ايتواصل العدوان السعودي – الامريكي على اليمن منذ ثلاثة أيام والذي ادى حتى الآن الى مقتل وجرح المئات من المدنيين الابرياء اكثرهم من النساء والاطفال اضافة الى تدمير البنية التحتية لهذا البلد المنهك اقتصاديا بسبب السياسات الفاشلة للحكومات السابقة التي تعاقبت على حكمه منذ عشر ات السنين الى جانب التدخل الاجنبي في شؤونه لاسيما من قبل أمريكا والسعودية . وعند البحث حول الاسباب الخفية لشن هذا العدوان يمكن التوصل الى ما يلي : ١- ان هذا العدوان يهدف الى اضعاف الثورة اليمنية التي قادتها وتقودها حركة انصار الله " الحوثيون " والتي تمكنت من اسقاط نظام الرئيس عبد ربه منصور هادي الحليف للنظام السعودي والذي حاول شق الصف اليمني من خلال اتخاذه لمدينة عدن جنوب البلاد مقراً لتنظيم الجماعات المعادية للثورة والتنظيمات الارهابية والتكفيرية لاسيما " القاعدة و" داعش " في مسعى لفصلها عن الادارة المركزية في العاصمة صنعاء من خلال اللعب بالورقة الطائفية . ٢- يهدف العدوان الى تشتيت قوى المقاومة التي تتصدى للمشروع الامريكي في المنطقة بعد أن شعرت السلطات السعودية ومن خلفها الادارة الامريكية بأن الحوثيين الذين رفعوا منذ بداية ثورتهم شعارات الموت لامريكا والموت لاسرائيل اصبحوا قوة كبيرة قادرة على اداء دور مؤثر لصالح محور المقاومة . ٣- يهدف العدوان السعودي الى تضليل الرأي العالمي عن حقيقة ما يجري في العراق وسوريا ودول اخرى في المنطقة من مذابح ومجازر بشعة على يد الجماعات الارهابية والتكفيرية المدعومة بالمال والسلاح من قبل السعودية لاسيما تنظيم " داعش " الارهابي . ٤- حرف الاذهان عن المؤامرات والدسائس التي تحيكها امريكا والدول الغربية الحليفة لها وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا وبعض الدول الاقليمية لاسيما السعودية والتي تهدف الى تكريس المشروع الامريكي – الصهيوني في المنطقة من خلال دعم الانظمة العميلة والرجعية لتنفيذ هذا المشروع في هذه المنطقة المهمة والحساسة من العالم . ٥- يهدف العدوان السعودي الى منع الشعب اليمني وقيادته المتمثلة بحركة " انصار الله " والحركات الاخرى الموالية والمؤيدة لها من تشكيل حكومة قائمة على اساس الانتخابات والاستفتاء الشعبي وهو ما تخشاه الرياض والكثير من العواصم العربية خصوصاً في دول مجلس التعاون التي بنيت حكومتها على اساس التوريث العائلي البعيد كل البعد عن الاسس الديمقراطية التي تعتمدها الدول المتحضرة لانتخاب نوع وشكل الحكومة من خلال صناديق الاقتراع . ٦- يهدف العدوان السعودي الى منع الحكومة اليمنية الجديدة بقيادة " انصار الله " من الاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تتمتع به اليمن التي تشرف بشكل مباشر على خليج عدن ومضيق باب المندب البوابة الجنوبية الوحيدة للبحر الاحمر الممر الحيوي والحساس للملاحة البحرية على الصعيدين الاقليمي والدولي . ٧- يهدف العدوان السعودي على اليمن الى تقليص دور ايران في المنطقة باعتبارها الداعم الرئيس للشعب اليمني وحكومته بقيادة " انصار الله " لاسيما بعد الانجازات الباهرة التي حققتها طهران على الصعيد السياسي من جانب والتي تجلت بوضوح في مفاوضاتها النووية مع المجموعة السداسية الدولية وامكانية توصلها الى اتفاق لتسوية ازمة برنامجها النووي مع هذه المجموعة وكذلك على الصعيد العسكري التي انعكست بوضوح من خلال دعمها اللوجستي للجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في هذا البلد التي حققت انتصارات كبيرة على تنظيم " داعش " الارهابي والتي كان آخرها في محافظة تكريت المعقل الرئيس لهذا التنظيم والجماعات الارهابية الاخرى وفلول حزب البعث المنحل التي احتلت مناطق كبيرة من العراق قبل نحو تسعة اشهر . ٨- تسعى السعودية من خلال شنها العدوان العسكري على اليمن بإيعاز من امريكا وبدعم من دول مجلس التعاون – باستثناء سلطنة عمان – ودول اخرى في المنطقة الى تحويل الانظار عن ازمتها الداخلية المتمثلة بالصراع على السلطة الذي تفاقم بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز ومجيء اخيه غير الشقيق الملك سلمان الى سدة الحكم؛ هذا الصراع الذي ظهر بوضوح من خلال التغييرات الكثيرة التي طالت المناصب الحساسة في الدولة اضافة الى ما يعانيه نظام آل سعود من معارضة داخلية لاسيما في المناطق الشرقية من البلاد بسبب سياساته القائمة على التمييز الطائفي والفاقدة للمرونة والكياسة المطلوبة لتوفير مناخ ديمقراطي حر يتناسب مع تطلعات الشعب المشروعة لاسيما ما يتعلق بحقوق المرأة التي تمنع من قبل هذا النظام حتى من قيادة السيارة . واخيراً لابد من القول ان الذرائع التي قدمتها السعودية لشن الحرب على جارتها الجنوبية وقتل شعبها وتدمير بناها التحتية بالصواريخ والقنابل التي اشترتها باموال المسلمين بدلاً من مد يد العون لهذا الشعب المسكين الذي يسعى جاهداً للوقوف على قدميه والتخلص من الاعباء الثقيلة التي خلفتها الحكومات السابقة التي تعاقبت على حكمة طيلة العقود الماضية والتي تسببت بانهيار البلد في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والامنية في وقتٍ كانت فيه السعودية ودول غربية واقليمية اخرى تدعم هذه الحكومات لتحقيق مصالح تخدم المشروع الامريكي – الصهيوني الذي يهدف الى تمزيق المنطقة والسيطرة على مقدرات شعوبها ونهب ثرواتها واهانة كرامتها والعبث بمصيرها .
22/5/150329
https://telegram.me/buratha