التقارير

السباق الى الموصل...الولايات المتحدة والسعي لقطف الانتصار

1237 10:36:26 2015-03-22

محمد محمود مرتضى

تتسارع الأحداث في العراق بعد اطلاق القوى العسكرية فيه لعملياتها في محافظة صلاح الدين ومع اقتراب انجاز تحرير مدينة تكريت. وعلى الرغم من التصريحات المتعددة التي اطلقها عدد من المسؤولين العراقيين حول الانبار بأنها ستكون الوجهة التالية للعمليات العسكرية بعد الانتهاء من تكريت، الا ان الأنظار كلها تتوجه نحو الموصل بوصفها المعركة الفصل على الساحة العراقية.

لقد استطاع الجيش العراقي المدعوم من الحشد الشعبي إنجاز الكثير دون مساعدة من التحالف، لكن هذه الانجازات يبدو أنها قد ازعجت الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول العربية المشاركة في التحالف ما دفع بعضها لإطلاق تصريحات مذهبية تستهدف الحشد الشعبي معتبرة ان هذه الانتصارات تمثل انتصارا لايران في العراق.

ومن الواضح ان هذه النجاحات العسكرية قد أرخت ظلالها على جدية الولايات المتحدة في محاربة التنظيم الارهابي، لا سيما بعد تكرر إلقاء الطائرات الاميركية المساعدات العسكرية واللوجستية لمقاتلي داعش خاصة في المناطق المحاصرة، ولعل آخرها واخطرها كان الإغارة على مواقع للجيش العراقي التي ادت إلى استشهاد قرابة الخمسين جنديا، ما يؤكد وجود خطوط حمراء تضعها الإدارة الامريكية على بعض المناطق، فضلا عن تصريحات سابقة تحدثت عن طبيعة القوى التي تتطلع الولايات المتحدة لتسليمها الأمن في الموصل، اضافة الى وجود معارضة اميركية على مشاركة الحشد الشعبي في تحرير الموصل، وهو ما سيعقد المشهد العراقي أكثر، لا سيما ان هذه الادارة ترى في تحرير الموصل من قبل الجيش العراقي والحشد الشعبي دليلا على عدم جدوائية الغارات التي يشنها التحالف وبالتالي عدم الحاجة إلى التعاون مع الادارة الاميركية التي امتنعت الى الآن عن تنفيذ اتفاقات التسليح الموقعة مع الحكومة العراقية.

تحالف خاص للموصل

من هنا يبدو أن الادارة الاميركية تسعى لبناء تحالف خاص تخوض فيه معركة الموصل لا يكون فيه اي دور للحشد الشعبي من أجل قطف ثمار دحر داعش وتحرير عاصمة «الخلافة». وحسب المعلومات المتوافرة الى الآن، فان هذا التحالف سيتكون من الجيش العراقي وقوات البيشمركة ومجموعات من العشائر «السنية» تحديداً، وربما اقناع تركيا بالتعاون مع هذا الحلف، رغم ان المشاركة التركية قد تلقى معارضة عراقية بسبب عدم الحاجة اليها في ظل وجود عناصر عراقية مدربة وجاهزة للمشاركة.

أما تنظيم داعش فيدرك تماما أهمية المعركة القادمة في الموصل، ليس فقط من الناحية العسكرية بل ايضا المعنوية كونها تمثل عاصمة «الدولة الاسلامية» وهو يعرف تماما أن سقوطها يعني سقوط مشروع «الخلافة»، وخسارة عنصر هام من عناصر الاستقطاب التي يعتمد عليها.

وفي الوقت الذي يعمل فيه التنظيم على المسارعة على إنجاز ما يمكن إنجازه قبل الخسارة المحتملة لمعركة الموصل، فانه في الوقت عينه يحشد لها عبر سحب الكثير من عناصره من جبهات أقل أهمية وتوجيههم نحو الموصل. على ان الاستراتيجية التي سيعتمدها التنظيم في الموصل يمكن قراءتها من خلال استراتيجيته في تكريت والتي ترتكز بشكل أساس على الإكثار من زرع الالغام والعبوات الناسفة التي يمكن ان تعيق تقدم المهاجمين اضافة الى عشرات العناصر لتنفيذ هجمات انتحارية.

ومهما يكن من أمر، فمن الواضح أن الجميع ينظر الى معركة الموصل على انها تمثِّل رمزا للانتصار. وما بين خطوط حمراء أميركية وتحالفات تسعى لرسمها وبين استعدادات للجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي من جهة، والتحضيرات «الداعشية» من جهة أخرى يبدو أننا أمام سباق أقليمي ودولي محموم الى الموصل.

30/5/150322

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك