه خطابات مزيفة، لعمليات قبل ان ينشرها التنظيم نفسه، وحادثة سيدة النجاة (الكنيسة المعروفة)، مثال واضح لتلك العلاقة، حيث نشر المركز بياناً، يشير الى تبني التنظيم للعملية، قبل اعلان التنظيم تبنيها اصلاً!
وكذلك نشر بيانات وخطابات، لقيادة الجماعات المتطرفة، الموجهة للشعوب الغربية، في محاولة متكررة، لصناعة العدو المسلم، وكان أخرها، هاشتاق (نحن قادمون ياروما)، بعد تبني داعش ذبح القبطيين المصريين، بداية الاسبوع الحالي.
ثأر الخمسة واربعون عاماً من الغل، يكشر عن انيابه، في خطوات متناسقة، لتدمير صورة المسلم المسالم، أما الجَحِيم الذي صنعتهُ ريتا للغرب، صورة كارتونية معروفة النوايا، مفهومة القصد، الأخذ بثأر (كباي الوالد المعدوم)، وما عدا ذلك، فإن الغرب بحاجة، لمن يهيء له تنفيذ خططه الطامحة، في بلاد العرب والمسلمين.
سايت وريتا، هما الحل، والثأر لليهودي هو الدافع، والرأي العام المخدوع سيصدق اي كذبة، خصوصاً، إنْ ردنا بسيط، وتكذيبنا لهم أبسط، مات الجاسوس، ولم تمت ريتا وثأرها وطموحها، وهاهي تشرب دماء المسلمين، لتغذي حقدها الأعمى، عبر داعش والقاعدة وكل متطرف، يخدم مصالح الغرب، ويشوه صورة الإسلام، ولتثبت إنها سيدة الجحيم، جحيمٌ أخرجتهُ ومنتجته، بأكاذيب يخدُم غايتها.
https://telegram.me/buratha