نضال حمادة
رفضت الولايات المتحدة الأمريكية بيع السعودية طائرة "فانتوم 35" فانزعج الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولم يسافر الى واشنطن لحضور قمة كامب ديفيد التي جمعت دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
هذا الرفض الأمريكي تبلَّغته المملكة قبيل انعقاد القمة. وعزا البيت الابيض السبب إلى امتلاك الرياض أحدث الطائرات من طراز فانتوم 15 وبإمكانها شراء الطراز المعدل أو طائرات فانتوم 16. وأكَّد مستشار أوباما للأمن القومي بن رودن، أنه "من الخطأ تحديد نوع السلاح والقول أنه مهم لأمن دول الخليج أم لا، والمحادثات ما زالت مستمرة معهم لبحث احتياجاتهم الحقيقية".
بدوره، قال روبرت ماليه، المستشار في الأمن القومي المختص في الشرق الأوسط، أن "قمة كامب ديفيد لم تعقد للبحث في عقود تسلح دول الخليج، ونحن لسنا هنا لتأتي دول الخليج بلائحة مشتريات من الأسلحة ونوافق عليها".
وحسب مصادر عربية في باريس، فإن الملك السعودي يعتبر أن الولايات المتحدة تركته وحيدا في العدوان الذي شنه على اليمن ولم تقدم له الدعم العسكري والدبلوماسي المرجو منها، كاشفة أن المقربين من الملك السعودي، ولا سيما نجله محمد بن سلمان، يعتبرون أن الضغوط الامريكية على الجيش الباكستاني بالتزامن مع ضغوط صينية وروسية وهندية أدت الى امتناع اسلام اباد عن إرسال جنودها لشن "حرب برية" على اليمن.
المصادر نفسها لفتت إلى أن غياب سلمان عن القمة مردُّه الى رغبته الكبيرة في وجود ابنه محمد بن سلمان وزير الدفاع، والذي عينه الملك وليا لولي العهد، على رأس وفد سعودي كبير في قمة تجمع الدول الخليجية مع الولايات المتحدة، مشيرة الى أن محمد بن سلمان يتصرف كرئيس فعلي للوفد، حيث كان الجميع يعود إليه بعيدا عن ابن عمه محمد بن نايف الذي يشغل منصب ولي العهد والذي ظهر أنه رئيس شكليٌّ للوفد.
ولفتت المصادر إلى أن تغيُّبه جاء أيضا بسبب تردي وضعه الصحي، ولم يرد محمد أن يَظهر والده بحالة ضعف جسدي وصحي تجعل أفراد العائلة السعودية الحاكمة يشككون في مصداقيته وقانونية القرارات التي يتخذها منذ توليه الحكم، خاصة في موضوع التغييرات الجذرية التي أحدثها في مراكز النفوذ داخل الجيل الثاني للعائلة السعودية المالكة والتي صبت في مصلحة ولده على حساب آل الفيصل ومتعب بن عبدالله وآل سلطان.
وختمت المصادر بالقول "ان الحرب في اليمن بدأت تذهب بهيبة سلمان واتباعه في الحكم السعودي، وهذا هو الامر الابرز الذي يقلق نجله والتركيبة الحاكمة المحيطة به، وهذا الخوف المستجد جراء مسار الحرب اليمنية هو الذي يمنع وزير الدفاع الذي يحمل خاتم والده من اتخاذ القرار بوقف الحرب على اليمن، ويبدو ان قمة كامب ديفيد قد فرضت على الملك السعودي الجديد وابنه آلية عمل لإنهاء الحرب على اليمن بسيناريو سياسي وانساني يحفظ ماء وجه السعودية وحكامها الجدد بعدما ذهبت اليمن بهيبتهم الى غير رجعة".
20/5/150516
https://telegram.me/buratha