بعقوبة – نبيل الشمري
ذاكرة التاريخ تزخر بالرجال الشجعان ولكل منهم قصة بطولة تبقى ذكرى في اذهان محبيه، علاء الربيعي احد ابطال الجيش العراقي تمنى الشهادة فنالها بعد ان خاض معارك عديدة ضد عصابات “داعش” التكفيرية لقنهم فيها دروسا لن ينسوها بشهادة زملائه الذين كانوا يلقبونه بـ”ابو الغيرة” لشجاعته وبسالته في المعارك وحنكته القيادية.
يتحدث زميله سامر الهاشمي لـصحيفة “الصباح” مستذكرا المواقف البطولية للشهيد علاء الربيعي التي لا تعد ولا تحصى فيوضح ان الشهيد كان بمثابة الاخ والقائد والملهم فكان لا يتردد مطلقاً في تنفيذ الواجب ومن همته استلهم بقية المقاتلين العزيمة والاصرار في القتال.
ويتابع الهاشمي قائلا: “نحن كفوج مغاوير واجبنا ان نكون في مقدمة القطعات لاقتحام أي مكان تسيطر عليه “داعش” وقد خضنا معارك عنيفة معهم فكان الشهيد علاء يصول ويجول وهو يقود مجموعته وقد مررنا بمواقف صعبة وخطرة للغاية كان لعلاء الفضل في تخليصنا منها، ففي احدى المعارك تمت محاصرتنا لاكثر من 6 ساعات باحد المنازل، الا ان شجاعة علاء وتوجيهاته في ادارة المعركة والمشاغلة مكنتنا من الصمود حتى وصلتنا قوة الانقاذ وقد قتلنا من “داعش” في هذه المعركة عددا كبيرا ولم نخسر أي جندي.
اما عن حنكته القيادية فيشير الهاشمي الى ان آمر الفوج كان يستدعي الشهيد قبل أي معركة ويرسم معه محاورها وكيفية تنفيذها ويوصي بان يقودها اذا ما حصل مكروه له فقد كان محل ثقة لكل الضباط والمنتسبين لما يملكه من خبرة بالقتال.
اما زميله عباس الذي كان قريبا منه لحظة وقوع الهجوم فيستذكر بكلامه حادثة الاستشهاد التي وقعت بقاطع الكرمة “الفلوجة” فيقول: “كنا كعادتنا مرابطين بالواجب ونتعاقب عليه ونتبادل الاطلاقات مع العدو طوال الليل بشكل متقطع لكن لم نتعرض لهجوم وكان الشهيد علاء قد استيقظ الساعة الرابعة فجرا بعد ان اخذ قسطا من النوم واستلم الواجب لساعتين قبل ان يوقظ اثنين من زملائه ليأخذا مكانه وكان ذلك الساعة السادسة صباحا فذهب للوضوء لتأدية صلاة الفجر وكانت الاجواء هادئة جداً ثم ذهب الى باحة المنزل الخارجية الذي هو فيه ليقوم بتحضير الفطور له ولزملائه وفي تلك اللحظات فوجئنا بصوت انفجار عنيف اصاب الشهيد مباشرة بجروح بليغة صاحبه اطلاق نار كثيف وكان صوت الشهيد عالياً وهو ينادي جبناء جبناء، في اشارة الى فعلة الغدر التي يتميز بها داعش وهو يزحف فوصل الى داخل المطبخ وتناول بندقيته واشتبك معهم رغم جراحه البليغة وقد تمكن من قتل اثنين منهم قبل ان يفقد قواه مستسلما لقدر الشهادة التي تمناها فنالها بشرف وهو يردد باخر انفاسه “لبيك يا حسين”، “لبيك يا عراق”
ويختم زميله حديثه بالقول: “رحيله خسارة لنا وللجيش وللوطن فهو مقاتل اقل ما يوصف بانه شرس، واتمنى ان التحق به بعد ان فقدت اغلب رفاقي في ذلك الهجوم لكن الله لم يكتب لي ان استشهد معهم واستمر في الدفاع عن الوطن”.
ويقول اخ الشهيد حيدر : ان كنا نتهيأ لزفاف اخي الاصغر ياسر بعد ان اكملنا بناء منزلنا الذي تكفل الشهيد ببنائه، لكن القدر كان اسرع فخطف “ابو حسين” من بيننا، لكنه سيبقى بطلا بعيوننا وعيون كل العراقيين الشرفاء.
https://telegram.me/buratha