التقارير

العلاقات الروسية - الأمريكية بين المد والجزر

1677 09:53:01 2015-05-13

مرت العلاقات الروسية - الأمريكية بمراحل عدة منذ تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما السلطة في عام 2009، حتى وصلت إلى أزمة أعمق بكثير بالمقارنة مع مستواها في حقبة الرئيس السابق جورج بوش.

وكان تحسين العلاقات مع روسيا من الشعارات الأساسية للديمقراطي أوباما، وذلك بعد أن شهدت تلك العلاقات ترديا استمر لمدة 8 سنوات على خلفية سياسة إدارة جورج بوش الخارجية، وسعي واشنطن لنشر عناصر من الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا، والحرب القصيرة بين روسيا وجورجيا في عام 2009.

وفي أبريل/نيسان عام 2009 عقد أول لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون التي قدمت له في مطلع اللقاء صندوقا أصفر عليه زر أحمر، مضيفة أن الهدية ترمز لرغبة الإدارة الأمريكية في "إعادة إطلاق العلاقات". وضغط الوزيران على الزر سويا في حركة رمزية، لكن لافروف أشار لكلينتون إلى أن الجانب الأمريكي أخطأ في ترجمة كلمة "reset" للغة الروسية وكتب على الزر كلمة أخرى تعني "المبالغة في الشحن" أو "الإرهاق". وأصبح هذا الخطأ الأمريكي رمزيا أيضا.

وتمكنت موسكو وواشنطن خلال هذه الفترة من تحقيق نجاحات عدة، منها، بالدرجة الأولى، عقد معاهدة "ستارت-2" لتقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية والاتفاق الخاص بنزع الأسلحة الكيميائية من سوريا. لكن الخلافات بدأت بالظهور منذ البداية، إذ واصل أوباما السياسات الهجومية لسلفه جورج بوش، وزاد من كثافة التدخلات الأمريكية في سياسات دول أخرى على خلفية أحداث "الربيع العربي"، فيما واصلت روسيا معارضتها القطعية لهذه السياسية.

وقامت روسيا إلى جانب الصين باستخدام حق الفيتو ضد مشاريع قرارات دولية عدة كانت واشنطن تصر على إصدارها تحت الفصل السابع. وعارضت أيضا السياسة الأمريكية تجاه ليبيا واليمن ودول أخرى. وردت واشنطن بتكثيف اتهاماتها لروسيا بانتهاك حقوق الإنسان وفرضت عقوبات شخصية على عدد من الشخصيات الروسية على خلفية تلك الاتهامات.

وعلى الرغم من تصريحات أوباما عن نيته تعديل خطط نشر الدرع الصاروخية والتخفيف من مستواها، اتضح في نهاية المطاف أن واشنطن تتجه لتعديلها بشكل يضر أكثر بمصالح روسيا، كما أنها ترفض إشراك موسكو في جهود بناء نظام الدفاع الصاروخي لعموم أوروبا . كما اتهمت واشنطن موسكو بخرق اتفاقية الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، لكن الجانب الروسي أشار إلى أن الأمريكيين ينتهكون هذه الاتفاقية والاتفاقيات الأخرى بتطويرهم لأنواع الأسلحة الجديدة في إطار برنامج الضربة العالمية الخاطفة.

وكان من المقرر أن يقوم أوباما بزيارة رسمية إلى روسيا في سبتمبر/أيلول عام 2013، إذ كان الطرفان يعلقان آمالا كبيرة على تلك الزيارة. إلا أنه ألغاها على خلفية قضية إدوارد سنودن مسرب المعلومات السرية حول برامج التنصت الإلكتروني للاستخبارات الأمريكية، علما بأن موسكو منحت سنودن حق اللجوء رغم احتجاجات واشنطن التي تطالب بتسليمه لها.

ولم تكن قضية سنودن إلا بداية أزمة غير مسبوقة منذ سنوات، إذ يقارن كثيرون الحالة الراهنة للعلاقات الثنائية بما كانت عليه في فترة الحرب الباردة. ويعود السبب إلى الأزمة الأوكرانية التي اندلعت في أواخر عام 2013 باحتجاجات واسعة النطاق مؤيدة للتكامل الأوروبي ومناهضة للرئيس فيكتور يانوكوفيتش. ودعمت واشنطن تلك الاحتجاجات وتمسكت بدعمها رغم تحول الاحتجاجات السلمية إلى اعتداءات على قوات الأمن واشتباكات عنيفة، حتى وقوع الانقلاب على سلطة يانوكوفيتش ووصول المعارضة السابقة إلى السلطة.

ورفضت موسكو هذا الانقلاب وأكدت نيتها الدفاع عن مصالح المواطنين الروس في أوكرانيا. ولم يبق هذا التأكيد مجرد كلام، بل برز العزم الروسي خلال أحداث القرم، عندما أيدت موسكو سعي سكان شبه الجزيرة للخروج من قوام أوكرانيا والعودة إلى أحضان روسيا.

وفي أوائل مارس/آذار عام 2014 أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن صفحة "إعادة العلاقات الروسية-الأمريكية" أصبحت من الماضي، قائلا: "إننا دخلنا في مرحلة جديدة من علاقاتنا مع روسيا".

على الرغم من تطورات الأزمة الأوكرانية ودخولها إلى مرحلة النزاع الدموي المسلح المستمر في شرق البلاد منذ أبريل/نيسان عام 2014، واصل لافروف وكيري اتصالاتها الهاتفية ولقاءاتهما الدورية على هامش مختلف الفعاليات الدولية. لكن زيارة كيري الراهنة إلى روسيا واجتماعه ببوتين قد يمثلان إشارة إلى تعديل موقف واشنطن إلى درجة ما وسعيها للانضمام إلى جهود التسوية في شرق أوكرانيا والتي انطلقت في العاصمة البيلاروسية مينسك بمساهمة نشطة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

12/5/150513

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك